جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / رياض سلامة: الليرة مستقرة وخفض سعرها يصيب الاقتصاد بالعجز
14-01-19-785785298874

رياض سلامة: الليرة مستقرة وخفض سعرها يصيب الاقتصاد بالعجز

نظم مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل لقاء غداء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في فندق “فورسيزنز” بيروت، حضره رئيس مجلس إدارة “بنك لبنان والمهجر” سعد أزهري وفريق عمله التنفيذي الذي رعى هذا الحفل، أعضاء مجلس إدارة التجمع اللبناني العالمي، أعضاء المجلس الإستشاري، الرؤساء والمدراء التنفيذيون للمصارف، قادة الأعمال والقادة الإقتصاديون البارزون محليا وإقليميا ودوليا، لمناقشة النتائج الإقتصادية لعام 2018، بالإضافة إلى التحديات والإستراتيجية للعام 2019.

استهل اللقاء بكلمة زمكحل الذي قال: “اجتماعنا اليوم مع سعادة الحاكم رياض سلامة يأتي في سياق تأييدنا له بإسم رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، ودعمنا المطلق لمصرف لبنان الذي هو ركن اساسي لاقتصادنا وبلادنا. ويأتي تأييدنا هذا ليس حيال سعادة الحاكم سلامة فقط، إنما حيال مؤسسة مصرف لبنان المركزي ككل الذي يمثل العمود الفقري لاقتصادنا وبلدنا”.

أضاف: “يمر لبنان بأصعب فترات من تاريخنا الإقتصادي والإجتماعي والسياسي. وعلينا ان نكون صريحين وواقعيين ونعترف بأن شركاتنا تنزف، وعملاءنا يعيشون في يأس شديد، واستثماراتنا تتراجع، ولا نستطيع التوظيف، لكننا سنثابر من أجل البقاء، وليس لإيجاد الفرص فقط المختبئة وراء الأزمات لكن لخلق الفرص بابتكاراتنا وإبداعاتنا وأفكارنا البناءة”.

وتابع: “بدأنا سنة 2018 بتفاؤل حذر حيث كنا ننتظر فرصا في بعض المحطات المتوقعة. الفرصة الأولى كانت إجراء الإنتخابات النيابية بعد 9 سنوات من خطف الديموقراطية، فخسرنا 5 أشهر لتنظيم هذا الإستحقاق، وبعد إنهائها بخير وسلامة، ها نحن في الشهر الثامن ننتظر ولادة حكومة وسلطة تنفيذية لإدارة البلاد. فضاعت سنة بكاملها ودفع ثمنها المواطنون والأسر والشركات والإقتصاد، وخصوصا سمعتنا ومصداقيتنا الدولية. وها نحن حتى اليوم، نحاول أن نفهم أو نتفهم ما معنى حكومة إتحاد وطني، وما معنى الديموقراطية التوافقية، وندرك تماما أن التعابير تتناقض حتى أصبحت ولادة الحكومة تسمى عيدية، وكأنها إنجاز أو خدمة للمواطنين. أذكر بأن هذا هو حق بديهي للمواطنين والحد الأدنى من الواجبات”.

وأردف: “تفاؤلنا الثاني في سنة 2018 كان تنظيم مؤتمرات دولية على رأسها مؤتمر سيدر في باريس ومؤتمرات روما وبلجيكا ومؤخرا لندن، أعطانا بخات أوكسيجين وأمل، واعتقدنا أننا حصلنا على عوامات خلاص، وافتخرنا أننا عدنا على الخريطة الإقتصادية والإهتمامات الدولية، ففوجئنا بخيبة الأمل الثانية، وحل مكان الأمل الضربات الصادمة على رؤوسنا، لأننا ما استطعنا حتى الحديث عن الإصلاحات والمشاريع في المنصات التنفيذية والتشريعية، ولم نبدأ حتى مناقشة الإصلاحات المرجوة، فأين نحن من التنفيذ والملاحقة؟”.

وقال: “كنا من المنظمين والداعمين بفخر لمؤتمر سيدر لكن نذكر أننا لا نريد رفع الدين العام، من دون إصلاحات حقيقية، ولا نريد إعادة اختبار باريس 1و2و3، لكن نريد قصص نجاح. لا نريد أن يرشدنا أحد الى سلة إصلاحات لن نستطيع تلبيتها لكن نريد أن نتضامن ونتآزر من أجل إصلاح واحد وهو إصلاح مؤسسة كهرباء لبنان كأولوية، الذي سيوفر ثلث الموازنة على الدولة، وثلث الكلفة على الأسر. لا نريد أموال سيدر من دون إصلاحات وتدقيق دولي داخلي وخارجي، وتمويل بدفعات حسب التنفيذ والملاحقة”.

