جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / سيناريو نصر بوتين… لعبة روسية خدعت الولايات المتحدة بالشرق الأوسط!
بوتين

سيناريو نصر بوتين… لعبة روسية خدعت الولايات المتحدة بالشرق الأوسط!

ركزت أكثر من صحيفة بريطانية على شؤون الشرق الأوسط، وتحديدا على مفاوضات جنيف لتحقيق السلام في سوريا. وكرّست صحيفة “ذا غارديان” مقالا افتتاحيا فضلا عن تقرير كتبه محرر الشؤون الدبلوماسية، ونشرت “ذا تايمز” مقالا تحليليا في هذا الشأن.

في هذا السياق، يرى روجر بويز في مقاله لصحيفة “تايمز” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تفوق في دهائه السياسي في ما يسميه “لعبته السياسية الشرق أوسطية” على كل من الرئيسين الأميركيين باراك أوباما ودونالد ترامب عبر استخدام واقعية سياسية وخبرته في المنطقة.

ويقول الكاتب إن التدخل الروسي لعامين في سوريا يكلفها أكثر من مليونين ونصف دولار يوميًا، وقد خسرت روسيا أحد قادتها العسكريين الكبار في سوريا، لكن الحرب فتحت أيضا منجما لشركات بيع الأسلحة الروسية.

ويضيف إن الحملة التي يفترض أنها شنّت ضد تنظيم “داعش” سمحت لموسكو باختبار ليس أقل من 600 نوع من أسلحتها، بما فيها مخزونات الأسلحة القديمة، إذ حتى طائرات إس- يو 25 التي يصفها الكاتب بأن قنابلها لم تصب أهدافها بشكل دقيق في نحو 1600 حادثة في مناطق المعارضة السورية، باتت تُباع الآن بشكل جيد.

ويقول الكاتب إن الرئيس الروسي قد ربح سوريا وكل ما يحتاجه الآن أن يربح معركة السلام، ليقدم نفسه إلى بقية بلدان الشرق الأوسط بوصفه الرجل الذي لا يتخلى عن حلفائه في الضراء والسراء وأنه سيصبح لاعبا معترفا به في المشهد العالمي.

سيناريو مستقبلي

ويشير المقال إلى أن ثمة لحظات تحتاج فيها موسكو وواشنطن للتعاون بوضوح، لكن بوتين كانت لديه في معظم الأحيان نية اللعب على ترامب وخداعه.

ويرسم الكاتب ما يراه سيناريو ما يسميه نصر بوتين الذي سيبدو بنظره كالتالي: بقاء الأسد في السلطة حتى يجد الكرملين بديلا مناسبا، ستوسع روسيا قاعدتها البحرية في طرطوس لاستيعاب عشرات السفن الحربية وستسعى أيضا لتقرير من سيمثل المعارضة في مفاوضات الطاولة المستديرة المستقبلية، وأن تتولى أميركا والاتحاد الأوروبي قائمة تمويلات إعادة بناء البنية التحتية المحطمة في سوريا، على أن تنسحب الولايات المتحدة بعد فترة وجيزة، بوصة بوصة، من الشرق الأوسط.

ويتساءل الكاتب كيف يمكن أن تُخدع الولايات المتحدة بهذه الطريقة؟ ويجيب على تساؤله معيدًا بداية ذلك إلى استخفاف أوباما بخبرة بوتين في الشرق الأوسط.

ويضيف إن بوتين، ضابط المخابرات السابق، قد تدرب على يد رئيس الوزراء والقيادي السابق في المخابرات الروسية والمستعرب يفغيني بريماكوف، الذي علّمه كيف يستخدم الشرق الأوسط كرصيد ومنطقة نفوذ ضد الولايات المتحدة.

ويخلص الكاتب إلى أن الهدف الرئيسي لسياسة بوتين الشرق أوسطية هو حماية روسيا من المتمردين الإسلاميين فيها، ولكن في المستوى الأعم أيضا إظهار تعب الولايات المتحدة من الحرب وتردّدها في القيادة.

“حماقة الحرب”

وتكرّس صحيفة “ذا غارديان” افتتاحيتها للموضوع ذاته تحت عنوان “حماقة الحرب وسخرية مفاوضات السلام المترددة”.

وتنطلق الافتتاحية من أن أحد دروس التاريخ يشير إلى أن خطط السلام يصوغ مفرداتها المنتصرون، موضحة أنه بعد نحو عام تقريبا من سقوط حلب، آخر معقل مدني كبير للمعارضة السورية المسلحة، في أيدي القوات الحكومية، تعود دبلوماسية صنع السلام إلى الواجهة مع المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف المرتقبة هذا الأسبوع.

وتضيف الصحيفة إن ذلك أمر مرحب به على الرغم من أن الآمال بتحقيق تقدم كبير فيها ضعيفة، إذ منذ عام 2012 حدثت جولات كثيرة من المفاوضات وانقضت من دون أي ثمار حقيقية.

وتشير الافتتاحية إلى ستة أعوام من الحرب حوّلت سوريا إلى أرض يباب، وأن نهاية الضربات الجوية والتجويع والحصارات وغرف التعذيب لا يمكن أن تكون في يوم قريب.

وتشدد الصحيفة على أن هذه حرب ليس فيها منتصرون، بعد مقتل ما يقدر بنصف مليون شخص ونزوح الملايين.

وتخلص إلى أن السلام المستدام لن يتحقق ما لم تتح الفرصة للسوريين لاختيار من سيحكمهم وطريقة هذا الحكم.

(BBC – The Guardian – Times)