جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / فنيانوس: أنا مع صلاحيات رئيس الجمهورية في التعيينات والخطاب بينه وبين فرنجيه لم يعد متشنجا
1509637290_ANDT9951

فنيانوس: أنا مع صلاحيات رئيس الجمهورية في التعيينات والخطاب بينه وبين فرنجيه لم يعد متشنجا

استقبل وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس في مكتبه في الوزارة وفدا من مجلس نقابة محرري الصحافة برئاسة النقيب الياس عون، الذي استهل اللقاء بكلمة اشاد فيها بأداء فنيانوس في الحكومة وفي وزارته، وقال: “نحب فيك جرأتك وصراحتك ووطنيتك، فأنت خير ممثل لحزب ما عمل إلا لخير لبنان ورخاء ابنائه. ونحب فيك شفافيتك في وزارتك التي قررت ألا تكبد الخزينة اللبنانية أموالا بل ان توفر لها أموالا كانت مسلوبة منها”.

ورد فنيانوس بكلمة اجرى فيها جولة أفق حول عمله في الوزارة وادائه في الحكومة. وقال ردا على سؤال عن تغريدته ردا على تغريدات طالت وزارته وعمله في وزارته: “لقد تابعنا الارصاد الجوية حتى الصباح تحسبا لما قد يحصل بسبب تساقط الأمطار الغزيرة، وكنا قد عقدنا على مدى اسبوعين اجتماعات متواصلة مع المتعهدين الذين رسا عليهم التزام تنظيف الطرقات ومسالكها لتفادي كل ما قد يؤدي الى اقفالها بسبب الامطار الغزيرة. وهذا التزام قد جرى تلزيمه من معالي الوزير غازي زعيتر. تجدر الإشارة الى ان آلية تلزيم عمل ما في الوزارة تتم في شهر 12 من كل سنة، وهذا اجراء خاطئ لأنه لا يمكنك ان تلزم مشروعا ما في عز فصل الشتاء، والأفضل ان يتم التلزيم في فصل الصيف. مع هطول الامطار الغزيرة اقفل بعض الطرق بسبب كميات البلاستيك المرمية في الطرقات وفي المسالك. في الليلة التي قالت الأرصاد الجوية ان هطول الأمطار سيكون غزيرا تناوبنا العمل في الوزارة مع أعضاء مكتبي لنكون حاضرين لكل المفاجآت، وتابعنا سير الطرقات بالتعاون مع وزير الداخلية وفريق عمل وزارته. في الصباح تعرضنا لحملة كبيرة من التغريدات على وسائل التواصل الإجتماعي تقول ان لبنان بات مستنقعا للأمطار، فاتصلت بالمعنيين مباشرة فقالوا لي ليس هناك أي طريق مقفلة وليس هناك مستنقعات. فأرسلت أشخاصا للتحقق مما يقال عن أقفال طرقات فتبين لنا ان كل ذلك كان افتراء وكذبا. فقط في منطقة ال ABC في ضبيه، وهذا ليس جديدا، كانت هناك مستنقعات بسبب الأمطار وبسبب الأبنية الجديدة التي بنيت في منطقة المارينا وما زالت بصدد الإنتهاء من شبكات الصرف فيها. فهناك ضغط على شبكات الصرف اكثر مما تحتمل. هذه المنطقة بحاجة الى بنى تحتية جديدة، وسبق لي ان قلت ذلك للمعنيين والمسؤولين عن مشروع ال”ووتر فرونت”. لقد وضعوا على ال “تويتر” ومواقع التواصل الإجتماعي صورا تعود الى عام 2000 للإساءة إلي والى وزارتي والى الحزب الذي أنتمي إليه بكمية كبيرة من الكذب والإفتراء، وهذا آلمني جدا”.

وأضاف: “لقد غرد عدد من أعضاء مكتبي ردا على هذه الإفتراءات والأكاذيب. لا أريد التحدث عن هؤلاء ولكني أعتبرهم مرضى. واتصل بي فخامة الرئيس العماد ميشال عون، والى جانبه المتعهد جهاد العرب، الذي سبق أن قدم بناء على طلب من فخامة الرئيس اعمال طريق مار شربل، وطلب مني معالجة موقته لطريق عجلتون حيث يقع عليها كثير من الضحايا، وان هذا الموضوع لا يحتمل التأجيل. صدقا لم يكن لدي في موازنة الوزارة مال للمشروع، وأبدى السيد العرب استعداده ايضا لحل موضوع عجلتون. لقد تعاونا مع جهاد العرب بناء على اهتمام شخصي من فخامة الرئيس وعالجنا الموضوع موقتا بصورة سريعة. وبعد ظهر أول من أمس عقد اجتماع في القصر الجمهوري حول موضوع طريق عجلتون لأن الفاصل الذي وضع على الطريق قد سبب زحمة سير. نية فخامة الرئيس كانت سليمة للحد من سقوط الضحايا على طريق عجلتون. واليوم نتعرض لانتقادات بسبب الفاصل الإسمنتي الذي وضعناه. كلفة المشروع الموقت بلغت 800 مليون ليرة، وهناك من يعطي رأيه في كيفية وضع الفواصل، فلهم أقول ان هذا المشروع الذي طلبه فخامة الرئيس هو مشروع موقت وليس نهائيا. من واجبنا ان نسمع الى الناس، ولكن لا يجوز للناس ان يتجنوا علينا”.

