جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عرس ثقافي مهيب في الفيحاء
IMG-20230620-WA0011

عرس ثقافي مهيب في الفيحاء

 

Lebanon On Time –

إستعادت طرابلس ألقها وحضورها الثقافي والعلمي والأدبي في واحدة من أمسياتها الحضارية التي لا تُنسى وتسجّل لها عبر مسيرتها التاريخية المميزة، رغم عواصف البؤس والشقاء التي تطلّ على الوطن من وقت إلى آخر وتعمّ البلد من جراء التفكك وإهتزاز النسيج الوطني بغياب دور المؤسسات الرسمية والقوى الإنتاجية والوطنية التي يناط بها إعادة النهوض بالبلد والسعي إلى قيامة الوطن من بين الأنقاض.

تلك كانت طبيعة الصورة التي تكونت للوهلة الأولى في أعين وعقول وأحاسيس الجمع الغفير الذي شارك في إحتفالية “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” بدعوة من المؤسسة والتي أقيمت في مسرح مركز الصفدي الثقافي بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس المؤسسة.

وتقدّم الحضور سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشّمال للرّوم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلا بالأب جوزيف غبش، مفتي طرابلس السابق الدكتور الشيخ مالك الشعار، النائب فؤاد مخزومي وعقيلته مي، النائب جميل عبود،  النائب فيصل كرامي ممثلا بالمحامي سامي طاق، اللواء أشرف ريفي ممثلا بالعميد جمال ناجي،  النائب طه ناجي ممثلا بنجله الدكتور محمد، الوزراء و النواب السابقين: سمير الجسر، رشيد درباس وعقيلته هبة، عمر مسقاوي، مصباح الأحدب، رامي فنج، مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، قائمقام بشري ربى شفشق، الرئيس السابق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين، المحامي د. وأئل طبارة وعقيلته مصونة، وحشد من رؤساء وأعضاء الهيئات الثقافية ومدراء وأساتذة الجامعات والكتّاب والأدباء والشعراء وابناء طرابلس والشمال.

في الإفتتاح النشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق، أدّاه كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان.

توما

وكلمة من مقدّم الإحتفال الدكتور جان توما قال فيها: قم يا شاعر الفيحاء من الأرق إلى الورق، قد رفع الحفيد الحجر عن باب المحابر، وما عاد من حرف ميّت في يراع الكِتاب والدفاتر حبيس المقابر. قم يا شاعر الفيحاء إلى رحاب المجالس الأدبية في فيحائك فقد صارت كاتبةً وناشرة وقارءة، عادت أعيادها وأراجيح المناسبات الثقافية منذ عشر سنوات، لأن الحفيد عارفٌ لتاريخ البلد وحضارتها، حافظ أزقتها ومعارجها، ومدرك أن المدينة، دار العلم، لا يمكن أن تخشى فكّ الحرف ولمس الورق، لذا أقدَمَ وكتب ونسخ وطبع ونشر لأنه مؤمن أن الأبجدية مشاع للناس، ومن أقدم على ذلك يعرف أن طرابلس كتاب والكتاب مرتجى العارفين.
وأعقب ذلك شريط وثائقي عن نشأة ونشاط المؤسسة ومسيرة مُلهِمها تضمّن صورًا جمعت بين الجدّ والحفيد وأخرى في مناسبات مختلفة.

العلي

وألقت الدكتورة نادين العلي عمران مديرة مركز الصفدي الثقافي كلمة قالت فيها: أن نشهد للمؤسسة التي نحتفي بها اليوم، فهي شهادة لها كما للمؤسس، إذ يتماهيان في بعضهما بعضا، عبر علاقة جدلية خلاّقة ولتغدو على صورته وهو لها عنوان، فالصديق الدكتور سابا زريق الذي عرفناه وتعرفنا على المؤسسة التي يرعى منذ سنوات عشر، جاء طرابلس وهو لم ينقطع عنها لا بالروح ولا بالجسد، جاءها كي يملأ دنيانا حضورا ثقافيا راقيا ولكي يُسهم في عودة هذه المدينة إلى لعب الدور التاريخي الذي كان لها في غابر الزمن كمدينة للعلم والعلماء.

