جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / علوش: لإصلاح حقيقي يطال كل القطاعات حيث الإنفاق غير المجدي
5cb874eac4257_

علوش: لإصلاح حقيقي يطال كل القطاعات حيث الإنفاق غير المجدي

افتتحت الرابطة الثقافية برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، المعرض السنوي الخامس والأربعين للكتاب في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، وحضر الافتتاح، الى رئيس الرابطة رامز الفري، النائب السابق مصطفى علوش ممثلا الحريري، مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، ربيع الحلو ممثلا وزير المهجرين غسان عطاالله، إقبال زيادة ممثلا وزير الزراعة حسن اللقيس، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا الوزيرة فيوليت خيرالله والوزير السابق محمد الصفدي، سفير تركيا هاكان تشاكل، النائب علي درويش، المستشار الثقافي محمد مهدي شريعة مدار ممثلا السفير الإيراني، مصطفى أبو حرب ممثلا سفير دولة فلسطين أشرف دبور، الوزيران السابقان أحمد فتفت ورشيد درباس، سامي رضا ممثلا النائب محمد عبد اللطيف كبارة، أحمد عنتر ممثلا النائب وليد البعريني، ميشال خوري ممثلا النائب سامي الجميل، رفلي دياب ممثلا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، محمد كمال زيادة ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، العقيد عبد الرزاق المالطي ممثلا اللواء عباس ابراهيم، الرائد محمد باسم طوط ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، القنصل مازن كبارة عن وزارة الخارجية، القائمقام إيمان الرافعي ممثلة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، وممثلو الفصائل الفلسطينية وحشد من الفاعليات.

النشيد الوطني، فكلمة للإعلامية راسيا سعادة، ثم القى الفري كلمة، ومما قال: “بينما كنا نحضر لهذا المهرجان الثقافي الكبير، وتحت ضغوط الأوضاع التي نعيشها راودتني أسئلة كثيرة أذكر منها: هل ستسمح الظروف الاقتصادية خاصة التي تعصف بالبلاد الاحتفال بهذا المعرض أم سنضطر إلى تأجيلة أو إلغائه؟
والجواب تلقيته اليوم مسرورا بحضوركم، بوعيكم بمحبتكم وثقتكم الغالية، وهنا أود التذكير بأننا في السنوات الماضية، وخاصة سنوات الفتنة لم ندع الخوف يغزو نفوسنا، فيوقعنا في اليأس، بل اتكلنا على الله أولا وعلى الأصدقاء، من مثقفين ومفكرين ودور نشر وطلاب وشباب وشابات، لأننا نؤمن بأن الجمود موت وفناء والحركة حياة ورجاء.
والسؤال الثاني الذي راودني هل الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ستؤثر على حركة الزوار وعلى مبيعات المعرض؟
وهنا أيضا تذكرت نتائج الأعوام الماضية، فما اعتراني أي خوف لأنني أعلم علم اليقين أن أصدقاء الرابطة الثقافية قد سجلوا في مفكرتهم تاريخ هذا المعرض الذي أصبح من تاريخ المدينة ورصدوا في موازنتهم ما يتيح إشباع نهمهم للكتاب ويثلج قلوبهم، وهنا يحضرني تساؤلات عديدة ومنها إلى متى سنستمر في اكتساب ثقافتنا على حساب لقمة عيشنا ودفء أولادنا”.

ورأى أن “الثقافة في مكان والسياسة في مكان آخر، ولا أرى فعل الثقافة في السياسة، بل للأسف خضعت الثقافة للسياسة، فلم تعد ثقافنتا موضوعية بل معلبة وموجهة، من هنا خوفي وحسرتي على الوطن، خصوصا أن بعض المثقفين أصابهم مرض الطائفية والوجاهة، فانحصر همهم بالتنظير وكتابة الخطابات لأولياء الحالة المرضية التي نعاني من ويلاتها.
فلو أننا نهلنا في مدارسنا ومجتمعاتنا ثقافة وطنية، لا طائفية، تعزز الولاء الوطني ومحاسبة أي مسؤول على قدر مسؤوليته، لما وصلنا إلى ما آلت إليه أوضاعنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنمائية السيئة التي يخيم شبحها على معرضنا اليوم”.