وردا على سؤال عن الدولة ودورها في وضع الخطط المستقبلية لمشاريعها الإنمائية والحيوية، قال فنيانوس: “سأتحدث عن مواضيع تتعلق بوزارتي، أهمها مطار رفيق الحريري الدولي الذي يستوعب حاليا 5 ملايين مسافر، ولم يكن أحد يتوقع أن تحصل الأزمة السورية والأزمة في العراق، فيصبح عدد المسافرين من لبنان أكثر من 9 ملايين. للمرة الأولى في تاريخ لبنان بلغ الشهر الماضي عدد المسافرين من مطار بيروت مليونا واربعة وستين الفا. إنه رقم قياسي يحققه لبنان للمرة الأولى في تاريخه، لذا على لبنان ان يستعد ليستوعب مطاره 12 مليون مسافر. عندما وضع الرئيس رفيق الحريري رحمه الله خطه للمطار ردوا عليه بأنه يريد تهجير 5 ملايين لبناني. ويومها كنت من المشككين، لا بل اكثر المشككين من انه يريد تسفير اللبنانيين. قيل إنه للعام 2025 نريد طرقات تتسع ل400 الف سيارة، فنفاجأ بأن هذه السنة لدينا 800 الف سيارة. هذا مثل عن التخطيط. وعلى المخططين اليوم أن يضعوا خططا لخمسين سنة مقبلة كي نتفادى المشاكل التي نقع فيها اليوم”.

وعن زحمة السير على الطرقات الدولية شمالا وجنوبا وأسباب تنفيذ المشاريع لحلها، قال فنيانوس: “الطريق التي نشكو منها كلنا هي الطريق التي نسلكها من بيروت الى جونيه، وبالعكس، والطريق التي نسلكها من الجنوب الى بيروت وبالعكس. لا دخل لوزارة الاشغال في هذا الموضوع الذي هو من مهام مجلس الإنماء والإعمار. منذ نشأت هذه المجالس فإن التعاطي مع الصناديق الدولية والدعم والقروض يعود إليها وليس الى وزارة الأشغال”.

وأضاف: “لقد أتى قرض الى مجلس الإنماء والإعمار تبلغ قيمته 87 مليون يورو من اجل توسيع طريق جونيه، علما أن 26 مليون يورو مخصصة للاستملاكات في هذه المنطقة. منذ اليوم الأول لتسلمي مهامي في وزارة الأشغال صممت ووضعت نصب عيني إرادة لحل موضوع زحمة السير في جونيه. فكانت المفاجأة أن هذا الموضوع ليس من اختصاص وزارتي بل هو من مهام مجلس الإنماء والإعمار. فبعد إنقطاع طويل بين هذا المجلس ووزارة الأشغال أحيينا اللجنة المشتركة ونعقد إجتماعات شهرية دورية بحضور الاستاذ نبيل الجسر.
وتزامنت هذه اللقاءات الدورية مع بدء الإنتخابات البلدية في جونيه وكسروان، وعلى رأس إتحاد بلدية شاب لطيف ويحب الخدمة هو جوان حبيش الذي قال أنا لا أريد توسعة الطريق بل أريد بناء جسر فوق الطريق الحالية. قلت له يمكن ان يكون لديك حق في ذلك ومشروعك انسب، لكننا لا نستطيع تحويل وجهة القرض الممنوح لهذا المشروع. إن وجهة استعمال القرض هي توسعة الطريق وليس بناء جسر فوقها. والأموال المخصصة للإستملاكات لا تكفي، فاجتمعت مع القاضي جان فهد رئيس مجلس القضاء الأعلى وفي الوقت نفسه رئيس لجنة الإستملاك البدائية في جبل لبنان وكسروان، وكان ايجابيا. وحضر اللقاء الذي عقد في مكتبي بالوزارة النائب السابق فريد هيكل الخازن والعميد شامل روكز ورؤساء بلديات المنطقة والاشخاص المعنيون في مجلس الانماء والاعمار. واتخذنا قرارا في هذا الاجتماع بالسير بالاستملاكات، وحتى تاريخ الاسبوع الماضي لقد صدر 30 قرار استملاك. نحن ننفذ الاستملاكات كي لا تخسر الدولة اللبنانية القروض الممنوحة. تجدر الإشارة أن قرار لجنة الاستملاك الاستئنافية لا تلغي قرار لجنة الاستملاك البدائية ولا توقف تنفيذ الاستملاك بل ان القرار يتعلق بالبحث بقيمة الاستملاك. القرار يبقى نافذا وعلى القوى الأمنية تنفيذ القرارات الإبتدائية الصادرة”.

