جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / عون زار مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسه اولم على شرفه لارشيه: اعدتم الحياة للمؤسسات الدستورية بعد معارك خضتموها بإسم السيادة
1506437361_Senna6

عون زار مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسه اولم على شرفه لارشيه: اعدتم الحياة للمؤسسات الدستورية بعد معارك خضتموها بإسم السيادة

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته في اطار “زيارة الدولة” التي يقوم بها الى فرنسا، فزار في الثانية عشرة والنصف من ظهر اليوم (الاولى والنصف بتوقيت بيروت)، مقر مجلس الشيوخ في قصر لوكسمبورغ، وكان في استقباله رئيس المجلس جيرار لارشيه، الذي صافحه عند المدخل الرئيسي، يحيط به القائد العسكري لقصر لوكسبمورغ الجنرال جان بيار مولينييه.

وعرض الرئيسان عون ولارشيه ثلة من الخيالة وحرس الشرف على وقع موسيقى الحرس الجمهوري الفرنسي، ثم بعدها تقديم اعضاء الوفدين اللبناني والفرنسي، وبعد التقاط الصور التذكارية، اصطحب لارشيه ضيفه الى مكتبه، حيث عقدا اجتماعا في حضور اعضاء الوفد اللبناني الرسمي الذي انضم اليه النواب، جيلبيرت زوين ونبيل نقولا والان عون وسيمون ابي رميا وعدد من اعضاء مجلس الشيوخ.

لارشيه
في مستهل اللقاء، اعرب لارشيه عن سعادته “للترحيب بالرئيس عون والوفد المرافق”، مستذكرا “علاقة جمعته معه منذ العام 1986″، مشيرا الى انه زار بيروت “35 مرة، الا انني شعرت اليوم بسعادة حقيقية لاستقبال الرئيس اللبناني الذي اعاد الحياة الى المؤسسات الدستورية اللبنانية بعد غياب، شعرنا جميعا بمرارته، لا سيما لدى زيارتي بيروت لافتتاح معرض الكتاب الفرنسي، حيث لم يكن هناك رئيس للجمهورية ازوره واعبر له عن تقديري”.

وشدد على “اهمية العلاقات اللبنانية – الفرنسية، ودور مجلس الشيوخ في تعزيزها وتطويرها، خصوصا بعد انتظام الحياة الدستورية في البلاد”.

رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون شاكرا للرئيس لارشيه “العاطفة التي ابداها تجاهه”، مستعرضا مراحل عمله السياسي وصولا الى انتخابه رئيسا للجمهورية، قائلا انه “خاض الكثير من المعارك من اجل سيادة لبنان واستقلاله، وهو اليوم في باريس يواصل باسم الشعب اللبناني كله الدفاع عن الحقوق الوطنية اللبنانية وعن السيادة والاستقلال”.

وتم خلال اللقاء التطرق الى الكثير من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، لا سيما “موقف لبنان من الارهاب بعد الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على تنظيم “داعش” الارهابي، والاوضاع في سوريا ومسألة النازحين السوريين، اضافة الى الاوضاع الاقتصادية العامة والتطورات الاقليمية”.

كما تناول الحديث “الجهود التي تقوم بها فرنسا من اجل مساعدة لبنان من خلال المؤتمرات التي يتم التحضير لها لمساعدة الجيش والقوى المسلحة، وموضوع الاستثمار في لبنان اضافة الى وضع النازحين”.

كذلك تم خلال اللقاء “تقييم التطورات الدولية المرتبطة بعدد من الاحداث، فضلا عن اوضاع مسيحيي الشرق”، الذي نوه الرئيس لارشيه ب”ما يقوم به الرئيس عون لجهة الاهتمام بمعالجتها لتأمين استمرار الوجود المسيحي في الشرق”.