وقال: “نحن في معرضنا هذا والنشاطات المواكبة له لا نطرح الثقافة كفكرة مجردة أو نشاط مقصور على نخبة أو فئة أو طبقة معينة، بل كمفهوم ديناميكي ضروري لحياة شعبنا اللبناني بمختلف فئاته ومناطقه وطبقاته ، وعلى التنمية الثقافية بحسب مفهومنا، أن تعبر عن صفة العلاقات المتبادلة بين الإنسان والمجتمع أي عن درجة استقلالية الفرد وقابليته للتموضع في العالم والاتصال بالآخرين والمشاركة الفضلى في تقدم المجتمع”.

وختم: “لا يسعني إلى أن نشكر حضوركم ودعمكم، وأن نجدد الإعراب عن امتناننا، لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رسالته الداعمة لنا ولنشاطنا وتمنياته لنا بالتوفيق الدائم، ولدولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري على دعمه ورعايته لمعرضنا هذا كما نشكر مجلس ادارة معرض رشيد كرامي الدولي ممثلا بالمهندس اكرم عوويضة ومديره العام الاستاذ انطوان ابو رضا والشكر الكبير للمؤسسات الراعية والداعمة لمعرضنا هذا وللمشاركين معنا من دور نشر ومكتبات ومؤسسات تربوية وجامعية وهيئات ثقافية واجتماعية واعلامية”.

علوش
وألقى علوش كلمة استهلها بالقول: “شرفني الرئيس سعد الحريري بتمثيله في المعرض الخامس والاربعين للكتاب الذي اخذه على عاتقه، هذا الصرح الثقافي العريق، حاملا هم الكتاب وهم الثقافة وهما عبآن كبيران في أيامنا هذه بعد أن تحولت الناس إلى المعلومة السريعة السطحية وتخلت عن الفكر العميق الذي لا نبلغه إلا من خلال الكتاب الذي طالما غفى على صدرنا أو بات تحت الوسادة لتتسرب أفكاره إلى القلب والدماغ”.

أضاف: “سقى الله ذاك الزمن الجميل يوم كنا نجهد وراء الفكر بالبحث والتمحص والتحليل، فأتى اليوم جهاز أنيق صغير وعملي ليصبح رفيق صغارنا وكبارنا، مرشدهم وملهمهم، صنوهم وقدوتهم، يأخذون منه المعلومة الآنية ولا يناقشوه، إنه الهاتف الذكي، وأظن أنه هنا الآن وفي هذه اللحظة وأنا أتكلم يقوم البعض بالنظر إليه بشغف وإعجاب وثقة تامة بصدقه وكماله”.

وتابع: “هذا تعبير صارخ عما يسميه علماء النفس بالخجل البرومسيوسي، وهو إحساس الصانع بالدونية تجاه ما صنعه وأصبح أقدر وأفطن منه. لكن كل ذلك لا يمكنه أن يقلل من تعصبنا للكتاب لأته أهم وسائل المعرفة على الإطلاق، وركيزة حضاريَة مهمُة تساهم في بلورة شخصية الفرد والمجتمع على حد سواء، فالكتاب عنوان لشتى أنواع المعارف، وعليه تتوقف سعادة الفرد، ورقي المجتمعات، خاصة عندما تتحول المعلومة إلى ثقافة وتتحول الثقافة إلى صدقة جارية تخدم سعادة الفرد والمجتمع وتدفع إلى الأمل والعمل بدل الإكتفاء بالتلقي البليد للمعلومة غثا كان منها أم ثمينا.