وتابع: “حصلت إنتفاضة من كل المرشحين والنواب الحاليين لتعطيل هذا القرار خصوصا أن المعنيين في الإستملاكات سيشاركون في الإنتخابات في أيار المقبل. فطلبوا وقف تنفيذ الإستملاك، وأنا اسأل ماذا باستطاعتي ان افعل في وضع كهذا؟ اولا، القرار ليس بيدي بل بيد مجلس الإنماء والإعمار، مع العلم انه في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يتناولونني افتراء. أنا أرفض تعطيل مشروع حيوي كهذا بسبب 40 شخصا لديهم مصالح تجارية صغيرة على الطريق الدولية يتسببون بزحمة سير خانقة عليها، لا يجرؤ أحد على إزالة هذه الأكشاك لأن أصحابها لديهم حماية من زعماء المنطقة ونافذين فيها. هل يعقل ألا نتخذ قرارا بإزالة عدد من الأكشاك على الطريق الدولية لإرضاء عدد من الأشخاص والتسبب بعرقلة سير 160 ألف سيارة يوميا على هذه الطريق؟ هذا موضوع يتعلق بالدولة وبهيبتها. انا لست محببا لدى البعض لأنني صريح وأسمي الأسماء بأسمائها ولا أخفي الحقيقة على أحد. من أزال المخالفات في البحصاص؟ قصدني رئيس بلدية راس مسقا وقال لي إن لدي قرارا بإزالة هذه المخالفات على الملك العام. فأنا أرفض التعدي على الملك العام، فاتصلت بقائد الجيش وقائد الدرك وطلبت مؤازرة أمنية لإزالة المخالفات، وهذا ما حصل في 24 ساعة”.

وأكد أنه “عندما يريد المسؤول تنفيذ القرار باستطاعته أن ينفذه. قضية طريق جونيه الدولية سياسية بإمتياز لنقولها بصراحة. وما يحصل في جونيه يحصل على طريق صيدا – صور. أنا سياسي وجئت الى الوزارة من تيار سياسي، وفي موضوع مناقصة السوق الحرة في المطار إعتقد البعض انني سأتأثر سياسيا وحزبيا، وهناك من تحدث إلى معالي الوزير سليمان بك فرنجية حول هذا الموضوع الذي كان يقول لي: ماذا يقول النص حول هذه المناقصة؟ عليك ان تنفذ ما هو في النص. علينا دائما ان ننفذ ملاحظات دائرة المناقصات لنربح الدولة مالا”.

وأضاف: “في موضوع التجهيزات الأمنية للمطار صرفت لي الدولة 28 مليون دولار. النص يعطيني الحق في بت هذا الموضوع، لكنني عرضته على مجلس الوزراء لبته، خصوصا أن هناك شركة واحدة قدمت عرضها لهذا الموضوع. مجلس الوزراء مجتمعا وجه لي اللوم لأنني تأخرت في بت الموضوع، لكنني رفضت تحمل هذه المسؤولية وحدي.
أنا أقوم بدوري في مجلس الوزراء واناقش واعترض على كل ما هو خطأ، لكنني في الخارج ادافع عن القرارات التي يتخذها المجلس بالتوافق او بالاجماع او بالاكثرية.
ويشهد الله انه في أيامك يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون لم يجر التصويت مرة، وهو أكد اكثر من مرة أن القرار المتخذ في مجلس الوزراء يجب ان يكون بالتوافق الذي يحرص عليه ايضا دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. هذه الحكومة حققت إنجازات، لدينا ملاحظات على هذه الانجازات، وأنا أكثر الوزراء الذين يعترضون في مجلس الوزراء. وقد وقفت في وجه التعيينات، وعارضت تعيين قائد الجيش العماد جوزف عون ليس لشخصه بل لطريقة التعيين. واعترضت على التشكيلات الدبلوماسية التي عرفت بها الصحافة قبلي بأيام. فهل يعقل ان تعرف الصحافية ليا قزي بأسماء الدبلوماسيين المعينين في الدول قبلي أنا؟”.