أضاف: “رسالتنا للمجتمع الدولي: نعتذر أن بلدنا لم يكن على مستوى ثقتكم وطموحاتكم وآمالكم، أرجوكم لا نريد مؤتمرات وتثقيفا وشد الأيادي، نريد من يعلمنا كيف ندير أنفسنا وما معنى الديموقراطية واحترام رأي الآخرين، وكيف نجتمع وراء رؤية واحدة موحدة. نريد من يعلمنا كيف نتنافس على الأفكار والمشاريع وليس على الأشخاص والمقاعد”.

وتابع: “سنة 2018 شهدنا هجوما مبرمجا وممنهجا موجها إلى حضرة الحاكم، وإننا نتساءل ما كان أساس وأهداف هذا الهجوم الهدام لاقتصادنا وبلادنا؟ لن نقول ينبغي على الجميع أن يكونوا دائما موافقين على السياسة النقدية التي يتخذها مصرف لبنان لكن في الوقت عينه نقول إنه يمكن أن نناقش هذه السياسات المالية ضمن مجالسنا الإقتصادية وفي اجتماعات بناءة وشفافة وفي تبادل للاراء الإيجابية في المنصات الاقتصادية وليس عبر الإتهامات والشائعات المضرة اقتصادنا واستقرارنا”.

وأردف: “أي حملة ضد الحاكمية في نظرنا ليست ضد شخص الحاكم أو السياسة المالية التي ينتهجها فحسب، ولكن ضد لبنان واقتصاده واستقراره. إننا نفتخر بمؤسسة مصرف لبنان التي الى جانب المؤسسات الأمنية، هي أنجح وأرقى المؤسسات العامة لدينا وعمود فقري لاقتصادنا وبلادنا. فكل حجرة ترمى على مصرف لبنان، هي صخرة تضرب على المؤسسات اللبنانية وعلى كل الرياديين وعلى كل رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم، وسيدفع ثمنها لبنان واقتصاده وكل اللبنانيين وكل الشركات، وحتى الأحزاب والسياسيين. فعوضا عن التدمير الذاتي لبعضنا البعض علينا أن نضافر الجهود، ونعمل يدا بيد على حماية ما يمثل استقرارنا الإقتصادي والنقدي والمالي”.

وقال: “بدأنا سنة 2019 مع البعض الذين يطالبون بإضرابات، إننا نحترم المطالب وحتى الشعارات عينها، لكننا لم نفهم هذا الإضراب كان موجها ممن ضد من؟ ردنا على هذه المبادرة، أن إضرابنا الحقيقي هو أن نعمل 24/24 ساعة و7 أيام في الأسبوع، إذا استطعنا، لخلق النمو وخلق فرص عمل والحد من خسائرنا. إننا نعيش جمودا سياسيا وشللا دستوريا، لكن هنا أيضا نعيش حرب الأشباح، ومن الصعب أن نفهم من يحارب من، ومن المسؤول عن ماذا، لكن الواضح أن الضحية معروفة وهم المواطنون والشركات والإقتصاد والبلاد ككل”.

أضاف: “إننا مضطربون، باعتبار أن الأزمة الإقتصادية التي نتعايش معها منذ سنوات بصعوبة وإرهاق وألم، ستواكبنا في هذه السنة، ويمكن أن تتحول الى أزمة إجتماعية مؤلمة، لكن لا نريد أبدا أن تصبح أزمة سيولة أو مالية أو نقدية. نتكل عليك سعادة الحاكم لزيادة السيولة، وإعادة القروض المدعومة للقطاعات الإنتاجية وخصوصا للأموال التشغيلية، لأنه سيكون صعبا جدا على الشركات تمويل أعمالهم واستثماراتهم بفوائد عالية”.

وتابع: “إن الحل الوحيد لاقتصادنا اليوم، هو تجاوز كل الخلافات، والوقوف كلنا وراء مصلحة الوطن، وبناء ورسم خطة وإستراتيجية إقتصادية إجتماعية موحدة وإنقاذية، ونضافر الجهود لبناء إقتصاد جديد، ليس فقط مبنيا على الأسس التقليدية: التجارة والصناعة والسياحة فقط، لكن على اقتصاد المعرفة والإبداع وخلق فرص جديدة لنا جميعا”.

وختم: “بإسم رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم أعدكم أننا لم ولن نستسلم، وسنواجه المشكلات بشرف وشغف، وسنتصدى لكل المعوقات بأسلحتنا الإقتصادية وأفكارنا البناءة والخلاقة”.

سلامة
بدوره، قال سلامة: “اجتماعنا في قصر بعبدا أفاد أن الدولة اللبنانية ملتزمة تسديد الدين وفوائده. هذا الموقف الرسمي الصادر من الاجتماع أمس برئاسة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية”.

