ويبدو أن محمد صلاح، هداف البريميرليغ في الموسم الماضي برصيد 32 هدفا، يعاني مؤخرا من قدرته على إحراز أهداف، بحسب ما ذكر موقع “سكاي نيوز” البريطاني.

لكن الكاتب في الموقع، نيك رايت، يعتقد أن المشكلة لا تكمن بمحمد صلاح وحده، وأن المسألة تتجاوزه لتشمل فريق ليفربول بأكمله، وأنها أعمق مما يعتقد البعض.

وكانت الأضواء سلطت على صلاح بعد مباراة فريقه أمام جاره في المدينة إيفرتون في الجولة 29 من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، التي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف.

وفي المباراة، أضاع صلاح فرصتين سهلتين للتسجيل، بحسب وسائل الإعلام البريطانية، الأمر الذي تسبب بانتقادات واسعة له من معلقين رياضيين وجماهير ليفربول على السواء.

وهذه هي المرة الأولى منذ انضمام صلاح إلى ليفربول التي لا يتمكن خلالها من أحراز إلا هدف وحيد في 6 مباريات، أو لا يتمكن من إحراز أي هدف في 3 مباريات متتالية بالدوري الإنجليزي.

يشار إلى أن محمد صلاح يحتل المركز الثاني بين هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الحالي، برصيد 17 هدفا، خلف نجم مانشستر سيتيسيرجيو أغويرو، الذي أحرز 18 هدفا.

ورغم أنه بقيت 9 جولات على نهاية البطولة، فإن سجل “مو” من الأهداف هذه الموسم يقل كثيرا عن الموسم الماضي، كما أنه يقل بسبعة أهداف عن الفترة نفسها من ذلك موسم حيث سجل خلال 29 جولة 24 هدفا.

ويتزامن هذا مع أداء ليفربول المتراجع مؤخرا، رغم أنه تصدر السباق لفترة 3 شهور على الأقل، لكن أداء الفريق في المباريات الست الأخيرة منحه 10 نقاط من أصل 18 نقطة ممكنة.

وأشار المعلق الرياضي في “سكاي نيوز”، جيمي كراغر، إلى أن صلاح بات يفقد الكرة بسهولة، أو أن الكرة لا تصله بالشكل المناسب، وبالتالي يبدو أنه لا يوجد تواصل جيد مع باقي أعضاء فريقه ليفربول.

كذلك يبدو أن ثقة صلاح تزعزعت في الأسابيع الأخيرة، مع أنه ليس من العدل تحميله بمفرده مسؤولية تراجع الفريق ونتائجه.

ويعتقد بعض النقاد أن ضعف أداء صلاح ناجم عن ضعف أداء الفريق بشكل عام، ولكن ذلك يحدث في وقت حرج بالنسبة للمدرب يورغن كلوب.

كذلك يشكل أداء صلاح أمام الفرق الكبيرة معضلة، إذ لم يحرز أهدافا في مبارياته أمام مانشستر سيتيومانشستر يونايتد، بانتظار ما ستسفر عنه مباراتي الفريق أمام كل من توتنهام وتشلسي.

وبحسب الإحصائيات فإنه خلال مباريات ليفربول أمام الفرق الست الكبرى، وأمام إيفرتون ذهابا وإيابا، لم يحرز صلاح إلا هدفا واحدا فقط.

كما أن معدل التهديف عند صلاح تراجع من هدف كل 90 دقيقة الموسم الماضي إلى هدف كل 145 دقيقة، بالإضافة إلى تراجع نسبة أهدافه من عدد تصويباته على مرمى الخصم من 22 في المئة، إلى 18 في المئة.

وفي الوقت ذاته تراجع متوسط عدد تسديدات صلاح على المرمى خلال المباراة الواحدة بشكل لافت هذا الموسم، من 4.4 في المباراة إلى 3.4 تسديدة هذا الموسم، وهي نسبة كبيرة تقترب من 25%.

لكن رقما واحدا يبقى مع ذلك مثيرا للدهشة، باعتبار أنه يأتي على عكس كل التوقعات، ويتمثل في نسبة إهدار صلاح للفرص السهلة.

وحسب تقرير “سكاي نيوز” فقد تلك النسبة مرتفعة إلى حد ما الموسم الماضي، إذ بلغت 46.5%، لكنها، وعلى عكس التصورات، لم تزد هذا الموسم، وإنما على العكس تقلصت بشكل ضئيل جدا، إذ باتت 46.2% هذا الموسم.

وتراجع معدل التصويب على مرمى الخصم يعاني منها الفريق ككل وليس صلاح وحده، ويثير تساؤلات منها، هل يتلقى تمريرات حاسمة مناسبة؟ أم أن المشكلة أعمق في الفريق؟

ويجمع كل المعلقين والناقدين إلى أن مسيرة ليفربول الرائعة في البطولة هذا الموسم سببها تعزيز دفاعات الفريق بلاعبين مدافعين جيدين بالإضافة إلى حارس مرمى ممتاز هو البرازيلي أليسون بيكر ، بحيث أن الفريق حافظ على نظافة شباكه في 17 مباراة، ولم يدخل مرماه إلا 15 هدفا، وهو رقم يقل بخمسة أهداف عن أقرب أحسن دفاع، وهو مانشستر سيتي.

كما أن أفضل صانعي فرص في الفريق، وهمفيليب كوتينيو وأليكس أوكلاد تشامبرلين لم يعودا متوافرين للفريق بعد رحيل الأول إلى برشلونة، وكثرة الإصابات للثاني.

أما أفضل “صانع فرص” حاليا فهو جيمس ميلنر بمعدل 2.1 فرصة في المباراة، مقابل 3.2 لكوتينيو، و2.1 لتشامبرلين.

ولم يتمكن الفريق من جلب بديل لكوتينيو بعد رحيله، حيث فشل في استقطاب الفرنسي ولاعب فريق ليون نبيل فقير رغم المحاولات في هذا المجال.