جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / عندما أعلن حاصباني نفسه محامياً عن الفيحاء: طرابلس تستحق أن تكون “عاصمة لبنان الإقتصادية” وأكثر
احمد الايوبي

عندما أعلن حاصباني نفسه محامياً عن الفيحاء: طرابلس تستحق أن تكون “عاصمة لبنان الإقتصادية” وأكثر

عندما أعلن حاصباني نفسه محامياً عن الفيحاء: طرابلس تستحق أن تكون “عاصمة لبنان الإقتصادية” وأكثر

زيارة حاصباني “القواتية” خطوة وطنية رائدة في زمن التفكّك والإنفصال

………

شكّلت زيارةُ نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني والوفد القواتي إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال خرقاً في الشكل والمضمون في مسار إعلان الفيحاء عاصمة لبنان الإقتصادية .

لم يقتصر الأمر على التأييد الإعلامي ، بل إنتقل ليتحوّل إلى تبنٍ كامل في مجلس الوزراء ، والدفاع عن المبادرة وحملها كرسالة إنقاذ ودعم للوظيفة الجديدة للمدينة في ضوء تطوّر حاجات الإقتصاد اللبناني والتحوّلات الكبرى التي يعيشها الجوار الإقليمي وتبلور الدور المحوري المنتظر لطرابلس في المرحلة المقبلة.

• أبعاد زيارة حاصباني و”القوات”

من حيث الشكل ، أعلن نائب رئيس الحكومة الوزير حاصباني أنه بصفته الوزارية والسياسية مؤيّدٌ للمبادرة ، وسيصوّت مع كتلة “القوات اللبنانية” لصالح التسمية.

وهذا الإعلان النوعيّ ، والذي يُعتبر الأول من نوعه على مستوى الكتل الوزارية ، يُدخل المبادرة في صلب المعادلة الحكومية ، ويجعلها محطّ إهتمام ويضعها تحت الأضواء ، تمهيداً لتصبح قيد الإنجاز.

من حيث المضمون: جاءت الخطوة الحكومية – القواتية لتؤكّد جدّية الطرح وقابليته للنجاح والحياة ، بعد موجة تشكيكٍ صدرت من مواقع سياسية ، هدفـَتْ إلى التشويش على المبادرة وربطها بشبكة تعقيدات ومصالح لا صلة لها بجوهر المصلحة الوطنية والطرابلسية. فضلاً عن إسقاط بعض الذرائع الواهية حول البعد الطائفي وموقف الأحزاب ذات الطابع المسيحي منها.

• أهم وقائع الزيارة

تحوّل اللقاء بين حاصباني ودبوسي إلى لقاء موسّع بمشاركة إيلي خوري مستشار الدكتور سمير جعجع للعلاقات الخارجية ومنسق طرابلس في القوات اللبنانية فادي محفوض ونائب منسق طرابلس كميل عمار وعدد من مسؤولي المناطق، ونائب رئيس الغرفة إبراهيم فوز، والأعضاء أنطوان مرعب، مجيد شماس، جان السيد، مصطفى اليمق، جورج نجار، وأحمد أمين المير ، وأمين عام التحالف الإسلامي المدني أحمد الأيوبي وفاعليات إقتصادية وإجتماعية.

• جولة على مشاريع الغرفة

عقد الجانبان إجتماعاً ثنائياً ، ولبّى الوزير حاصباني دعوة الرئيس دبوسي لجولة في أقسام ومشاريع الغرفة ومختبرات مراقبة الجودة.
ثم عُقِدَ لقاءٌ موسع في قاعة الإجتماعات إستهله دبوسي بكلمة ترحيبية نوّه فيها بزيارة حاصباني والوفد المرافق معلناً أننا “نودّ أن نضع كنوز طرابلس في خدمة الإقتصاد الوطني ولا نطلب بذلك الخدمات إنما توصّلنا الى طرح مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”، ونودّ من الدولة أن تقف إلى جانبنا لنستثمر معاً مرافقها التي تعود بالنفع على ماليتها العامة في مناخ من التعاون خصوصاً بعد صدور قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وبعد أن باتت طرابلس حاجة وطنية وعربية ودولية لا سيما حينما تؤكد على دورها ووظيفتها الجديدة الوفود الديبلومسية والإقتصادية التي تزورنا وتبدي رغبة جامحة في التعاون وما علينا نحن أبناء طرابلس والشمال إلا نفض الغبار عن كنوزهما”.

• شكر لـ”القوات” و”التحالف المدني الإسلامي”

وقال دبوسي :” لا يسعنا في هذا السياق إلا أن أتوجه بشكري الخالص للأستاذ إيلي خوري الذي أكد لنا قبل 28 أيلول المنصرم الى انه سيتم دعم المبادرة في غرفتنا قبل إنعقاد جلسة الحكومة التي كانت مقررة في طرابلس والأستاذ أحمد الأيوبي (أمين عام التحالف المدني الإسلامي) الحريص على بناء أوسع العلاقات المتينة مع كافة مكوّنات طرابلس والشمال الإقتصادية والإجتماعية”.