وأشار الى أن “فخامة الرئيس كان جريئا في حديثه الى مدراء الاخبار عشية بدء السنة الثانية لعهده، فاعترف فيه عن ان نظام لبنان هو نظام محاصصة، وانا اعتبر ان الرئيس كان شفافا في هذا القول ولم يكابر، انما غيره يكابر”.

وقال ردا على سؤال: “حزب الله أوقف لبنان على رجليه في ظل الفراغ الرئاسي، وهو الذي أوصل العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وفي مجلس الوزراء نستطيع أن نتحدث كيفما نريد ولا يسعني ألا أعترف أن هناك انجازات تحققت في التشكيلات الدبلوماسية والتشكيلات القضائية التي لي فيها الكثير من الملاحظات، وخصوصا عند القضاة المسيحيين. التشكيلات القضائية لا تعرض على مجلس الوزراء، فأنا أعطيت رأيي بها. وأنا أوافق على ما قاله فخامة الرئيس في ما خص إنجازات السنة الأولى من عهده. إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجلس النواب هو إنجاز تاريخي لمجلس النواب، ولا يجوز أن ننكر ذلك. صحيح أن لدي ملاحظات على الأداء، لكن أنا في مجلس الوزراء شيء وخارجه شيء أخر. موضوع البواخر لا اوافق عليه بالمطلق، ولدي آلاف ألاف الأسباب لعدم الموافقة. أنا لست مع إرساله إلى إدارة المناقصات ولا آخذ بملاحظاتها”.

وأكد أنه “مستمر في هذه الحكومة التي لي فيها هدفان: تحسين تمثيل المردة ورئيسها سليمان فرنجية وإعطاء صورة طبق الأصل عنه، وأنا أكون وزيرا مقدرا من الناس الذين يقولون لي عندما أصادفهم في مطعم أو في مكان عام أو في الشارع، أنت الوزير الملك والوزير النظيف. نريد أن نأخذ “سلفي” معك. هذا شيء أفتخر به ويفتخر به أولادي، وهذا ما يرضيني ويرضي ضميري”.

وردا على سؤال عما إذا كانت تغريدات الوزير السعودي ثامر السبهان ستؤثر على الأوضاع في لبنان وعلى علاقات الرئيس سعد الحريري مع أعضاء الحكومة، قال فنيانوس: “لم أعرف الرئيس الحريري قبلا، أنا أعرفه منذ دخولي الحكومة، وهناك الكثير من المقالات الصحافية التي تحدثت عن “إما السلاح وإما الحكومة” وإما تقديم استقالته أو إقالة وزراء حزب الله وإن الآتي قريب، كما قال السبهان. تجربتي الشخصية معه، ولم ألتقه بعد عودته من السعودية، أنه رجل متمسك بمصلحة لبنان وحريص جدا على مكونات الشعب اللبناني، وفي هذا الموضوع لا يستطيع أحد إملاء إرادته عليه. وحسب قناعتي، الرئيس الحريري مستمر في هذه الحكومة، وحزب الله سيستمر معه في هذه الحكومة ولدى الرئيس الحريري القدرة الكافية لإقناع السعودية بوجهة نظره. ولا دخل لي بما إذا كان السبهان يمثل وجهة نظر المملكة العربية السعودية، أو لا، هذا لا يعنيني”.

وسئل: أليس كلام السبهان إحراجا للرئيس الحريري؟
أجاب: “إنها مسألة داخل البيت الواحد. وأنا أعتقد أن الرئيس الحريري ليس محرجا. هو يسير بخطى واثقة في كل ما يقوم به في الخيار الذي اتخذه. بتحالفه مع الرئيس عون هو جاد جدا وحواره مع كل أطياف المجتمع والقوى السياسية في لبنان جيد جدا”.

وعن رأيه في لقاء الرئيس عون مع الصحافيين، قال فنيانوس: “سمعت الكثير من الآراء عن هذا اللقاء، هناك من اعتبره ممتازا وهناك من اعتبره دون المستوى المتوقع منه. أنا أقول ان الرئيس عون كان واقعيا بمقاربته للكثير من المواضيع. أما في الشق المتعلق بالتيار الوطني الحر، فلا أعلق عليه ولا دخل لي به. في المواضيع التي تخص أمور الدولة كان واقعيا جدا. هناك مواضيع تطرق إليها، ولم أوافقه الرأي فيها. وهناك مواضيع تحدث عنها كما هي في البلد”.