الجمل

وألقت رئيسة الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة – فرع لبنان الأستاذة ناريمان الجمل كلمة أشارت فيها إلى الأنشطة والبرامج المشتركة التي تمّ تنفيذها مع مؤسسة شاعر الفيحاء، وقالت:الدكتور سابا قيصر زريق هو الداعم أبدا لمسيرتنا الثقافية من خلال مسابقة سنوية نُطلقها في الإتحاد بعنوان”ربيع المطالعة” والتي بلغت سنتها السادسة بدعم وتشجيع من المؤسسة، وهي مسابقة نُطلقها في جميع المدارس اللبنانية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للأونيسكو، يمولها الدكتور سابا زريق بكرم وحفاوة وعطاء وتشجيع حبا بنشر العلم والمعرفة ولمساعدتنا على تمكين الأجيال الطالعة.

الحلوة

وتحدث الدكتور مصطفى الحلوة، رئيس الإتحاد الفلسفي العربي، فتوقف عند عدّة محطات في العلاقة مع مؤسسة شاعر الفيحاء وقال: تعلمني هذه الذكرى عبر هذه الإحتفالية الرائعة بأن عشر سنوات من عمري “الساباوي” قد مضينَ وسأبقى السند والعضد إلى جانب المؤسسة التي كرّسها سابا محضنا للفكر ولنشر قيم الحق والخير والجمال، كرّستها لمدينتك التي تعشق، وقد سرى إليك هذا العشق جينيا كابرا عن كابر، إذ كان سابا الجد أعشق عاشقيها وإليه أتوجه مطمئنا إياه، متمثلا بما قاله المحامي الشاعر ميشال رعد غداة رحيله: “(سابا) خليفة سابا خير تعزية / هذا الحفيد ستحيا فيه ذكراك”.

محرز

وألقت مديرة ثانوية المربي سابا زريق الرسمية، الأستاذة ملوك محرز، كلمة قالت فيها: إلى هذه المؤسسة الثقافية الجامعة لأبناء العربية والتاريخ والعلوم والثقافة، ولسابا زريق الجد الشاعر الملهم الذي أحبّ مدينته طرابلس فتعرّشت روح أبياته على أحجار حاراتها القديمة، ولسابا زريق الحفيد البذرة الاصيلة التي أنبتت حقولا وسنابل تفيض بعطاء الفكر والطهر وجنى العقل وإبداع المواهب ولرواد ومنتسبي هذه المؤسسة الجامعة الذين صاروا عماد التأليف ومرتكز الإلهام والقدوة أمام طالبي العلم أقول: دمتم بمؤسستكم الغراء جامعة المثقفين الزاهرة.

الفري

وتحدث رئيس الرابطة الثقافية الأستاذ رامز الفري فقال: في هذا الزمن الصعب وعلى مدى تلك الأيام الحزينة القاتمة ومن موقع الوعي لكون الإنسان هو الغاية وهو الوسيلة في آن معا، كانت يد الثقافة يد الدكتور سابا تمتد بصمت بعيدا عن الأضواء لتقدم وتدعم وتبني للغد جيلا مزودا بسلاح العلم والمعرفة والثقافة والتربية، وهل من سلاح أفضل وأجدى وأبقى؟ فالدور الذي تقوم  به مؤسسة شاعر الفيحاء لتحريك العمل الثقافي، يستحق التقدير والثناء فهو يصب في إطار تبادل الخبرات الثقافية وتطوير الحياة الإجتماعية.

الحسامي

وألقى رئيس رابطة الجامعيين في الشمال الأستاذ غسان الحسامي كلمة قال فيها: عشر سنوات على تأسيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لتكون تحديا جبّارا في الزمن الصعب، ودليلا قاطعا على أنّ إرادة البناء تهزم معاول الهدم إذا توافرت لها عزيمة قوية ورؤية جلية ونفوس صافية نقية وبرهانا جازما على ان عين الحق والنور والوعي تكسر مخرز الباطل والظلمة والتجهيل، فقد أمست مكتبة الرابطة إمتدادا وتكاملا لمكتبة مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية لتكرّس عمق العلاقة بين الجمعيتين وترسخ معاني الوحدة والشراكة والتعاون لما فيه نماء الفيحاء ورقيها.

