جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ريفي الثابت على الثوابت عندما تخلّى الآخرون
IMG_20220416_132041

ريفي الثابت على الثوابت عندما تخلّى الآخرون

مايز عبيد

يعدّ الإلتزام بالثوابت، والثبات على المواقف في السياسة، ضربًا من الخيال أو أمرًا غير مألوف لدى رجالات السياسة في لبنان. فقلما تجد سياسيًا لبنانيًا يثبت على موقف لاسيما إذا تغيّرت الظروف أو تبدّلت المعطيات.

هذه الحالة العامة بالسياسة، خرقها شخص واحد هو الوزير الأسبق اللواء أشرف ريفي. منذ أن لمع نجمه في السياسة بُعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى مدار السنوات التي توالت، سواء عندما كان مديرًا عامًا لقوى الأمن الداخلي ولاحقًا وزيرًا للعدل، لم يُعرف عن اللواء ريفي إلا الثبات على المواقف. حتى قبل العام 2005 عندما كان رئيسًا لمكتب المباحث الجنائية، وقبلها، لم يُعرف عنه إلا الصلابة في المواقف. فلا يهادن ولا يداهن.. لا يحبو ولا يحابي.. يقول الحق ولو لم يترك له صاحبًا.

أحبّه رفيق الحريري لأنه وجد فيه طاقة من العطاء اللامتناهي، وإخلاصًا في العمل حد التفاني. تعرّض ريفي في السنوات الأخيرة للكثير من الحملات التي أرادت إسكات صوته المرتفع رفضًا لمنطق الميليشيا واللا دولة. كان الصوت الأقوى في مواجهة التسويات السياسية العرجاء التي أوصلت البلد إلى الإنهيار. غير اللواء ريفي من الساسة كثر ممن كانوا مع نهج السيادة والإستقلال وسرعان ما خاضوا في منطق التسويات، حفظًا لمركز من هنا أو لمنصب من هناك. إلا ريفي، بقي ثابتًا على ثوابته ودفع ثمن ذلك الكثير. آخر تلك الأثمان بعد المقاطعة السياسية التي مورست بحقه، كان الإتفاق الخفي بين شركاء العهد العوني الذي أدّى إلى إسقاطه في الإنتخابات. كل تلك المحاولات لم تجعله يحيد قيد أنملة عن خطّ الوطني، السيادي، العروبي الإعتدالي. إيمانه كبير بلبنان وشعبه. معهم شقّ طريق الممانعة الحقيقية في وجه هيمنة السلاح وسيطرته على قرار الدولة ومفاصلها، حتى بات ريفي اليوم أيقونة الدفاع الأولى عن الدولة في وجه الدويلة، وركن المواجهة الأبرز لمشروع إيران الذي يريد اختطاف لبنان من تاريخه وحاضره لرسم مستقبل للبنان لا يشبه هذا البلد ولا يعبّر عن حقيقة شعبه وطبيعة رسالته.

وطرابلس الباحثة اليوم عن رجل يحمل مبادئ السياسة، – ويعمل بصدق من دون تلوّن أو تدوير زوايا، شفاف، محب لمدينته وأهلها- لن تجد ضالتها إلا عند ابنها البارّ أشرف ريفي. فإذا صوّتت طرابلس لريفي تكون قد صوّتت لنفسها، وطرابلس تعرف مصلحتها ولن تكون إلا وفية لما كان وفيًا لها ولشهدائها ولمظلويتها ولحرمانها من الحكومات المتعاقبة في كل المراحل.