وردا على سؤال عن علاقته برئيس الجمهورية، قال فنيانوس: “منذ تسلمي وزارة الأشغال وحتى اليوم، لم يحدث اي اتصال بفخامة الرئيس إلا من ثلاثة أسابيع. ولا بد لي من الإشادة بالمدير العام للقصر الجمهوري الدكتور أنطوان شقير وبالأستاذ رفيق شلالا والأستاذ جان عزيز وبكل الأشحاص المحيطين بفخامة الرئيس الذين يستقبلونني في القصر بطريقة يجعلوني أشعر وكأني في بيتي”.

وسئل عن السيدة ميراي عون، مستشارة الرئيس، فقال: “لم اصادفها يوما في القصر، بل كان لها وللسيدة كلودين إلتفاتة كريمة بواجب التعزية للسيدة ريما فرنجيه بوفاة والدها. كما ثمنا اتصال الوزير جبران باسيل بالسيدة ريما. طبعا إنها واجبات اجتماعية ولكنها كانت أكثر من لائقة. ولا بد لي من الإشادة أيضا بمستشار الرئيس المهندس أنطوان سعيد وبأخلاقه. لقد لعب دورا في تقريب وجهات النظر وتفهم وضعنا كثيرا، وكنت واضحا معه في المواضيع التي طرحت. أفضل أن ينزعج أنطوان سعيد مني ولا يقول إني كذبت عليه. انه إنسان لطيف ينقل بأمانة ما يقوله فخامة الرئيس وما أريد نقله أنا إلى فخامته. هذا ما سمح بتقريب وجهات النظر بيننا، ولا مشكلة لي مع فخامة الرئيس. وشرفني فخامته بتمثيله في مؤتمر التشغيل والصيانة، وزرت القصر مع الوفود المشاركة في المؤتمر، وكانت المرة الأولى أزور القصر الجمهوري خارج إطار اجتماعات مجلس الوزراء. وكان اللقاء مع فخامته وديا للغاية”.

وردا على سؤال عن العلاقة مع النائب سليمان فرنجية، قال فنيانوس: “الخطاب لم يعد متشنجا، أما الموقف الذي اتخذه سليمان فرنجية أمام مجلس النواب فما زال قائما، وقد قال فيه: “عندما يستدعيني فخامة الرئيس أزوره. وهناك من قال له، قل عندما يدعوني. قال: لا، سأقول عندما يستدعيني، لأني أحترم موقع الرئاسة. هذه هي تربية الرئيس الراحل سليمان بك فرنجية وعائلة فرنجية تعرف ماذا تعني كلمة فخامة رئيس الجمهورية وكيفية التعامل مع الرئاسة واحترام موقعها”.

وردا على سؤال عن صلاحيات رئيس الجمهورية في التعيينات، قال فنيانوس: “أنا مع صلاحيات رئيس الجمهورية”.

وعن الحديث عن متاريس في مجلس الوزراء وخصوصا بينه وبين الوزير باسيل، قال: “أولا ليس هناك متاريس في مجلس الوزراء، بل هناك تبادل آراء، ولكل من الوزراء أن يعطي رأيه. وهذا لا يعني أنني إذا تقدمت بمشروع في الجلسة ورفضه الوزير جبران باسيل تنصب المتاريس بيننا. وكل مشروع يختلف اثنان عليه، ومن دون التصويت عليه، ننظر إلى الأكثرية والأقلية ونسير به. نعم هناك كمية كبيرة من قرارات مجلس الوزراء التي تحفظت واعترضت عليها، وهذا لا يعني أنني وضعت متاريس بيني وبين أحد من الوزراء”.

وردا على سؤال عما إذا كانت الانتخابات النيابية ستجرى في أيار المقبل، قال فنيانوس: “لدي فكرة كيف ستجرى الإنتخابات. الرئيس الحريري أعلن موقفا معتبرا أن البطاقة البيومترية ستكون عائقا لإجراء الإنتخابات، وخوفا من أن يتهم بعض الفرقاء في الحكومة بأن قضية البطاقة البيومترية هي عن طريق التراضي مع إحدى الشركات، قال الرئيس الحريري فلتطرح هذه القضية على لجنة المزايدات، وهذا يعني أن البطاقة البيومترية لن تستعمل في الإنتخابات المقبلة. وعدم استعمال هذه البطاقة يعني لم يعد هناك “ميغا سنتر”. أعتقد أننا ذاهبون إلى الإنتخاب ببطاقة الهوية أو جواز السفر”.

ونتيجة ذلك هل تخفض الموازنة، قال فنيانوس: “طبعا. وعدم استعمل البطاقة البيومترية ليس بحاجة إلى تعديل قانون، لأن النص يقول: تجرى الإنتخابات النيابية عن طريق البطاقة البيومترية وإذا تعذر ذلك ببطاقة الهوية أو جواز السفر”.

