جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / رئاسيّات..ونازحون!
ace14ab5-fe90-4843-91fc-2c9084a36616_16x9_1200x676

رئاسيّات..ونازحون!

خاص Lebanon On Time -جوزاف وهبه

لا يزال المبعوث القطري أبو فهد بن جاسم آل ثاني يراوح مكانه.وقد جاءه الجواب “ناشفاً” من المرشح سليمان فرنجية:لا عزوف..ولا إنسحاب.ما يعني أنّ الثنائي الشيعي لم يتلقَّ بعد إشارة “الخيار الثالث” التي يفترض أن تأتيه من مركز القرار في طهران، حيث أنّ المعطيات الدولية لا تبدو مشجّعة، كما لا تبدو مستعجلة:المفاوضات السريّة جدّاً بين أميركا وإيران في سلطنة عُمان لم تصل الى خواتيمها.الحرب في سوريا إلى مزيد من التعقيد والإحتدام:ضربة المسيّرات الموجعة في حفل تخريج ضبّاط جدد، والتي حصدت مئات القتلى والجرحى، تذكّر بمقتل “خليّة الأزمة” في بدايات الإنتفاضة الشعبية، إضافة الى تطوّر الصراع التركي – الكردي من سوريا الى الداخل العراقي.المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين أرجأ زيارته الى لبنان، بمعنى أنّه ثمّة تعقيدات في الموضوع الإسرائيلي – الإيراني، وبمعنى أنّ الأميركيين ليسوا على عجلة من أمرهم لسببين كبيرين:
الأول، الإهتمام بمفاوضات التطبيع الجارية بين السعودية وتل أبيب، خاصة بعد الكلام المشجّع في هذا الخصوص من قبل ولي العهد محمد بن سلمان، وبعد زيارتي الوزيرين الإسرائيليين للمشاركة في فعاليّات سعودية.
-الثاني، أن الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية قد بردت بعد حماوة سابقة، في ما يخص خيمة حزب اللله الحدودية، وتوسّع الإحتلال الإسرائيلي لبلدة الغجر اللبنانية.
نحن على قائمة الإنتظار الإقليمي والدولي، ولكن ما “يغلي” هو موضوع النازحين السوريين غير المسبوق وغير المبرّر، والذي حصل مؤخّراً عبر التهريب المنظّم بالآلاف عبر المعابر غير الشرعيّة، بتسهيل واضح من قوّات الأمن السورية، وبعجز لبناني، وبنشاط ملحوظ لشبكات التهريب التي باتت تدرّ ألوف الدولارات، ويُقال أنّ نواباً وفعاليات وبلدات ومخاتير إنّما هم شركاء فعليون فيها!
صحيح أنّ هناك إجماعاً لبنانياً على رفض هذا النزوح، إلّا أنّ التنسيق الوطني الصادق غير متوفّر:وإلّا كيف نفسّر إستغلال رئيس التيار الوطني الحر لهذه الأزمة حتى يصوّب على قائد الجيش جوزيف عون كمرشّح محتمل لرئاسة الجمهورية، ما اضطرّ هذا الأخير، للمرّة الأولى، للردّ على إتهامات جبران باسيل من دون أن يسمّيه؟
وما زاد الطين بلّة، عن قصد أو دون قصد، هو المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الداخلية بسام المولوي، وأطلق فيه السماح للبلديات بالتدخّل في عملية وقف هذا النزوح، ما فتح الباب على صراعات في كل قرية وبلدة ومدينة (كما حصل في برج حمّود وسنّ الفيل) حيث بات كلّ مواطن يعتبر نفسه “خفيراً” يحقّ له التصرّف تجاه السوريين، أكانوا نازحين شرعيين أو غير شرعيين!
بين التأزّم في الموضوع الرئاسي، وبين التخبّط في شأن تنظيم النزوح السوري، يسير البلد الى مزيد من الفوضى، ومزيد من الفلتان..وربّما الى مزيد من التوتّرات الأمنيّة الجوّالة!

1