جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ريفي : أحداث11 أيلول 2001 أدخلت إيران الى المنطقة وأحداث 7 تشرين ستخرجها منها
ريفي

ريفي : أحداث11 أيلول 2001 أدخلت إيران الى المنطقة وأحداث 7 تشرين ستخرجها منها

 

Lebanon On Time –

رأى النائب اللواء أشرف ريفي في حديث خاص لموقع “اخباركم اخبارنا” : “أن إيران التي دخلت إلى المنطقة بفعل أحداث 11 أيلول 2001 لكنها ستخرج منها بفعل أحداث 7 تشرين 2023”.
يقول ريفي: لا شك في أن الأحداث التي نشهدها منذ السابع من تشرين الاول /اكتوبر هي أحداث ضخمة جداً جداً، لم يكن لدينا أي مؤشرات بأنّ شيئاً ما يحضر، والعملية كانت صادمة ومفاجئة للجميع. لقد فاجأت الإسرائيليين رغم كل القدرات التي يملكونها، وهو ما سيجعل هذا التاريخ مفصلياً في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي، ذلك أن المواطن الإسرائيلي فقد ثقته بدولته وبجيشه ومخابراته بعدما كان يعتبر أنه يعيش في نظام يسهر على اموره ولا يقهر. لقد شاهد هذا المواطن أن دولته غابت لخمس ساعات، ولولا الحركة السريعة الأميركية والغربية كانت الساعات امتدت .”
ورأى انه “عندما وصلت الاساطيل الأميركية أعطت الإسرائيلي معنويات للتحضير للرد،. من هنا أتصور اننا دخلنا في مواجهة شرسة ولا إنسانية أكثر مما كنا نتوقع من نظام يدعي بأنه ديموقراطي وانساني. وقد برهنت الأحداث أن أكثرية الأنظمة الغربية لديها ازدواجية المعايير وهي تنحاز لإسرائيل لدرجة أن مواطنيها باتوا يتساءلون عن مقتل الأطفال في غزة في مقابل القوانين التي تعتمدها هذه الدول.