وردا على سؤال عن حديث البعض أن كل هموم الوزير السابق سليمان فرنجية، تنصب في عدم نجاح الوزير جبران باسيل في البترون، قال فنيانوس: “سأكون دقيق جدا في هذا الموضوع، وأقول أن كل إنسان يريد فتح معركة ضدنا نحن سنفتح معركة ضده. برأينا، وهو رأي نتحمل مسؤوليته، لن يكون للتيار الوطني الحر أكثر من مقعد في هذه دائرتنا الإنتخابية، يمكن أن يكون الوزير جبران باسيل أو غيره. أنا لا أريد التحدث عن جبران باسيل هو يتحدث في هذا الموضوع عن نفسه. ولكن أقول واكرر من يفتح علينا معركة، بالبطع لن نسكت له وطبعا نقوم بمعركة ضده كائنا مَن كان. نحن حلفاء مع بعضنا البعض في الإستراتيجية الوطنية وهذا لا ينعكس أبدا على موضوع التحالفات الإنتخابية. هناك مطلوبة في التحالفات الإنتخابية وهي غير متوفرة حاليا في العلاقة بيننا كتيار مردة وبين تيار جبران باسيل.
وهل يمكن أن تتوافر؟ قال: إذا اعترف فخامة الرئيس بالمحاصصة. وسأعطي مثلا عن المجلس الإقتصادي الإجتماعي. فقد تم تعيين السيدة الخلوقة زهية فرنجية من زغرتا ولكن لا يمكن أن تقاس حصة زغرتا بعضو واحد من أصل 71 عضوا. إذا كان حجم حصتنا هكذا، فإننا لا نريدها. وإذا كانت حصتنا في الحكومة وزارة الأشغال نعرف كيف نأخذها. هناك الكثير من الكلام في مجلس الوزراء حول، عدم صلاحية السلطة التنفيذية تعيين أو عدم تعيين المدراء العامين أو غيرهم. عليهم تذكر هذه العبارة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون أطال الله عمره. ما من شيء أبدي سرمدي، وأقول: لو دامت لغيرك ما آلت إليك.
وعن علاقة المردة بالقوات اللبنانية، قال الوزير فنيانوس: صار معلوما أن الحوار مع القوات اللبنانية قائم وعقدت من أجله عدة لقاءات معلنة وغير معلنة والوزير السابق يوسف سعادة يتابع هذا الملف. والكلام الأخير الذي صدر عن الدكتور سمير جعجع حول مجزرة إهدن، هو كلام يفتح الطريق إلى حوار في العمق أكثر وأكثر. ونحن وفي هذا الحوار لم نعتد أن نفتحه ونقبله لسبب ما. هناك خلاف جدي مع القوات اللبنانية في الإستراتيجية السياسية، ونحن أقرب إلى التيار الوطني الحر في هذه الإستراتيجية، لكن فيما خص المواضيع الداخلية المطروحة، فإننا نقترب من القوات اللبنانية ومواقفنا في مجلس الوزراء وفي الكثير من الأحيان متشابهة.
هناك من قال لي وهو في التيار الوطني الحر، أيعقل أن تتحدثون مع القوات وهذا عيب. فقلت له أنكم عندما تتحدون مع القوات أنتم ليس عيبا بل شطارة ونحن حديثنا معهم خيانة. وعلاقتنا بالقوات اللبنانية لا يمكن أن يغير شيئا في قناعاتنا التي قدم من أجلها بيت الرئيس سليمان فرنجية الدماء، ولن نغير بقناعاتنا. وأنا أسال هل الرئيس الحريري يغير قناعاته بسبب تغريدة للسبهان، وهل يتعطل الكلام بينه وبين حزب الله؟ التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر إلى وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، بغض النظر عما إذا كان التيار والقوات يعتبران أنهما صاحبا الفضل الأول في موضوع الرئاسة، والتيار كانوا يعتبرون أن قضية الرئاسة كانت مضمونة والقوات سارت في هذا الموضوع. هذا التحالف إدى إلى إنهاء الفراغ الرئاسي.
وعن أن تحالف التيار والقوات في إنتخابات رئاسة الجمهورية كانت لأقفال الطريق لوصول سليمان فرنجية، قال الوزير فنيانوس: إذا لا مشكلة إذا كان تحالفنا اليوم مع القوات هو لإسقاط جبران باسيل في الإنتخابات النيابية.
