جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / اقتصاد / عودة 200 نازح من عرسال إلى عسال الورد: كيف سيتلقّفها “داعش”؟
1497094071_

عودة 200 نازح من عرسال إلى عسال الورد: كيف سيتلقّفها “داعش”؟

تعدّدتْ أبعاد التطور البالغ الأهمية الذي تمثّل في عودة 53 عائلة، من بين عشرات آلاف النازحين السوريين الذين يستقرون في بلدة عرسال (البقاع الشمالي) المتاخمة للحدود السورية، الى عسال الورد في القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي.

وفي حين واكب الجيش اللبناني خروج العائلات المؤلَّفة من نحو 200 شخص وصلوا بسلام الى عسال الورد، فإن كل المعلومات تشير الى ان هذه كانت «الدفعة الأولى» وستلتحق بها قافلة من نحو 120 عائلة أخرى موجودين حالياً في مخيمات في وادي حميد و«الملاهي» اللذيْن يضمان في شكل خاص أهالي المسلّحين المنتشرين في جرود عرسال التي ينتشر فيها تحالف «سرايا أهل الشام» و«هيئة تحرير الشام» مقابل تنظيم «داعش» الذي يسعى في الفترة الأخيرة إلى «الإمساك بزمام الأمور» في هذه الجرود، في غمرة تضييق الخناق حوله في الرقّة، والتمدُّد على حساب الفصائل الأخرى نحو «الملاهي» خصوصاً لتأمين منْفذ لإمداد لوجستي وربما محاولة الاندفاع نحو بلدة عرسال التي تحتضن 3 مرات عدد سكانها من النازحين (نحو 100 الف).

وحسب المعلومات المتوافرة عن عودة العائلات الـ 53 إلى عسال الورد وما سيليها، ان الأمر هو في سياق المفاوضات المفتوحة منذ أشهر لإنهاء وجود المسلّحين في جرود عرسال والعودة مع عائلاتهم الى الداخل السوري، وهو ما عاود الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله قبل فترة قصيرة الحديث عنه في موازاة إعلانه أن الحزب فكّك مواقعه العسكرية على حدود لبنان الشرقية بعدما «أنجز المهمة هناك (باستثناء جرود عرسال)» وأن هذه المنطقة باتتْ «الآن مسؤولية الدولة»، وتسليمها للجيش اللبناني.

ورُبط إنجاز «تفاهُم العودة»، الذي نُفذ قسمه الأول السبت الماضي، بـ «أبو طه العسالي» وهو مسؤول «سرايا أهل الشام» في وادي حميد، الذي يدير منذ أشهر المفاوضات مع «حزب الله» ولجان المصالحة حول مصير المسلحين في عرسال، وهي المفاوضات التي كانت تمحورتْ حول خروج المسلحين والأهالي من أبناء القلمون من عرسال الى مناطقهم (فليطة، جراجير، طفيل، قارة..)، واصطدمت في جانبٍ منها برفْض السماح بعودة اللاجئين من أبناء القصير وحمص الى مدنهم وقراهم.

وإذ أثار توقيت عودة عشرات العائلات علامات استفهام حول ما إذا كان الأمر في سياق التمهيد لـ «معركة جرود عرسال» التي يَكثر الحديث عنها، غمزت تقارير من قناة ارتباط الأمر في أحد جوانبه برغبةِ «سرايا أهل الشام» في انتزاعِ ورقة تعزّز مكانتها تجاه الفصائل الأخرى وإعطاء جرعة للمفاوضات التي كانتْ توقّفتْ لاعتراضات عدد من الفصائل على بعض شروطها، وأيضاً استفادة «حزب الله» من الظهور بمظهرِ الحريص على عدم إحداث أي تغيير ديموغرافي في سورية، وفق ما يتّهمه خصومه.

ونُقل عن رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري قوله إنّ «العودة تطلبت التنسيق مع جهات عدّة، أولها الجيش اللبناني، أما لكي يعبروا الى داخل الحدود فهم يحتاجون الى موافقة (حزب الله) والنظام السوري، لذلك فإنّ الذين تدخّلوا في هذا الأمر معروفون».

(الراي)