أما عن التوقعات، فيقول ريفي “لقد قامت حماس بما تراه مناسباً لتحرير فلسطين وأهنئها على ذلك، لكن في الوقت نفسه كان عليها أن تتوقع ردة الفعل العنيفة. أما نتانياهو فقد ازعجه اليمين الإسرائيلي الذي كان يعرقل “حل الدولتين”،وهذا يعني أنه سيذهب إلى المساءلة والمحاسبة، لكن أخشى أن يكون ثمن هذا التوجه عند نتانياهو مزيداً من الضحايا الأبرياء والدم، ليقول للمجتمع الإسرائيلي أن التقصير في الجمهوزية عوضه بردات الفعل، وهو ما سيجعل الثمن غالياً جداً على غزة”.
أما عن نهاية هذا المأزق، فيقول ريفي “نحن نعلم كيف بدأت الحرب لكن كيف ستنتهي فالعلم عند الله، خصوصاً أن الوجود العسكري الإسرائيلي ليس وحيداً، فهناك حضور عسكري أميركي عالٍ جداً كذلك بريطاني، والسؤال هل هذا الحضور هو من أجل غزة وما قامت به حركة حماس، أو من أجل أمر أكبر قد يكون خارطة جديدة للمنطقة؟ انا ارى أن هناك أمراً أكبر من غزة بكثير.”
وهل هناك خوف حقيقي من تغيير خارطة المنطقة؟ يجيب ريفي “قد يكون هذا الأمر ممكناً، فالأميركي يتحدث بشكل واضح عن “حل الدولتين”، وبايدن تحدث عن ذلك صراحة خلال زيارته لإسرائيل، علماً أن هذا الموضوع أقرته الجامعة العربية في قمة بيروت في العام 2002، وهذا يعني أن العرب بمن فيهم الفلسطينيين موافقون عليه في الماضي كان اليمين الإسرائيلي يرفض هذا الحل إضافة إلى التشدد الإسلامي (حماس والجهاد الإسلامي وكل ما يدور في الفلك الايراني)، من هنا فإن “حل الدولتين “بات ممكناً إذا لم يكن هناك تغيير للخرائط، خصوصاً وقد ثبت للعالم أن الفلسطينيين هم شعب حيّ ولا يمكن أن ينسى قضيته رغم مرور خمسة وسبعين عاماً عليها، لذلك حتى من كان يهمه أمن إسرائيل في الماضي يجب عليه أن يرى اليوم أن هذا الأمر لا يتحقق بالقوة بل بالحل السياسي الذي يؤمّن الاستقرار للمنطقة. فاليمين الإسرائيلي أصبح عاجزاً عن رفض الحل لأنه اقتنع أن أمانه ليس بيده بل بالدعم الغربي له وجماعة إيران رأت أنها لم تقدم أي شيء تحت عنوان وحدة الساحات والناس بدأت تشكك بصدقيتها فإذا لم يدافعوا عن أطفال غزة ونسائها اليوم فلماذا يساعدهم الآخرون عند التعرض للهجمات الاسرائيلية؟ بصريح العبارة لقد فقدوا صدقيتهم”.
وعما إذا كانت حركة حماس وراء توقيت العملية أم أنّ طرفاً آخر شجعها عليها بحسب توقيته، يرى ريفي “أن ما قامت به حماس كان هائلاً وعامل المفاجأة كان السبب الأول للنجاح، وهنا أتساءل هل يعقل أن لا يكون لهذه المنظومة الإسرائيلية -التي هلكت العالم بقدرتها- أي اشارة استخباراتية لا قبل العملية ولا عند الانطلاقة؟ لقد سرّبت حماس أنها قامت بعملها وأنها لم ترتكب أي جريمة بقتل الابرياء، وعندما طالت العملية العسكرية الإسرائيلية شارك كل الناس في القتال وقد يكونوا اساؤوا للمدنيين لأنهم ليسوا مقاتلين ، أما الإسرائيلي فلم يفصح بعد ماذا حصل أثناء ردّة الفعل، فقد قتل فلسطينيين واسرائيليين أثناء الهجوم كانت هناك احتفالاً ولو كانت حماس تريد قتل المدنيين لكانت قتلت من كان في الحفل. هذا كله يعني أن أغلبية المدنيين قتلوا بردات فعل إسرائيل وليس بهجوم حماس. من هنا هاجم نتنياهو مدير المخابرات ومدير الشاباك، ثم اعتذر وهذا يعني أيضاً أن الإسرائيليين يخفون شيئاً ما، وهنا أقول أن حماس وعند التحضير لعملية كهذه كان يجب أن تخفي الأمر. ورغم أن ذلك هو أكبر من قدرة حماس التي نعرفها، لكننا نهنئكم بها من ساحة الإطلاق إلى التنفيذ، لكن هل حسبت حماس ردات الفعل أم لا؟ هذا ما تحدده النتائج النهائية للحرب،. نأمل أن تكون قد قامت بحساباتها وأتوقع ذلك لكن تعريض الأطفال والمدنيين لردات فعل كهذه من دون تأمين الحماية لهم حرام، ونخشى أن يذهب إنجاز الحركة هنا. بالطبع أن الإسرائيلي هو من يتحمل هذا العمل لأنه لم يحترم القوانين العسكرية والإنسانية حيث من الممنوع أن نقتل غير المقاتل، فمن غير المقبول القيام باستهداف بربري كهذا ولمن دون أي إنسانية بهذا الشكل”.
وعن علاقة أحداث غزة بالخلافة النووي الأميركي – الإيراني، يشير ريفي إلى “أن هذا الخلاف ليس جديدا فحتى في أيام أوباما كان قائماً وانتهى بإتفاق، وفي أيام ترامب انتهى بعقوبات ولم تحصل أي مواجهة مباشرة بينهما. اليوم أرى أن هناك سبباً آخر، فهناك فريق يدعم “حل الدولتين” والتطبيع، وفريق آخر يقول انه موجود في المنطقة ومن غير المسموح القيام بأي شيء من دونه وإلا نسفه بأكمله وهنا المقصود إيران، وما يحصل هو خلاف بين الفريقين.”