الكتاب هو من مقومات هوية الفرد والأمة والحياة بكل مظاهرها تكون في ظلام متى عزل الكتاب عنها، والاهتمام بالكتاب هو عنوان لقيم حضارية تكون مصدر عزة وتفاخر بدل وليست الهتافات الفارغة المضمون عن العزة والنصر والكرامة، فكرامة الشعوب بالعلم والمعرفة والثقافة ولا تقاس أبدا بالرغبة بالموت والقتل والتدمير. فهنيئا لطرابلس لوجود جمعيتكم فيها ولتمسكها بالكتاب والثقافة”.

وأضاف: “لقد مرت طرابلس بتجربة ديموقراطية جديدة أصبحت الآن وراءنا بعد فهمنا رسائلها وسيكون العمل على قدم وساق للإجابة على الرسائل من خلال العمل وليس من خلال الأقوال. وما تقوم به الحكومة اليوم هو السعي إلى تأمين أفضل الفرص للبنان للعبور إلى المستقبل بأقل ضرر ممكن بانتظار مرحلة الإستقرار السياسي والأمني، فالمنطقة بأجمعها تمر بمرحلة حرجة ومعقدة ومفتوحة على احتمالات شتى.

إن فهمنا لدقة هذه الظروف دفعنا إلى الذهاب لتسويات معقدة على الساحة الوطنية لتفادي الإلتهاء بالمعارك الوهمية والتركيز على العمل. وهذه الأمور قد تبدو للوهلة الأولى بأنها خارج السياق المنطقي، ولكنها ناتجة عن دراسة وفهم لعمق الإشكالات التي لا تحلها الخطابات ولا الهتافات، وكما قال الرئيس سعد الحريري إن الخطاب الحماسي بيجنن، ولكن ماذا بعد أن يجن السامعون؟

إن السعي للإنقاذ هو واجب المسؤول وواجب رجال ونساء الدولة وهم عليهم التصرف في وقت الشدة كفريق جراحي متخصص قد يقوم بجراحة مؤلمة، لكنها بالنهاية ستعطي الفرصة للمريض بالشفاء، لكن إن تصرف الحكم على طريقة المطربين، فنعود كلنا على البيت ولا شيء معنا إلا نشوة الكلام”.

وأكد أن “علينا الذهاب إلى إصلاح حقيقي يطال كل القطاعات حيث الإنفاق غير المجدي، وهي كثيرة، ويجب ان تطال الفئات القادرة قبل الضعيفة وبشكل منصف لمن هم أقل قدرة على التحمل. إن ميزان العدل هو الإنصاف، والإنصاف يقتضي إنماء غير متوازن بحيث تركز القدرات على دعم الشرائح والمناطق الأكثر حاجة والأقل قدرة، وهذا هو حال مدينتنا اليوم وأمس وهدفنا هو ألا تكون هكذا غدا. هذه المدينة فيها الكثير من القدرات والمرافق التي تمكنها من الخروج من حالتها اليوم، وقد جرى رمي الكثير من الشائعات الخبيثة عشية الإنتخابات لضرب مصداقيات الناس. من ضمن هذه الأمور كان الحديث عن اختطاف المنطقة الإقتصادية من يد طرابلس، وهو كلام غير صحيح وقد كان للرئيس سعد الحريري اليوم موقف واضح بهذا الخصوص لتأكيد حصرية المنطقة في مدينتنا”.

وقال علوش: “إن خيار سعد رفيق الحريري هو ذاته خيار رفيق بهاء الحريري، لا استقالة من الوطن ولا انسحاب من السعي لتأمين المزيد من الفرص، واليوم نأخذ فرصة جديدة تستند إلى ثقة الدول المانحة بوجود سعد الحريري من خلال سيدر”.

وختم: “إن السياسة ليست فن الممكن، بل هي أولا فن إدامة الأمل والسعي لفرص جديدة.
وختم قائلا: على هذا الأمل أجدد تحية الرئيس سعد الحريري لكم ولمسعاكم في إعادة العقل والفكر للناس من خلال العودة إلى الكتاب”.

بعد ذلك تم قص الشريط وجال الجميع في أرجاء المعرض.