جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “فورين بوليسي”: الحرب السورية تحولت الى 3 حروب
19-03-19-k17

“فورين بوليسي”: الحرب السورية تحولت الى 3 حروب

أكدت مجلة “فورين بوليسي” أن “معركة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد إنتهت أما المعركة حول حدود نظامه ليس لها نهاية في الأفق”.

وأضافت في تحليل للكاتب جوناثان سباير : “أما الحرب التي اجتاحت سوريا على مدار نصف العقد الماضي، فقد أوشكت على الانتهاء. والخلافة التي أعلنها زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي في 29 حزيران 2014 في الموصل تقلصت مساحتها الى من بضعة أمتار مربعة في باغوز في وادي نهر الفرات السفلي في سوريا، التي هي على حافة السقوط بأيدي القوات الكردية”.

وأشار الى ان “تمرد العرب السنة بشكل أساسي على نظام الأسد انتهى، وما تبقى منه هو الآن العنصر العسكري لمشروع تركي لتحويل زاوية من شمال غرب سوريا إلى كيان تابع لها”.

وبدلاً من الحروب القديمة ، بدأت ثلاث حروب جديدة. إنهم يدورون في ثلاث مناطق مستقلة بحكم الأمر الواقع أصبحت حدودها واضحة كما أن الدخان الناجم عن المعركة السابقة يختفي:

– المنطقة التي يسيطر عليها النظام وتضمنها روسيا.

– المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” تحميهم الولايات المتحدة والقوات الجوية الغربية.

– وأخيرا المنطقة التي يسيطر عليها الأتراك وحلفاؤهم السنة من المسلمين في إدلب.

وتتكون منطقة النظام من حوالي 60 في المئة من أراضي البلاد، بينما تمتلك قوات سوريا الديمقراطية حوالي 30 في المئة، والمنطقة الإسلامية السنية التركية تبلغ حوالي 10 في المئة. وتستضيف كل من هذه المناطق الآن حربا أهلية خاصة بها، تدعمها الجيوب المجاورة.

إلى ذلك، لفت الى ان “أكثر المناطق هشاشة بين الكيانات الثلاثة من حيث الترتيبات الداخلية والعلاقات مع القوى الخارجية هي المنطقة الإسلامية السنية التركية”، موضحا ان “الجزء الجنوبي من هذه المنطقة محكوم اليوم بالكامل من هيئة “تحرير الشام”. وتابع ان “المنطقة محمية من أي توغل بري من النظام بموجب اتفاق “سوتشي” المحفوف بالمخاطر، الذي تم التوصل إليه بين رئيسي روسيا فلاديمير بوتين ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان في أيلول 2018. لكن في حين أن التوغل البري لا يبدو وشيكًا، إلا أن محافظتي إدلب وحماه تتعرض لقصف مدفعي النظام يوميا”.

وفي أقصى الشمال، يضيف التحليل، أي في كانتون عفرين الكردي السابق، يواجه الأتراك وحلفاؤهم تمردا طارئا.

وأشار تقرير حديث صادر عن “بيلينكات” مقتبسا في مقال نشرته أمبرين زمان في المونيتور ، إلى وقوع 220 هجوما في منطقة عفرين ضد القوات التركية والقوات المتحالفة معها في الفترة ما بين أواخر آذار 2018 ونهاية كانون الثاني الماضي، على شكل كمائن عند جانب الطريق.

وتشهد المنطقة الخاضعة لسيطرة أميركا إشارات من التمرد الداخلي الموجه من الخارج. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل “236 مقاتلاً [من قوات سوريا الديمقراطية) ومدنيون وعمال نفط ومسؤولون” منذ آب 2018 جراء حوادث لا صلة بالنزاع الأمامي ضد “داعش”.

وحصلت عمليات القتل في كل محافظات الرقة الأربع وحلب والحسكة ودير الزور التي يسيطر عليها الأكراد. وآخر الأحداث، بحسب المرصد، كانت اغتيال أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق من هذا الشهر في منطقة سويدان الجزيرة في الريف الشرقي من دير الزور، وانفجار عبوة ناسفة في منطقة جامعة في نفس المقاطعة.

وتتهم قوات سوريا تركيا بتنفيذ هذه الأعمال، غير ان هناك مشتبه بهم محتملين داخل سوريا، بما في ذلك النظام (أو حلفائه الإيرانيين) أو “داعش”، وكلهم أعداء للأكراد الذين تدعمهم أميركا.

أما المنطقة التي يسيطر عليها النظام، فهي إلى حد بعيد المناطق الثلاث المنفصلة في سوريا.

وشرع الرئيس السوري ببطيء لاستعادة الشرعية في أعين معظم السوريين ولا يواجه أي تهديد كبير لحكمه المستمر على معظم الأراضي السورية، وفق المجلة. لكن في المناطق التي يسيطر عليها النظام أيضا، هناك دغدغة من السخط لان هناك فوضى تسببها القوى المسيطرة على السلطة والنفوذ.

وتشمل هذه القوى الميليشيات المحلية والأجنبية المتحالفة مع إيران، والشرطة العسكرية الروسية، و”حزب الله”، وبالطبع مختلف الهياكل الأمنية المتنافسة في الدولة السورية. تعاونت هذه القوى لصالح إبقاء الأسد في السلطة لكن مصالحهم ليست متجانسة تماما.

وقد أدى ذلك بشكل متوقع إلى توترات بشأن قوتهم النسبية، وإلى ردود فعل عنيفة.

ففي درعا جنوب غرب سوريا، أدى هذا الأمر إلى تجدد التمرد على نطاق واسع ضد نظام الأسد. منذ تشرين الثاني 2018، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الشعبية”، والتي تتألف على ما يبدو من مقاتلين متمردين سابقين غير جهاديين، بتنفيذ سلسلة تفجيرات استهدفت منشآت النظام وهجمات على نقاط التفتيش، آخرها قصف نقطة تفتيش عسكرية في 6 شباط.

وختم التحليل بالقول: “مع اختفاء “داعش” من خريطة سوريا، فإن البلاد تستقر في حقيقة الانقسام الفعلي، حيث تستمر مجموعة متنوعة من حركات التمرد المنخفضة في حصد الأرواح. وانتهت الحرب المفتوحة في سوريا، غير ان السلام سيبقى أمل بعيد المنال>

 

المصدر: lebanonfiles