جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عون: سقف الحرية هو الحقيقة وعلى الجميع احترامها
5bb368d5e5814_Worldlearning

عون: سقف الحرية هو الحقيقة وعلى الجميع احترامها

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان “حرية التعبير في لبنان مصونة بموجب الدستور لكنها وصلت ويا للاسف، في احيان كثيرة الى حد الشتيمة والاساءة الى الاشخاص”، معتبرا ان “سقف الحرية الذي يجب عدم تخطيه، هو الحقيقة التي يجب ان تحترم من الجميع”.

وفيما أكد ان لبنان “لم ينخرط بحلقات الدم والنار التي تحيط به وابتعد عن السجالات المتصلة بما يجري حوله”، اشار الى انه اثار قضية فلسطين في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة لانه يوليها اهمية خاصة “وللاسف لم نسمع اصواتا اخرى تدعم فلسطين وكأننا بتنا وحدنا في الساحة”.

مواقف عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا ضم شبانا وشابات من تسع دول عربية شاركوا في برنامج “زمالة رواد الديموقراطية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا” الذي اقامته منظمة world learning الاميركية، وقد حاورهم في حضور وزير العدل سليم جريصاتي ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة كلودين عون روكز، في مواضيع سياسية واجتماعية واقتصادية، تناولت رؤية رئيس الجمهورية الى الواقع الذي يعيشه لبنان خصوصا والمنطقة عموما، ومستقبل الشباب العربي والمرأة في ضوء الهواجس التي تعيشها.

في بداية اللقاء، تحدثت مديرة مكتب لبنان في منظمة world learning الدكتورة وفاء قطب، شاكرة لعون استقباله للوفد، وشرحت الاسس التي تقوم عليها المنظمة، والمبادىء التي تروج لها، وهي تعزيز الديموقراطية في مختلف دول العالم من خلال مساعدة الجيل الشاب الذي يشارك في المنظمة على نشر هذه القيم في الدول التي ينتمي اليها.

ثم تحدثت السيدة روكز، وعرضت المشاريع التي تقوم بها الهيئة من اجل تحسين وضع المرأة اللبنانية، ولفتت الى انه من بين المواضيع التي تلاحقها الهيئة، موضوع زواج القاصرات ووضع القوانين اللازمة لذلك، اضافة الى مواضيع عديدة اخرى من شأنها تعزيز حقوقها في المجالات كافة.

بعد ذلك رحب عون بالمشاركين، لافتا الى الجهود التي تبذل من اجل اعطاء المرأة حقوقها، “رغم بعض المشاكل التي يفرضها التنوع اللبناني طائفيا واجتماعيا”، ومتحدثا عن حضورها في مختلف القطاعات والنسبة الكبيرة لمشاركتها في المهن، والعمل على زيادة الحضور النسائي في الاحزاب لضمان تحقيق اهدافها بفضل الدعم الحزبي لها.

وتحدث عن الوضع الديموقراطي في لبنان، مشيرا الى ان “حرية التعبير وصلت الى حدود عالية جدا بلغت حد الشتيمة والاساءة الى الاشخاص”، ومعتبرا ان “سقف الحرية الذي يجب عدم تخطيه هو الحقيقة التي يجب ان تحترم من الجميع”. ولفت الى ان “حقوق المواطنين لا تزال مرتبطة بالنظام الطائفي المعتمد في لبنان”.

وتطرق عون الى المواضيع المدرجة على جدول اعمال المنظمة ومنها قضية النازحين، معتبرا ان “اللبنانيين باتوا يعيشون في ازمة وبطالة قوية بسبب النازحين واللاجئين، ما ادى الى الوصول الى “بطالة مقيمة”، ناهيك عن عدم الحماسة الدولية في عودة النازحين واللاجئين الى بلادهم.

ثم تحدث جريصاتي، عارضا ما يقوم به عون من جهود من اجل ترسيخ الديموقراطية في لبنان، واشاد بما تقوم به المنظمة من اجل نشر الديموقراطية، خصوصا لدى الجيل الشاب. وشرح كيف ان رئيس الجمهورية “وحده الذي يقسم اليمين على الحفاظ على الدستور والقوانين ومصلحة المواطن وسلامة لبنان، وهو ما يجعل من اللازم توفير وسائل دستورية للرئيس ليحافظ على قسمه”.

ولفت جريصاتي الى ان في لبنان “معركة وهمية” اسمها معركة الحريات وهدفها “لي الذراع السياسية، فلبنان البلد الاكثر تقدما في حرية التعبير وهناك قوانين بالغة التشدد في فرنسا والولايات المتحدة حول كل ما يتعلق بالاخبار الكاذبة، فيما الدستور اللبناني يكفل حرية التعبير، كما ان الرئيس عون منذ تسلمه مهماته، اعطى توجيهاته الى وزير العدل بوجوب عدم التوقيف الاحتياطي بمسائل التعبير عن الرأي حتى لو فيه اساءة الى رئيس الجمهورية، وليس هناك اليوم اي موقوف احتياطيا بهذه التهمة”.

وعلى الاثر دار حوار بين عون والحضور رد خلاله رئيس الجمهورية على اسئلتهم المختلفة، فأكد ردا على سؤال عن موقف لبنان من القضية الفلسطينية، انه يولي اهمية خاصة لهذه المسألة، “وقد القيت كلمة في الامم المتحدة تضمنت موقفا مدينا للامم المتحدة واسرائيل بسبب هذه القضية، وتوجهت الى رؤساء الدول الحاضرة سائلا اياهم عن مدى المنطق في ان يستفيق الفلسطينيون وقد خسروا وطنهم وهويتهم بين ليلة وضحاها، وتكلمت عن القدس والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة”.

وأضاف عون: “بالامس، خضنا مواجهة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وادعاءاته الكاذبة واتهاماته الفارغة ضد لبنان لتبرير اي هجوم محتمل. وللاسف لم نسمع اصواتا اخرى لدعم فلسطين، وكأننا بتنا وحدنا في الساحة”.

وردا على سؤال عن موضوع التنمية المستدامة في المناطق الجبلية، لفت عون الى ان “لبنان اعتمد لفترة طويلة من الزمن على الاقتصاد الريعي غير المنتج، ومنذ بداية العهد الحالي تم العمل على خطة من اجل الانتقال الى الاقتصاد المنتج وقد باتت جاهزة، وهي في انتظار تشكيل الحكومة لاقرارها”.

وقال ان “لبنان عانى الركود الاقتصادي، وهو ما انعكس ازمة عمل، وهذه حالة نلاحظها في العالم اجمع. نحن محاطون بحلقات من الدم والنار، ولبنان لم ينخرط بهذه الحلقات كي يبتعد عن السجالات في هذا الموضوع”.

وردا على سؤال عن الجهود التي تبذل من اجل الخروج من النظام الطائفي للاحوال الشخصية، أشار عون الى انه اول من وقع على مشروع القانون الهادف الى الخروج من هذا الواقع، لكن احدا لم يؤيده في هذا المسعى، “لكننا سنواصل العمل من اجل اقرار هذا القانون”.

حاكم مصرف لبنان
على صعيد آخر، عرض عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الاوضاع النقدية في لبنان التي وصفها الحاكم سلامة ب”المستقرة”، مضيفا أن “الرئيس عون يتابع عن كثب الوضعين النقدي والمالي في البلاد”.