الدرويش

وتحدث الشيخ الدكتور ماجد الدرويش باسم لقاء الأحد الثقافي، وقال: إن «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية ترجمةٌ صادقة للهوية الفيحائية التي تتطلع إلى جعل الفيحاء واحةً ثقافيةً أخلاقيةً إنسانيةً راقية». كما أنها تعبر عن «فرادة مؤسسها الصديق العزيز الدكتور سابا قيصر زريق، وعن رقي علاقته بالآخرين: أفرادا كانوا أم جماعات. وقد برزت هذه الهوية بروزا قويا في كل النشاطات الثقافية التي تبنتها». ومما قاله: إن المؤسسة «صاحبة قضية أحكمَتْ فهمَها وعَرْضَها، وصَدَقَتْ في تطبيقها وتنفيذ مراحلها، وقد تمثل ذلك في أمرين اثنين: الأول: الإنتماء للعربية.والثاني: الإنتماء للإنسانية.
وختم قائلا: «الصديقَ العزيزَ الغالي: لقد نجحت في جعل الثقافة جسرًا يعبره إلى ساحة التلاقي الأكابر، والأدبِ نسبًا يجتمع عليه كل أديب وشاعر.

منجّد

وتحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الأستاذ صفوح منجّد فتوجه إلى الدكتور سابا زريق بالقول: أيها الصديق لقد أطلقت في سابقة كنت رائدها هدفا  نبيلا يعبّر عن أصالتك وإنتمائك إلى أرومة شاعر الفيحاء الذي شاء القدر ان تحمل إسمه وتنطلق في عالم بث المعرفة وتشجيع المطالعة من خلال طبع ونشر كل ما فيه غذاء للأصالة والوعي وتمكين لغة الضاد، وها نحن نحتفل معك بإصدارات المؤسسة التي اصبحت مئة، ولكن إذا أعَدنا الإحصاء وضم عدد الكتب والمؤلفات والمعاجم والسير والمجموعات الأدبية والشعرية لكبار المؤلفين العرب من أدباء وشعراء والتي زوّدت بها ولم تزل عشرات المكتبات العامة والجامعات والمعاهد لبلغ عدد مكرمات المؤسسة عشرة آلاف كتاب وأكثر.

شحادة

وألقت المهندسة ميراي شحادة رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة كلمة قالت فيها: “لكلّ دوحة غِرّيد، ولكلّ أيكة عندليب، فلا تسألوا الفيحاءَ عن شاعرها، فهو سيّد الشّعراء الأوفياء، ولئن أقعدته السّنون، وتعطّلَت في قيثاره الأوتار، وغصَّت اللّحون وبُحَّ القرار، فشباب شعره لا يعرف الهرم، ووفاؤه ووداده مضرب المثل. ها هو سابا زريق شاعر الفيحاء الكبير يعتلي منبر الوفاء بشخص حفيده الأديب سابا زريق”.ما كنت أدري يا أحبّة، أنّ حبلَ السُّرّة  متينٌ متين، تدلّى في نوّاره مذ ذاك الحين؛ عرِفه أبي، فتى المنبر آنذاك وعرفته وعرفناه اليوم صانعَ المنابر ومالئ المحابر نبضًا زريّقيًّا وارتقاء حياة.  وها هو القدر، بعد أكثرِ من نصف قرنٍ، يحملني إلى هذا الروض الغنّاء لأجدّد أمامكم عهد الوفاء، من شاعر الكورة الخضراء ومنتداه الثقافي إلى شاعر الفيحاء وملاحم قوافيه ولمؤسّستِه الثقافيّة التي كحاملات الطّيب يفترُّ من قواريرها شذا الأمجاد وتَضفرُ في راحاتها زغاريدُ اليراعات.

المير

وألقى كلمة منتدى طرابلس الشعري الدكتور طلال المير فقال: ينبغي لنا أن نعترف بأن طرابلس بعد الشاعر إبن منير الطرابلسي قد برز فيها الفقه والدراسات الإسلامية، فسُميت مدينة العلم والعلماء، اما الشعر فقد ركد في جحور عميقة الغور لا يؤرقه ومض، فإذا ما برز شاعر لا يلبث أن يخنق في قلمه الإبداع فترتد الموهبة إلى أوكار العتمة السحيقة، وتشاء الأقدار ان يفلت شعاع جريىء واثق الخطو هو الشاعر سابا زريق صاحب الموهبة المتحررة من غبار العصر فكان يسامر الأيام والأنغام على ضفاف نهر ابي علي لكن النهر أتعبه الرحيل والشاعر لم يهدأ من التجوال. وتشاء الأقدار ان تمنح المدينة رجلا آخر حمل بدوره المشعل هو سابا قيصر زريق.

