جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عمل فني رائع رغم الامكانيات التقنية واللوجستية والمالية البسيطة.
IMG-20221018-WA0016

عمل فني رائع رغم الامكانيات التقنية واللوجستية والمالية البسيطة.

 

 

كتب المحرر السياسي – Lebanon On Time

اتصل بي الزميل والاخ العزيز نبيل رفاعي الاعلامي الناشط والمحبوب، ووجه لي دعوة لاشاهد العرض الاول لفيلم ” طرابلس ٠٦ ” في الرابطة الثقافية في طرابلس.

لبيت الدعوة وشاركت مع حشد من المهتمين في مشاهدة هذا العمل الفني الرائع رغم الامكانيات المادية واللوجستية الضئيلة لدى فريق العمل.

القصة رائعة وتم سردها بطريقة مميزة وجديدة، وتروي معاناة بعض عائلات مدينة طرابلس من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وتمكن فريق العمل من اعطائه نكهة وبصمة طرابلسية حقيقية، إن من ناحية اللكنة او من ناحية المشاهد المصورة بتقنية فنية رائعة في احياء المدينة.

الفيلم وقته قصير ولكنه رائع ومبهر ومؤثر ، تمكن فيه المخرج من ايصال الرسالة عبر قصة حقيقية تحاكي حياة عائلة فقيرة من طرابلس تقطن في احد احياء المدينة القديمة الذي يفتقد لكل مقومات الحياة الكريمة.

وتدور احداث الفيلم القصير حول قصة اب مهمل لعائلته، يعيش على هامش الحياة وهو عاطل عن العمل ، ويرفض في الوقت نفسه التفتيش عن عمل يعيل به عائلته، فكان اتكاله على اولاده الاطفال الذين يتجولون في الشوارع يوميا بحثا عن لقمة العيش رغم صغر سنهم.

من هنا بدا الاب بالتفكير بالسفر الى الخارج لان ثمة من همس في اذنيه ان المن والسلوى بانتظاره في بلاد القارة القديمة، فقرر الهجرة بطريقة غير شرعية عبر البحر، رغم معارضة زوجته، ولكنها رضخت للأمر الواقع وتركت مع اولادها وزوجها وراءها ذكريات اليمة وموجعة في مدينة عريقة لها باع طويل في النضال والتجارة والعلم والثقافة، ولكن هذه الام الطرابلسية الاصيلة لم تكن تدري ماذا ينتظرها، وما سيكون مصيرها ومصير عائلتها، فكان القدر معاكسا واشد الما من الحياة التي كانت تعيشها مع عائلتها، فغرق المركب ومات جميع افراد العائلة باستثناء شخص واحد منها وهو طفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات، فقرر هذا الطفل العمل وتحصيل العلم في ان معا، والابتعاد عن اللهو والجلوس في المقاهي ، كما كان يفعل والده، فنجح وحقق ما يصبو اليه، وانتهت القصة المعبرة لتعطي دروسا لكل الاباء الجهلة الذين يخاطرون بحياة عوائلهم سعيا وراء سراب، كما اراد كاتب النص والمخرج وفريق العمل ايصال رسالة واضحة لكل المواطنين اللبنانيين عامة والطرابلسيين خاصة ان باستطاعتهم العمل في بلدهم ومدينتهم والعيش بكرامة رغم هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.

صراحة، لقد اعجبني الفيلم، وكان اكثر من رائع ومؤثر واعجبتني طريقة سرد القصة، وقد مزج المخرج الواقع بالخيال، وتمكن من اسرنا في مقاعدنا من اول الفيلم حتى نهايته واعطانا احساسا يحاكي واقع القصة الحزينة، الممزوجة بتاثيرات صوتية تعبر عن مشاهد الفيلم. وبتنا ننتظر بشغف لنعرف نهاية القصة.

فعلا انتهى الفيلم واضيئت الصالة وسط دموع عدد من المشاركين الذين عاشوا حياة بعض اهلنا في طرابلس لفترة قصيرة، ولمسوا مدى معاناتهم اليومية.

وختاما، اود ان ابدي بعض الملاحظات البسيطة على الفيلم القصير:

اولا: عربة الطفل: كان يستحسن الا تكون عربة سوبر ماركت، كان من الافضل ان تكون عربة قديمة العهد لجر الاطفال .

ثانيا : بقي مخرج الفيلم متمسكاً بحبكة القصة القصيرة من حيث قلة المواقف الدرامية و قلة الاحداث.
ثالثا: مشاهد غرق المركب كانت قليلة وتفتقر الى المشاهد المعبرة.
رابعا: قبعة الطفل الصغير تبين الي انها جديدة وليست بالية.
خامسا: كان من الافضل عدم وضع تعابير والفاظ لا تعبر عن نسبة كبيرة من اهل طرابلس، لان المشاهد الغريب عن حياة طرابلس سيعتقد ان معظم اهل المدينة ينطقون بهذه الالفاظ التي كان من الانسب تخفيفها.

ولكم مني الف شكر، لكل من فريق العمل من مخرج وممثلين وانتاج وسيناريو ومصورين وتقنيين، والشكر الكبير للاخ نبيل الرفاعي الذي اتمنى له التوفيق والنجاح الدائم، ونامل منه المزيد من العطاء و ان يمشي بخطى واسعة نحو انتاج افلام اضافية تحكي واقعنا الاليم والمذري.

وختاما ولا بد من الاضاءة على ان الفيلم من اخراج وكتابة وسيم عرابي ، وشارك فيه الفنانان سلطان ديب ونور صابونة وكوكبة من الممثلين والممثلات، وكان المدير الفني للانتاج نبيل رفاعي ومن انتاج قناة اخبار الان في دبي.

العرض حضره حشد كبير من الفاعليات ومهتمين وفي مقدمتهم النائب اللواء اشرف ريفي وعقيلته الاستاذة سليمة اديب ورئيس الرابطة الثقافية في طرابلس رامز فري ورئيسة مؤسسة الطوارىء مايا حبيب.