وأظهر تقرير مصور أعدته المراسلة سير العمل داخل غرفة التحكم بمفاتيح إطلاق الصواريخ النووية، التي يديرها شبان بعضهم في العشرينات من العمر، من مدينة شايان في ولاية وايومنغ وسط الجبال غربي البلاد.

وتقع غرفة التحكم هذه على مسافة 21 مترا تحت الأرض، ويتم الوصول إليها عبر ممرات ضيقة ومتعرجة محاطة بجدران خرسانية، وتنتهي ببوابات سميكة، زنت الواحدة منها 8 أطنان.

ويقول أحد العاملين في المنشأة، التي تعد الخط الأمامي للردع النووي الأميركي، إن بإمكانهم تنفيذ أوامر الرئيس بإطلاق الصواريخ في غضون دقائق إذ ما أعلن البدء عن شن حرب نووية.

ويعمل الموظفون في المنشأة النووية على مدار الساعة، وبمعزل عن استخدم أي اتصالات أو أجهزة إلكترونية من تلك المتعارف عليها لمنع اختراقها، في حين تصلهم الرسائل عبر قنوات خاصة مشفرة تخضع لرقابة عالية.

ورغم عزلة المكان، فإن مركز القيادة النووية يعج بالحياة، وهو مليء بالخدمات المعيشة والترفيهية، من بينها طاولة بلياردو وشاشات تلفزيون كبيرة ورسومات على الجدران، إذ يتعين على الموظفين قضاء أيام بعيدين عن أسرهم.

وقد دشنت المنشأة في ستينات القرن الماضي، وتخضع المعدات فيها للتحديث المستمر، لكن بدون استبدالها. كما أن المكان ضيق لدرجة أنه في بعض أجزائه لا يتسع لأكثر من أربعة أشخاص.

ويقول الملازم الأول بول كراولي إنهم مسؤولون عن الإشراف، من ناحية الأمن والصيانة، على 10 رؤوس نووية يوميا. وأضاف: “إنها كمية هائلة من القوة، لذا فإننا نأخذ المسألة على محمل الجد”.

وعندما سألت المراسلة الملازم الثاني آنا فيكتوريا براينت، عن شعورها بوجود مصير الملايين من الناس بين يديها، قالت: “بالفعل، إنها مسألة حساسة جدا، لكن هذه وظيفتي، لقد اخترت أن أدافع عن أمن بلدي”.