• التحديات محفـّز للتقدم نحو المبادرة

نائب الرئيس حاصباني أعرب عن إعتزازه بأن “نكون جميعاً في فكرٍ واحد وقلبٍ واحد وهدفٍ واحد ، وهو أن نضع يدنا بيد الناشطين والقيّمين على هذه الغرفة ندعمهم بكل ما لدينا من قدرات وإمكانات صناعة القرار وندعم هذه المبادرة التي من شأنها تحسين الإقتصاد ووضع طرابلس على الخارطة الإقتصادية وهي مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” . وتابع: “عندما يتكلم الناس عن تطوير مدن ومناطق ، أول ما يفكرون به هو البنى التحتية ، ومدننا ، وطرابلس بشكل خاص والشمال بشكل عام بحاجة لإستثمارات هائلة ، لكن ولو كانت البنى التحتية جيدة تبقى البنى الإقتصادية الأساس.. لذلك إن ما تقومون به في الغرفة هو خير دليل على صحة المسار.”

• عناصر القوّة الملموسة للمبادرة

لمس نائب الرئيس حاصباني حجم العُمق الذي تمثـّله مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” من خلال الإقبال الدبلوماسي الواسع النطاق ، والذي شمل سفراء الدول الكبرى والإقليمية ، وهذا ما أشار إليه أيضاً في تصريحه ، وهذا الإهتمام لا يأتي من فراغ ولا من تجاهلٍ لواقع المدينة الراهن الذي يعلم الجميع أنه يحتاج إلى إستثمارات واسعة في تهيئة البنى التحتية ، لكنها تحمل في الوقت نفسه فـُرصاً لا يجوز دفنـُها تحت رُكام الهواجس والإحباط وإنتظار دراسات تكرّرت دون جدوى.

• حاصباني “محامي” طرابلس

أعلن نائب الرئيس حاصباني رسمياً تبنـّي “القوات اللبنانية” ودعمها مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” مؤكداً أنه “عندما تقام جلسة مجلس الوزراء في طرابلس لكل الشمال.. تكون هذه المبادرة من أهم القرارات التي يدعمها مجلس الوزراء.”

ولم يكتفِ حاصباني بدعم المبادرة ، بل إنه وضع نفسه محامياً عنها ، نظراً لإدراكه وجود مشوّشين عليها ، موضحاً أنه “عندما تأتي بعض التساؤلات عن تسمية طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية وما هو سبب هذه التسمية ولماذا لا يوجد منطقة غيرها ، سيكون جوابي بعد هذه الزيارة ، أنني لمستُ ما لمستُ من عمل تقومون به كرجال الأعمال وكغرفة ، أكدَتْ أنه حقيقةً تستحق طرابلس هذا اللقب وأكثر.”.

• خلاصات: واقعية الطرح

لم يحمل نائب الرئيس حاصباني طرحاً مبالغاً فيه ، وهو يُدرك أن التسمية ليست كافية ، لكنه تيقـّن أن إعلان طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية هو المدخل المناسب لإعادة دمج المدينة في الإقتصاد الوطني بشكل متوازن يضمن حقها في التنمية والتطوّر ويسمح بإقامة شبكة مصالح إقتصادية جديدة تتجاوز التكتلات القائمة على الأسس المناطقية والتحالفات المالية التي آن لها أن تقوم بعملية تغييرٍ تضع في حسبانها وجودَ طرابلس كقاعدة إنتاج إقتصادي متقدم.

• جدية “القوات” وتعاون “التحالف”

أثبتت جولة نائب الرئيس حاصباني في طرابلس وزيارته لغرفتها بشكل خاص ، جدية القوات اللبنانية في التعاطي مع المدينة بعمقها الوطني والشمالي ، وأن ملفاتها هي قيد العناية المركزة لدى القيادة القواتية بشكل جاد ، كما أعطت الزيارة مرة جديدة إشارة مضيئة للتعاون القائم بين “القوات” والتحالف المدني الإسلامي ، في إطار السعي لتحقيق المصلحة العامة لطرابلس ، في السياق الوطني العام ، وهو ما كان موضع تقدير لدى السيد دبوسي.

• خطوةٌ للوحدة في زمن التفكّك

يأتي الموقف القواتي الحاضن لطرابلس ليعطي إشارة إلى موقف وطني جامع سيكون له ما بعده ، يحتضن المدينة ويعزّز الوحدة الوطنية والعيش المشترك ، في وقتٍ يتخبّط فيه محيطنا المباشر والإقليمي بدعوات الإنفصال من كردستان إلى كاتالونيا.. إنها دعوة للوحدة في زمن التفكّك ، ودعوة للسلام في زمن الحرب ، ودعوة للتنمية في مواجهة الإهمال والحرمان.

(أحمد الأيوبي)