Lebanon On Time –
الدولة ثم الدولة. هو العنوان العريض الذي اتخذه النائب إيهاب مطر تجاه ما حصل أخيراً على خلفية إضاءة صخرة الروشة.
هو اتصل بالرئيس نواف سلام داعماً مواقفه، ولا سيما تجاه طلب توقيف المخالفين للقانون بشأن الأملاك العامة.
لكن أبعد من ذلك، هل صراحة ما حصل يُعدّ انتقاصاً من موقع رئاسة الحكومة؟ هل يُخشى منه تحوّل هذا الموقع إلى مجرد “باش كاتب”؟
ربما هي المخاوف التي بدأت تتردّد في الشارع السني تحديداً، حتى ولو أن الصورة العامة لما جرى تُعدّ أخطر لأنها تشكل انتقاصاً لهيبة الدولة ككل وضرباً لقرارات رسمية؟
وربما من يربط بين موقع رئاسة الحكومة وما جرى لا يفصل أبداً الموقع الحكومي الأول عن الحفاظ على هيبة الدولة وإرساء القانون والنظام.
هذه المعادلة ينطلق منها مطر ليقول عبر “النهار” إنه “عندما يُصدر رئيس الحكومة تعميماً ولا يلتزمه المعنيون، لا بل نشهد صمتاً مريباً، فهذا يعني أن هناك من يحاول تسجيل نقاط سياسية بنيّات خفيّة تجاه رئاسة الحكومة لإضعافها”، مشيراً إلى أن “موقفنا في دعم السلطة التنفيذية ورئاسة الحكومة طبيعي وضروري”.
وفي السياق ذاته، يأتي العنوان الأكبر لما جرى وهو عدم محاولة أي طرف الالتفاف على اتفاق الطائف، لما يشكل هذا الأمر من تهديد كياني كبير، لأن أي ضعف أو خلل في أي موقع من مواقع الرئاسة ستكون له ارتدادات سلبية على الدولة وهيبتها ككل.
يعلّق مطر: “موقفنا بدعم السلطة التنفيذية ورئاسة الحكومة طبيعي وضروري، وخصوصاً في ظل محاولات البعض جرّ البلاد إلى الفوضى.
إن الأحداث التي شهدناها عند صخرة الروشة وما تلاها من تقصير، دفعتنا مجدداً إلى تأكيد دعمنا للرئيس نواف سلام، الذي يسعى لإرساء مفهوم الدولة والنظام، إذ عندما يُصدر رئيس الحكومة تعميماً ولا يلتزمه المعنيون، ونشهد صمتاً مريباً، فهذا يعني أن هناك من يحاول تسجيل نقاط سياسية بنيّات خفيّة تجاه رئاسة الحكومة لإضعافها، في مسعى لإفشال محاولات الرئيس سلام لبناء دولة حقيقية”.
ويؤكد: “هذا الأمر نرفضه رفضاً قاطعاً، ولا سيما أن العالم بأسره يشهد على الإنجازات الإصلاحية التي حققتها الحكومة في فترة قصيرة”.
“سارحة والربّ راعيها”
“عراضة التحدي” التي مثّلها “حزب الله” في منطقة الروشة وعلى صخرتها كشفت الصراع بين “الشرعية واللا-شرعية”، ووسط كل ذلك، حاول البعض توجيه السهام إلى موقع رئاسة الحكومة، في محاولة “عصيان” القرارات الحكومية.
بنظر مطر، ” فإن موقع رئاسة الحكومة بات اليوم قوياً في الداخل ويحظى بغطاء ودعم من الخارج، ما يضاعف مسؤوليتنا في الحفاظ على هذه القوة وتعزيزها لترسيخ فكرة الدولة”.
ويتدارك: “للمرة الأولى شهدنا قراراً حكومياً واضحاً بحصر السلاح بيد الدولة، واستعادة الحكومة لقرار الحرب والسلم، وكذلك المطالبة الجدية بإرساء النظام سواء في الإدارة أو في الحفاظ على الأملاك العامة، لكن من الواضح أن هناك من اعتاد الفوضى وتفتيت الموقف الوطني، ويسعى للاستمرار بأسلوب “سارحة والرب راعيها”. هذا نهج نرفضه رفضاً تاماً”.
أمام ما حصل، ما المطلوب؟
يجيب: “نحن أمام مرحلة دقيقة تتطلب التكاتف والالتفاف حول كل من يعمل لفرض مبدأ الدولة في مواجهة اللاشرعية، والتصدي لمحاولات تكريس الفوضى. فرئيس الحكومة يمثّل كل لبنان واللبنانيين، والحكومة هي حكومة جميع اللبنانيين. لذلك، باتت المعركة السياسية واضحة: بين من يريد العودة إلى أساليب الإهمال والتطنيش التي أوصلتنا إلى الانهيار، وبين من يسعى بجدية الى استعادة مكانة الدولة وهيبتها، علماً بأن أي إضعاف للدولة في لبنان يخدم الإسرائيلي في الدرجة الأولى”.
#لبنان #بيروت #صخرة_الروشة #نواف_سلام #الحكومة #مجلسالوزاراء