أما عن الوضع اللبناني وتأثير غياب رئيس الجمهورية على دوره، فيؤكد النائب ريفي “أن رأس الهرم في لبنان هو رئيس الجمهورية وهو فوق كل الخلافات. صحيح انه ليس الحاكم فعلي، لكنه رمز الدولة كلها وهو الحكم بين كل الأفرقاء اللبنانيين. فإذا لم يكن هذا الرئيس موجوداً، فهناك خلل في التمثيل اللبناني لأن هذا البلد تعددي واذا لم تحترم حقوق كل المكونات فيه يصبح الخلاف كبيراً في التعاطي وسيكون هذا الأمر قاتلاً للتركيبة اللبنانية. إن تعدديتنا هي قيمة مضافة في نظرنا، لذلك فإن غياب الرئيس سيكون قاتلاً. اما بالنسبة إلى الجيش فإن (ا ل ح ز ب ) مصر على فرط كل المنظومة بهدف إعادة تركيب البلد على طريقته، أي على طريقة تشبه النظام الإيراني ولم يعد أمامه إلا الجيش. من هنا أخشى أن يكون هناك استهداف حقيقي له، فهو منحى ايراني أكثر مما هو نظرة ايرانية. لقد ضرب النظام الاقتصادي وكان هناك نظام مواز، فضرب النظام المالي وتشكل نظام مالي مواز لذا هناك خوف جدي على الجيش. لكن ما فات الإيراني، أن لبنان هو وطن تعددي، وهو لا يستطيع أن يجر ثلاثة مكوّنات مع جزء من الشيعة الذي يرفضون مشروع (ال ح ز ب) اليه، فهناك العلامة محمد مهدي شمس الدين والعلامة محمد حسين فضل الله (رحمهما الله) الذين كانوا ينادون بولاية الأمة على نفسها وليس بولاية الفقيه، لأن هذه الولاية شبيهة جداً بعصر الكنيسة في أوروبا والتي كانت تعتبر أنها تمثل الله على الأرض. هذا مرفوض طبعاً لأننا كلنا عبيد الله سواء كنا مدنيين أم رجال دين. هذا النظام اعتبر بأنه على اتصال مباشر بالله وهذا مرفوض ايضاً. من هنا، نحن اليوم ذاهبون إلى مكان مفصلي بكل ما للكلمة من معنى، الحل الأدنى فيه هو “حل الدولتين” أي الحل السياسي للقضية الفلسطينية ولم يعد هناك من حجج لا للإسرائيلي ولا لمحور ايران الذي خرب المنطقة العربية. هذا المحور الذي يملك “فيلق القدس” ضرب لبنان وسوريا والعراق واليمن ولم ينجد القدس، وهذه العراضات لم تعد مقبولة تجاه الثمن والبطولات الفلسطينية.”
وعما إذا كانت واشنطن قادرة على فرض “حل الدولتين”، يجيب ريفي “ليس بالشكل الكافي، لكن رغم كل الدعم الأميركي لإسرائيل فإن الشعب الأميركي أصبح واعياً وقد شاهدنا تظاهرات لليهود الأرثوذكس في نيويورك، هؤلاء لا يعترفون حتى الآن بشرعية دولة إسرائيل ويطالبون بالحرية لفلسطين ويعتبرون أن الأرض المحتلة ما زالت فلسطين. من هنا علينا أن نضع الأميركي تحت الاختبار، وبرأي أن بايدن ليس الرجل المناسب لهذا الحل وما حصل سوف يرتد عليه سلباً، فإذا أسس لحل الدولتين” وتفوق بالخروج من المواجهات العسكرية فقد يحسن وضعه، اما اذا كان عاجزاً فسيدفع ثمن عجزه”.