أضاف: “نحن لدينا رزمة للمصارف التي تريد استعمالها خلال العام 2019، علما ان الاولوية للشريحة المحدودة التي تهتم بها مؤسسات الاسكان وقطاعات اخرى في الدولة. لكن لم نلاحظ سياسة اسكانية في الدولة. لذا هناك اعادة تفكير بمقاربة معينة، حيث سيكون هناك دراسة مستقبلية في ظل حكومة مستقبلية”.

وتابع: “صحيح ان ردة الفعل في سوق السندات في السوق اللبنانية اليوم كانت حذرة، لكنها مرتاحة، علما أن لدينا القدرة على تسديد الديون في تواريخها المحددة وبدون اي اقتطاع منها. ونحمل في مصرف لبنان 40% من الدين وكيفية معالجته. اما ما تبقى من الدين (60%) فهناك مؤسسات في الدولة تتحمله. لكن عندنا سيطرة على الدين وثقة ونظرة مستقبلية ايجابية”.

وإذ رأى أن “تأليف الحكومة واعلان برنامج اقتصادي وتطبيق مؤتمر سيدر ومشروعات اخرى، سيساعد لبنان على تخطي ازماته الاقتصادية الراهنة”، أكد ان “لا خطر على سعر صرف الليرة اللبنانية تجاه الدولار الاميركي”، وقال: “الشائعات الراهنة لم تؤثر علينا والعملة مستقرة، والكميات من الليرة المتوافرة بالسوق ومدعومة بأرقام وليست بشعارات”.

أضاف: “لبنان بحاجة الى الاصاحات وتحفيز النمو. النمو في لبنان بلغ بين 1 و1.5 في المئة عام 2018 جراء عدم تأليف الحكومة. علما ان هناك حالة سلبية في المنطقة تؤثر على حركاتنا الخارجية. الودائع زادت اكثر من 6 مليارات دولار عام 2018، بينما التدفقات المالية في السابق، كانت اكثر أي بين 11 مليار دولار و12 مليارا. وسنطلق قريبا منصة للتداول الالكتروني في العام 2019. علما ان هذه المنصة تتداول عليها كل الاوراق التجارية وتتصل بالعالم كله. مشروعنا لاطلاق العملة الرقمية يتقدم، وهناك مشروعات اخرى قيد التداول لتسهيل طرق الدفع ويشجع الاسواق اللبنانية”.

وقال ردا على سؤال: “نعتقد ان افضل جواب للدعايات السلبية اننا حافظنا على سعر صرف الليرة اللبنانية. العملة اللبنانية هي عملة لبنان. مصرف لبنان عليه ان يدافع عن هذه العملة كي يبقى ضابطا لأسعار التضخم. نحن مقتنعون بأن الاقتصاد اللبناني مدولر بنسبة 70 في المئة، وثمة 75 في المئة من التداول يتم بالدولار الاميركي. فما المنفعة من خفض سعر صرف الليرة اللبنانية مما يخلق عدم ارتياح، ولا يعطي للبنان ميزة تنافسية”.

أضاف: “في تركيا الاقتصاد تراجع. لكن في لبنان الدولارات أتت من هندسات مالية بين مصرف لبنان والقطاع المصرفي اللبناني، لان صادراتنا متواضعة. اما الدعوة الى خفض سعر صرف الليرة في ظل حجم الاقتصاد الراهن، فيصيب الاقتصاد اللبناني بالعجز. موضوع الدين العام، بحسب ردة فعل السلطات اللبنانية، يؤكد التزام لبنان حيال تنفيذ الخطط المالية التي تعدها الدولة اللبنانية. نحن نضخ سيولة في السوق بشكل لا تخلق تضخما. اما كل القروض المدعومة للاسكان فلا تعني خلق سياسة اسكانية او زراعية. هدفنا المحافظة على الاستقرار النقدي”.

وتابع: “في العام 2018 دعم مصرف لبنان الاسكان بـ800 مليون دولار، في 2019 سيكون هناك رزمة لدعم الاسكان، ونضع حسابات خاصة للمصارف. وهذا لا يعفي الدولة من أن تقوم بسياسة إسكانية”.

وختم: “لم نبحث في اجتماع بعبدا (امس) الا موقف لبنان الرسمي حيال ديون لبنان، وفي حضور وزير المالية والمجتمعين، مفاده: ان لبنان يسدد دينه وفوائد دينه بالعملات الوطنية والاجنبية. في البلد ثمة مشروعات اقتصادية كثيرة، لكن هكذا مشروعات تحتاج الى حكومة وقوانين تمر في مجلس النواب. ولا علم لي بأي خطة مستقبلية، واي خطة تبحث عادة في البنك المركزي. لا مشروعات مطروحة لكن ننتظر حكومة لتعطي صورة واضحة عن خطتها الاقتصادية والمالية مستقبلا”.