وعن الكيمياء غير المتوفرة بين المردة والتيار، هل هي مع الوزير جبران باسيل أو مع كل التيار، قال الوزير فنيانوس: بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية هو خط أحمر منذ فخامة الرئيس الراحل سليمان فرنجية، الذي كان يقول عن الرئيس أمين الجميل، العقل المريض ولكن عندما التقاه في منزل جورج ضو كان مع رئيس الجمهورية. نحن في تربيتنا في بيت الرئيس فرنجية نتعامل مع موقع رئاسة الجمهورية بهذا الشكل. وفخامة رئيس الجمهورية يعبر اليوم فيما خص الإستراتيجية، عن توجهاتنا وتطلعاتنا بشكل قاطع. نواب التيار الوطني الحر يهاجموني دائما في المجلس النيابي، وهم أنفسهم كانوا يزورنني في الوزارة وهناك مَن زال يزورني ولم أعلن عن ذلك في الإعلام وأترك لهم الحرية في ذلك. أخلاقية سليمان فرنجية منعتني من الرد عليهم بما يناسبهم وهم يعرفون أنني أعرف الكثير ولدي مادة للرد عليهم. قلت للبك سأرد عليهم بوقائع. قال لي: هذه ليست تربيتنا ولن أسمح لك بالرد عليهم. قلت له، يا بيك هم يشتمونني، أنا لا أريد حقيبة وزارية بل أريد أن أحفظ كرامتي. ولكن في النهاية رضخت لطلب سليمان بيك. وولنواب التيار الذين هاجموني كانت. حصة قضائهم 3 مليار ليرة لبنانية من الزفت، أصبحت في أيامي 8 مليار و600 مليون ليرة لبنانية. هم يعرفون الأرقام ويعرفون من أقصد. هم ليسوا مسرورين بهذا المبلغ لأنهم ليسوا هم مَن يوزع هذا المبلغ. نحن بواجبنا أكثر من اللازم وهم يعرفون ذلك، ونحن لدينا أخلاق في التعامل مع الأخرين.
وهل ما زال صلة الوصل بين حزب الله وسليمان بيك، قال: نعم وأنا أفهم توجه حزب الله بقصية المنقاصات وأتفهم موقف الوزير محمد فنيش في قضية البطاقة البيومترية وكان له الجرأة في إعطاء رأيه في إنجار 500 ألف أو المليون بطاقة لتسهيل العملية الإنتخابية مع شركة بالتراضي نحن مع لكن العدد الإضافي يجب أن يكون بالمناقصة. الرئيس الحريري سبق الجميع وقال أريد طرح موضوع البطاقة على المزايدة.
وعن أن ما يحصل في الحكومة وتحديدا في بعض الوزارات وكان آخرها في قضية أوجيرو هو كارثي، قال: لديه موقف واضح وأعرف ماذا يجري في وزارة الإتصالات ولكن لا أريد التحدث عن هذا الموضوع.
وعن موضوع توسعة مطار بيروت الدولي، قال الوزير فنيانوس: وضعنا مشروع التوسعة مع دار الهندسة ولدي طيران الشرق ألأوسط أسطول من 14 طائرة، استقبلنا في المطار 354 طائرة، وفي يوم واحد والأرقام الصادة عن إدارة المطار “مخيفة” ومعدل الطائرات التي تهبط في المطار يوميا هو بين 250 إلى 275 طائرة. لبنان بدأ يتخطى الأرقام المتوقعة. ولدينا فسافات كبيرة لإنجاز التوسعة. ومجرد تم إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فالحل بات قريبازوسأعلن للمرة الأولى أمامكم أن شركتين كبيرتين عالمييتين أبدتا إستعدادهما للقيام بمشروع التوسعة مقابل استثماراه لعدد من السنوات.
وعن إعادة تسيير القطارات في لبنان، قال الوزير فنيانوس: إعادة تسيير القطار في بيروت يكلف الدولة 3 مليار دولار والدولة عاجزة عن دفع هذه الكلفة. وأعود وأكرر أن القانون الذي أقره مجلس النواب حول موضوع الشراكة بين القطاعين العام والخاص هو المدخل لكل إصلاح.
وعن توسعة الطرقات لتفاتدي زحمة السير، قال الوزير فنيانوس: هناك شركة إلمانية قدمت مشروعا لحفر الجبل من نهر الكلب إلى نهر إبراهيم وهذا مشروع مهم يجب تنفيذه. لكن كل ما هو متخلف عليه لا يتحقق. المشروع في قلب الجبل ليس بحاجة إلى إستملاكات وهناك 3 شركات مستعدة لتنفيذه وهي شركات إلمانية وصينية وفرنسية. وروسيا مستعدة لإقامة مترو تحت الأرض. وبعدما اقر قانون الشراكة فإن كل أصلاح وتطوير أصبح ممكنا.
وعن زيارتك إلى سوريا، قال: لبيت دعوة وجهت إلي وكانت هناك جلسة لمجلس الوزراء في اليوم نفسه للزيارة وعلى جدول أعماله قضية البواخر، فلا أستطيع التغيب عن الجلسة. ذهبت إلى سوريا وشاركت في المؤتمر وتحدثت إلى الإعلام وأعلنت أن رئيس الحكومة لا يريدنا أن نذهب إلى سوريا، نحن هنا في سوريا ممثلين لوزاراتنا وأنفسنا وليس لحكومتنا”.