وبعد انتهاء المحادثات، دون الرئيس عون في سجل مجلس الشيوخ العبارة الاتية: “ان القوة المعنوية اقوى من القانون، ولو ان الاثنين يسيران معا. باسم لبنان احيي هذا المقام النبيل الذي تسن فيه التشريفات ويقضي باحترام قوة الالتزام المعنوي، هذا المقام المرتفع على اسم حرية التعبير والنقاش الديموقراطي”.

كنيسة مجلس الشيوخ
بعد ذلك، انتقل الرئيسان عون ولارشيه الى كنيسة مجلس الشيوخ التي كانت في وقت مضى اول كنيسة لابناء الطائفة المارونية في باريس الذين كانوا يحتفلون بالقداديس فيها، قبل ان تصبح كنيستهم في دير سيدة لبنان في شارع “اولم” (Ulm) في العاصمة الفرنسية. وقدم الرئيس لارشيه شروحات للرئيس عون عن تاريخ الكنيسة.

مأدبة غداء
وعلى الاثر، اقام الرئيس لارشيه مأدبة غذاء على شرف الرئيس عون والوفد المرافق، شارك فيها عدد من اعضاء مجلس الشيوخ والشخصيات اللبنانية المقيمة في باريس.

لارشيه
والقى لارشيه كلمة، رحب فيها بالرئيس عون وصحبه، متحدثا عن “علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا”، وقال: “الكل يعلم ان صداقتنا تستند الى ارتباط بين العقل والقلب والتلاقي على قيم مشتركة نتقاسمها، لعل ابرزها الفرانكوفونية، وعلينا العمل من اجل تمتين هذه العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة، لا سيما وان لبنان كان دائما مثالا للانفتاح في الشرق الاوسط وجسر العبور الى فرنسا”.

اضاف: “علينا ان نكون متضامنين ليس فقط في القضايا العادية، بل كذلك في القضايا الاساسية، لا سيما تلك التي يواجهها لبنان، وفي المقدمة الارهاب الذي تمكن لبنان من الانتصار على احد رموزه. ونعتقد صادقين ان لبنان باق عنوانا للفضائل ورمزا من رموز حرية المعتقد والحياة الديموقراطية ونموذجا ايضا للعيش بين المسلمين والمسيحيين، وما شاهدناه امس في معهد العالم العربي عن معرض مسيحيي الشرق خير دليل لدور المسيحيين المشرقيين عموما واللبنانيين خصوصا في تمتين هذا العيش”.

وتابع: “ان بلدا يظهر هذا القدر من التضامن بين ابنائه خصوصا في الازمات المصيرية التي تواجهه ويتجاوز التحديات، هو بلد جدير بالحياة وعلى ابنائه ان يدركوا ان الخصائص التي يتمتعون بها، تجعلهم على ثقة بان الدول الصديقة، وفي مقدمها فرنسا ستكون الى جانبهم ولن تتوقف عن مساعدتهم حتى يبقى وطنهم مستقرا، لان في استقراره تستقر المنطقة ويتحقق ايضا الامن والاستقرار في اوروبا عموما وفرنسا خصوصا”.

وحيا لارشيه “التزام الرئيس عون الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله لسنوات طويلة على رغم الظروف القاسية التي مررتم بها. ذلك ان نضالكم من اجل لبنان هو نضال يحتذى، ولبنان وفرنسا سوف يحتفلان بعد ثلاث سنوات بولادة لبنان الكبير والفرحة ستكون واحدة”.

ثم رفع الرئيس لارشيه نخب لبنان ونخب الرئيس عون والصداقة اللبنانية – الفرنسية.

وبعد انتهاء الغداء غادر الرئيس عون مقر مجلس الشيوخ مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

المحطة الثالثة
والمحطة الثالثة في اليوم الرئاسي الثاني في باريس، ستكون في قصر “ماتينيون” مقر رئاسة الحكومة الفرنسية، على ان يلتقي مساء ابناء الجالية اللبنانية في مجمع “لو بريه كاتلان”.

وفي برنامج الغد زيارة مقر الجمعية الوطنية الفرنسية ولقاءات متفرقة يغادر بعدها رئيس الجمهورية باريس عائدا الى بيروت.