ويؤكد ريفي أن ليس لديه خوف حقيقي على لبنان الكيان أو النظام أو الجغرافيا رغم كل الظروف الخطيرة المحيطة به، “لأنه بعيد عن مجموعة إيران، إذ أصبحنا نرى أن الصوت الشيعي المعارض بات عالياً. بالنسبة للصوت السني فهو واضح، بدليل اننا لم ننجح في الانتخابات النيابية بقدراتنا المالية بل لأننا نمثل العصب السني الحقيقي. في المقابل فإن الصوت المسيحي بات واضحاً أيضا بدليل التراجع الهائل جداً جداً للتيار الوطني الحر بحيث ارى انه بعد ثلاثة أشهر من وصول رئيس للجمهورية سينتهي هذا التيار. بالنسبة للصوت الدرزية، فهو واضح بسيادته وعروبته وقد عبّر عن ذلك بشكل صريح. من هنا لست خائفاً على تركيبة البلد ولا على نظامه، فهذا النظام كان مستولى عليه، فلا السوري قبل أن يطبق اهم ثلاثة بنود فيه ولا الإيراني لأن هذه البنود تؤسس لقيام دولة وهي: حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، لا مركزية إدارية للوصول إلى انماء متوازن في كل المناطق بما في ذلك الاطراف والخروج من مجلس نواب طائفي إلى مجلس وطني ومعه مجلس شيوخ يمثل كل المكونات اللبنانية، وهذا ما يريده اللبناني. فالمشرّع لم يضع هذه البنود عن عبث، لكن الطائف اقر في وقت كانت فيه الميليشيات تحكم البلد، فطبّقت دستورها وليس الدستور اللبناني. اليوم إقتنعت اغلب المكونات بنهائية لبنان، فالسني كان مع العرب ولم يكن يريد لبنان، لكنه اليوم بات مقتنعاً بأن لبنان يستحق أن نعتبره وطناً نهائياً من دون الابتعاد عن عروبتنا. لقد حاول الإيراني أن يدخل إلى جزء من الشيعة لتحويل لبنان إلى ساحة وليس إلى وطن، لكنه فشل لأنه بات يفقد صدقيته مع الوقت وتطور الاحداث .”
وهل هناك ضرورة لتغيير خارطة المنطقة؟ يقول ريفي انه “لا ضرورة لذلك، اليوم هناك أولوية للاقتصاد أكثر من السياسة”.
اذاً ماذا بعد؟
يجيب ريفي “في السابق إتهمنا بداعش وغيرها، لكن داعش ليست انتاجاً سنياً بل هي إنتاج مخابراتي ومن انتجها هو الحرس الثوري الايراني. إن المجتمع السني لم يحضن داعش ولم تمثله بدليل ما حصل عند اندلاع معارك الجرود الشرقية، فمن خاف على داعش يومها هو (ا ل ح ز ب) وهو من ارسل لهم الباصات المكيفة ومن احتج عندما حلّق الطيران الأميركي فوق تلك الباصات. فإذا كانت داعش عدوك اللدود فكيف تحميه وكيف تحرص عليه، فأنت من حميت الارهاب التكفيري وكنت قد اقنعت اللبنانيين والمسيحيين خاصة بأنك تحميهم من داعش. اليوم بدأت الناس تسأل عن الغاية التي قتل من اجلها الآف الشباب اللبناني في سوريا، فإذا كانت الغاية حماية النظام السوري فإن هذا النظام هو اليوم في أسوأ أحواله، واذا كانت حماية المقامات الدينية الشيعية وقدسيتها فهذه المقامات مقدسة عند السنة والشيعة بدليل ما تعنيه السيدة زينب للسنة. على ضوء كل ذلك، فقد ظهرت التبريرات بأنها غير مقنعة وظهر بأن الهدف الأساسي لـ (ا ل ح ز ب) هو مشروع هيمنة إيرانية للوصول إلى الفوضى الخلاقة، من هنا نحن اليوم في مرحلة ضرب كل القوى التي تعترض على الشرق الأوسط الجديد بهدف إعادة تركيبه من جديد، وبذلك ينتهي الدور الدور الإيراني ودور الأذرع الإيرانية.”
وختم ريفي قائلاً: “بهذا المعنى، فإن أحداث 11 أيلول 2001 أدخلت إيران إلى المنطقة وأحداث 7 تشرين / أكتوبر ستخرجها منها.”

المصدر : أخباركم اخبارنا