وعن قضية النازحين في لبنان، قال: “هناك من هو مع الحوار مع سوريا وهناك مَن هو ضد. ونحن ما زلنا نتمسك باتلموقف الذي سبق لنا وأعلناه في عهد الرئيس ميشال سليمان. الحكومة لم تتبنَ وجهة نظرنا التي تقول: لا يجب أن تكون المشكلة مع النازحين ونحن والسوريون نقف على طرفي نقيض منها. نحن والسوريون لدينا مشكلة اسمها قضية النازحين. هناك مَن يقول أن الرئيس بشار الأسد لا يريد عودتهم، لأنهم لا ينتخبوه. والذين صوتوا له في السفارة السورية في لبنان في يوم تجديد البيعة هو رد على هذا الإستنتاج. فلنذهب إلى الرئيس الأسد لنقول له لدينا مشكلة مشتركة اسمها قضية النازحين، فما هي النقاط المشتركة لحلها وليس علينا الإعتراف من الأمم المتحدة. بشار الجعفري هو سفير سوريا في الأمم المتحدة وليس سفيرا لسويسرا. وهناك تبادل سفراء بيننا ولدينا مجلس أعلى للتنسيق اللبناني السوري برئاسة نصري خوري. فليكن حوار بين هؤلاء وإعداد ملفات ويأخذون بوجهات نظر جميع الفرقاء في لبنان واعتبار وجهة نظر التيار الوطني الحر حول عودة النازحين مسودة لهذه العودة النازحين. علينا إجراء قراءة شبه موحدة.سيادة اللواء عباس ابراهيم يحافظ على مشروع الدولة ويأخذ تفويضا من رئيس الجمهورية ومن رئيس الحكومة، فنكلف اللواء عباس ومن دون ضجيج لوضع مسودة حول هذا الموضوع. أنا أتفهم أوضاع الجميع في ما يتعلق بهذا الموضوع وخصوصا الذين لا يريدون التحدث مع سوريا، كما نتفهم موضوع الإبراء المستحيل، الذي وضع لأن ليس هناك قطع حساب، وبالأمس وضعنا موازنة من دون قطع حساب. في مجلس الوزراء قلت كيف يمكن لنا تمرير مشروع الموازنة وهناك كتاب منذ عشر سنوات اسسمه الإبراء المستحيل. ننسى كم نحمل ونحمل الناس شعارات ونعود لتطبيقها اليوم. إننا في أرض الواقع اليوم ولسنا في أرض الحلم. ورئيس الجمهورية يعترف بهذا النوع من المحاصصة.
وردا على سؤال، قال: موقف التيار الذي أنتمي إليه معرف موقفه من سوريا وأنا اجاهر بهذا الموقف مع سوريا. وكانت لدينا وجهة نظر منذ بدء الأزمة وحتى انتهائها، إنشاء الله وأنا لا يعنيني حوارا أن هناك ظرف انتقالي ويرحل الرئيس الأسد. هذا قرار يعود إلى الشعب السوري. أنا يوسف فنيانوس مع بقاء الرئيس بشار الأسد في سوريا وأنا مع أفضل العلاقات المميزة مع سوريا. زارني بالأمس سائقو النقل البري وأطلعوني على أزمتهم فتدخلت لفتح الحدود أمام الشاحنات المحملة موز وتفاح وبطاطا. من دون هذه الحدود المفتوحة يختنق لبنان، فكفانا مكابرة بهذا الموضوع. هذا لا دخل له في موضوع إعادة النازحين. الرئيس الأسد والوزير وليد المعلم يدعوان دائما النازحين للعودة. السوري الموجود في لبنان ولديه عمل ومدخول من الأمم المتحدة، يسأل نفسه هل يذهب إلى سوريا؟ حلب بالأمس غير حلب اليوم وكأنها لم تشهد حربا ودمارا وتجار حلب يقولنون: نحن مستعدون لإعادة إعمار حلب ومن دون مساعدة خارجية. سكة القطار في حلب عادت إلى العمل وأن اللبناني منذ عام 1976 ما زلت أنتظر عودة سكة القطار إلى العمل”.