جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عندما نكون في بلد يكرس الطائفية السياسية في دستوره..
IMG-20220922-WA0000

عندما نكون في بلد يكرس الطائفية السياسية في دستوره..

كتب الإعلامي محمد أسوم –

وعندما يكون النائب ملزما دستوريا بالترشح عن مقعد لطائفته..

وعندما يكون هناك تحالف بين مكونات طائفية ضد اهل السنة والجماعة…

وعندما يكون الظلم قضائيا وامنيا ضد اهل السنة فقط…

وعندما يكون الحرص على الغاء صلاحيات الموقع السني او تهميشه او اضعافه..

وعندما يكرس الدستور احترام خصوصية الطوائف في لبنان

وعندما يكون شعار الشيعة ( شيعة شيعة)
وشعار المسيحيين (استرداد حقوق المسيحيين)
وشعار الدروز ( الا الدروز)

وعندما تتحرك كل المرجعيات الدينية لحماية كل من يتبع لها مهما كان فاسدا او مجرما او عميلا

وعندما تلتزم الثورة خطوط البطريرك الحمراء ولا تسقط رئيس الجمهورية بالشارع…

وعندما يطلق نواب الثورة مبادرة رئاسية ويمدون ايديهم لمكونات السلطة ويجلسون معهم رغم انهم ثورة عليهم ولا يجدون في ذلك اي حرج

عندها…
لا يحق للنواب السنة قعقور ومنيمنة واسامة سعد ان يرفضوا دعوة المفتي لهم للتباحث في واقع اهل السنة في لبنان

ان رفضهم هذا يجعلهم جزءا لا يتجزأ من التحالف ضد اهل السنة والجماعة….

اسقاط الطائفية في لبنان يحتاج الى اجماع من كل الطوائف..

ومن يريد ان يسقط الطائفية متمسكا بعلمانيته عليه ان لا يقبل من الاساس ان يترشح عن اهل السنة الى المجلس النيابي
بل عليه ان يعمل على ثورة شعبية عارمة تسقط المنظومة بكاملها لصياغة دستور جديد
او عليه ان يكسر كل بنود قانون الانتخابات ويترشح عن اي مقعد اخر غير المقعد السني ليطبق قناعاته ويكون متصالحا مع نفسه

ان النواب الذين رفضوا الاجتماع في دار الفتوى بحجة محاربة الطائفية… اطلقوا مبادرة وجلسوا مع مكونات السلطة على الرغم من انهم كانوا يرفعون شعار (كلن يعني كلن)

فكما ان جلوسهم مع مكونات السلطة للتباحث في مبادرتهم الرئاسية لا يتعارض مع شعارهم (كلن يعني كلن)
فكذلك جلوسهم مع كل النواب السنة في دار الفتوى لا يتعلرض مع قناعتهم العلمانية
حيث يمكنهم ان يقولوا قناعتهم بكل حرية

لكن للاسف
قعقور ومنيمنة ووضاح… من اول يوم دخلوا البرلمان جعلوا من انفسهم اصواتا تحارب قيم الاسلام وتدعو لاحترام حقوق الشاذين ولتشريع الزواج المدني….

لا احد. يستطيع المزايدة علينا في عدم طائفيتنا
لكننا لا نسمح ان تكون اللاطائفية فينا جزءا لا يتجزأ من الحرب علينا وتهميشنا

ان احقاق الحق ونصرة المظلومين في السجون من اهل السنة وغيرهم (لكن اهل السنة هم الغالبية العظمى في سجون الكيد السياسي) هو العمل السياسي الانساني الحضاري الذي يجب ان يقوموا به ان كانوا حقا مع العدالة والانسانية
وليس الدفاع عن حقوق قوم مفسدين في الارض شوهوا الفطرة وهدموا الاسرة واشاعوا الفاحشة ونشروا الاوبئة…

ان مناداتهم بالعلمانية الكاملة في ظل واقع لبنان يتساوى مع مناداة الآخرين بدولة اسلامية او مسيحية او دولة ولاية الفقيه في لبنان

ان كل هذه الدعوات في ظل الواقع اللبناني دعوات مثالية خيالية لا يمكن ترجمتها على ارض الواقع وليست الا بيعا للاوهام حتى يتحقق الاجماع الوطني المطلوب
ومن يتمسك بها بشكل حطبي…. فلن يكون في النهاية الا حطبة بيد الاخرين تتكسر على ظهر مكونه الطائفي الذي يدعي تمثيله في البرلمان.