زريق

وختم د. سابا قيصر زريق الكلمات بكلمة جاء فيها:

عقدٌ كاملٌ هَرْوَلَ منذ تلك الأمسيةِ من نَيْسان 2013، إثرَ صدورِ الآثارِ الكاملةِ لشاعرِ الفيحاء، حين استعادَتْ كوكبةٌ من الأدباءِ والمفكِّرين خلالَها سيرةَ ومسيرةَ وأدبَ شاعرِنا، بكلماتٍ دافئةٍ وفَصاحةٍ بليغة، تحمِلُ في طيّاتِها وفاءً نادراً لمن لم يُمسِكْ حتى الرَّمَقِ الأخير عن التغنّي بهُويتِهِ الفيحائية، ودفاعِهِ عن وطنِهِ، ونبذِهِ الطائفيةَ البغيضة وهو الذي كان متيَّماً بلغةِ الضّاد، بعِشقٍ، ما بعدَهُ عِشقٌ….

في لحظتها، استفاقَتْ فيَّ لوثةٌ أدبيةٌ منطويةٌ في قعرِ نفسي، مستحضرةً حنيناً للكنفِ المُشْبَعِ أدبًا  الذي ترعرعْتُ في حِضنِه؛ إذ  بيني وبين الكتابِ قصةٌ قديمةُ العهدِ….

فأنشأتُ  “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية”، التي لم تَكِلَّ، منذ ولادتِها في 7 حزيران 2013.

دعونا نفي الثقافةَ حقَّها ونلجأُ إليها ملاذاً ينقّي النفسَ من شوائبِ حياتِنا؛ ولنصوِّبْ يراعاً على الجَهَلة، مهما عَلا شأنُهم، ولُيعْمِ مِدادُنا بصائرَهم، علّهم يهتدون. فعلينا إذاً تشجيعُ شبابِنا على التعلُّمِ والتثقفِ والتمسّكِ بأهدابِ الفضائلِ والعملِ ليسَ كأفرادٍ، بل كجماعاتٍ تصبو إلى مجتمعٍ أفضل، مجتمعٍ راقٍ، مجتمعٍ يرذُلُ السلاحَ والمسلَّحين؛ مجتمعٍ مجنَّدٍ لقَلْبِ الطاولةِ على البؤسِ الذي نعيشُهُ يومياً.  ولننشُرِ المعرفة التي على حدِّ قولِ قائلٍ “تقودُ إلى الأُلفة، كما يقودُ الجَهْلُ إلى الاختلاف”.

كما شكر د. زريق المتكلمين فردًا فردًا وشكر كورال الفيحاء الوطني والحضور واعضاء هيئة المؤسسة الإدارية وزملاءه، وأضاف:غير أن ما يَنْغَصُ فرحتي اليومَ هو رحيلُ عددٍ من الأعزّاء الذين آمنوا برسالةِ المؤسسة وأَثْروا منشوراتِها بصفحاتٍ مضيئة، فذِكراهُم مؤبَّدةٌ في قلبي، رَحَماتُ الله عليهم.

وأخيراً أعاهدُ فيحائي الحبيبة بأن المؤسسة، إذ هي تُطفئُ اليومَ شمعتَها العاشرة، سوف تُبقي على شُعلتِها متوهّجةً، وسوفَ تستمرُّ بإذنهِ تعالى في إبرازِ فضائلِ لغةِ الضادِ ما استطاعَتْ إليه سبيلاً.

كوكتيل ومعرض

ثم توجه الحضور إلى الطابق الأول من المؤسسة حيث اقيم حفل كوكتيل تم خلاله توزيع كتب ومؤلفات من إصدار المؤسسة إلى جانب عرض لوحات لأول مرة تضمنت صورا للجد والحفيد إلى جانب بعض نماذج من أنشطة المؤسسة والندوات واللقاءات التي أقيمت في مقرها والكتب والمؤلفات التي اصدرتها المؤسسة واصبح عددها المئة.