جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عندما يكون صاحب محطة البنزين فاسدا ويحاضر بالعفة فيما الناس ترضى المهانة.
43EC2107-8871-4F71-9AD8-7F9534DBD855

عندما يكون صاحب محطة البنزين فاسدا ويحاضر بالعفة فيما الناس ترضى المهانة.

 

هذا ما يحصل يوميا مع الاف المواطنين الذين ينتظرون لساعات طوال امام محطات الوقود ليحصلوا على ١٠ ليترات من البنزين فيما هم يشاهدون بأم العين كيف يتم تفويل سيارات بعض الاقرباء والمعارف والمحظيين.
ما حدث أمامي اليوم، بينما كنت انتظر دوري في طابور يمتد لمئات الامتار امام احدى محطات الوقود في قضاء طرابلس لأحظى ببضعة ليترات من البنزين، يشكل عينة من فساد وجشع لا بل وضاعة من نصبوا انفسهم أولياء امر البنزين يجودون به بسخاء على المعارف والاقرباء وعلى من يدفع اكثر، ويقننونه على عامة الناس او يمنعونه عنهم.

فبينما كنت منتظرا، تقدمت امامي سيارة يقودها رجل في متوسط العمر نوع هوندا crv سوداء اللون القى التحية على صاحب المحطة وتبادلا اطراف الحديث الى ان تم تفويل خزان سيارته، نظرت من حولي فرايت الكل يشاهد ولكن احدا لا يعترض.
بعدها تقدمت من الصف الثاني سيارة من نوع هوندا crv أيضا تقودها سيدة فقام بملء خزان سيارتها بالكامل والابتسامة العريضة تغطي وجهه، وايضا دون اعتراض من احد.
سألتني نفسي ماذا اصاب الناس ولماذا هذا الخنوع؟ أيعقل أن الكل يشاهد ويسكت؟
جاء دوري فتقدم عامل المحطة وقال 30 الف فقط.
عندها ترجلت من سيارتي ولحقت بصاحب المحطة الذي دخل الى مكتبه واخذ كوبا من الماء.
سالته لماذا تسمح “بتفويل” بعض السيارات فيما البعض الاخر لا يحظى باكثر من 30 الفا. آجاب لان الفتاة دكتورة سالته حسنا ومن كان قبلها قال شوفير تاكسي علما انه كان يقود هوندا crv حديثة، هنا سقط هذا الرجل من عيني بعدما علمت ان ما في وجهه من علامات ايمان تخفي خلفها شخصية رجل فاسد يحاضر بالعفة فقط.
حينها عرفته عن نفسي بانني اعلامي وقد وثقت بالفيديو كل ما حدث وساقوم بنشره فقال : “انشر ولكن لو عرفتني عن نفسك من البدايه لكنا فولنالك بس انك تحاسبني لمين عم فول ما بسمح، خلص لح نعبيلك ب 40 الف”.
وقاحته جعلتني اشعر ان كمية الفساد الموجوده في فكر هذه النوعية من البشر، فضلا عن غياب المحاسبة، جعلتهم يشعرون انهم فوق الناس لا يحاسبون، لا بل يستغربون كيف يسألون عن فسادهم.

ما جرى زادني قناعة بان الويلات التي تحل ببلدنا ليست ناجمة عن ظلم وفساد الساسة والتجار فحسب، بل وعن سكوت غالبية الناس عن حقها وقبولها بالذل والمهانة لقاء فتات من حقوقها… وهنا المصيبة الكبرى.
يتبع بالفيديو.

(Lebanonontime)