جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / قبل انتخابات اسطنبول.. أردوغان “يغازل” الأكراد
36cd54c4-594e-4155-8282-6bb214875079_16x9_1200x676

قبل انتخابات اسطنبول.. أردوغان “يغازل” الأكراد

بعد أن أعلنت أنقرة الأسبوع الماضي أن زعيم ومؤسس حزب “العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان التقى محاميه، أكد أكاديمي وباحث ألماني مختص بالشؤون التركية أن هذا القرار في “غاية الأهمية” لأنه بمثابة “اعتراف رسمي” من السلطات للمرة الأولى بفرض العزلة على أوجلان، وهو “أمر كانت تنفيه أنقرة في السابق”.

وأوضح كرم شامبرغر في مقابلة مع “العربية.نت” أن “أنقرة كانت تربط عدم وصول محامي أوجلان إليه بسوء أحوال الطقس أو تحطم السفن وغيرها من المبررات”، لافتاً إلى أن “تصريحات وزير العدل التركي تؤكد بالفعل أنه لم يكن يلتقي بمحاميه”.

كما وصف شامبرغر، قرار وزير العدل التركي بـ “المفاجئ”، رابطاً إياه بالضغوط التي تسببت بها حركة المضربين عن الطعام التي تقودها البرلمانية ليلى غوفن مع الآلاف من رفاقها” منذ شهر تشرين الثاني/نوفبمر الماضي.

نجاح حركة المضربين عن الطعام

ورأى الأكاديمي والباحث الألماني أن “قرار وزير العدل هو دليل على نجاح حركة المضربين عن الطعام، فهم أجبروا السلطات على التحرك وفق مطالبهم”، على حد تعبيره.

إلى ذلك، أوضح أنه “إلى الآن لا نستطيع الحديث عن رفع العزلة عن أوجلان، علينا أن ننتظر ماذا سيحصل في الأيام المقبلة”، مضيفاً أنه “لهذا السبب لا تزال غوفن مستمرة في إضرابها عن الطعام مع رفاقها في تركيا وأوروبا ودول أخرى بانتظار وصول محامي أوجلان إليه، وهذا من أبسط حقوق المعتقلين التي يضمنها القانون”.

وتمكن محامو الزعيم الكردي من زيارته في معتقله قبل أسبوعين من قرار أنقرة الجديد بعدما كان ذلك ممنوعاً منذ العام 2011. وخلال السنوات الثماني الماضية، تمكن شقيق أوجلان من زيارته قبل أشهر في محاولة من السلطات لتهدئة حركة “المضربين عن الطعام”.

ويطالب برلمانيون أكراد من تركيا برفع العزلة عن أوجلان الذي أدى الصراع المسلح بين حزبه والجيش التركي، لمقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ بدء النزاع بين الطرفين في العام 1983.

ويقود عدد من البرلمانيين حملةً مفتوحة للإضراب عن الطعام منذ أشهر احتجاجاً على ظروف زعيم حزب العمال. وقالت البرلمانية غوفن التي تستمر بإضرابها منذ أشهر في وقتٍ سابق للعربية.نت، إنها لن تتوقف عن ذلك حتى يتم رفع العزلة المفروضة عن أوجلان. لكن الأخير دعاهم إلى “عدم تعريض حياتهم للخطر”، بحسب ما نقل عنه محاموه أخيراً.

مغازلة الأكراد

ويشير خبراء في الشأن التركي إلى أن “أنقرة سمحت لمحامي الزعيم الكردي بمقابلته لكسب أصوات الناخبين الأكراد في جولة إعادة الانتخابات المحلية باسطنبول والتي رفض حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو في الانتخابات التي شهدتها البلاد أواخر آذار/مارس الماضي.

وخسر الحزب الحاكم كبرى البلديات في البلاد، وفي مقدمتها أنقرة واسطنبول بعد دعم الأكراد لمرشح المعارضة في اسطنبول التي يقيم فيها الملايين منهم.

وفي هذا السياق، قال شامبرغر إن “سماح أنقرة لمحامي أوجلان بمقابلته يعود أيضاً لنية السلطات كسب أصوات الأكراد في الانتخابات المكررة باسطنبول بعد خسارة حزب العدالة والتنمية فيها”، مضيفاً أن “الحزب الحاكم يحاول هيكلة إدارة الانتخابات في أكبر مدينة تركية من خلال التخلص من الضغط السياسي الكردي على أمل الحصول على دعمهم، وهم أكثر من ثلاثة ملايين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات”.

ورأى أن “الأكراد لن يمنحوا أصواتهم في هذه الانتخابات لمرشحي العدالة والتنمية الذين يتمسّكون بالسلطة، فهم يعرفون جيداً سياسات هذا الحزب تجاههم”.

“الشعوب الديمقراطي” يكذب وزير العدل.. عزلة أوجلان مستمرة

يذكر أنه في نهاية الأسبوع الماضي، قال وزير العدل التركي عبدالحميد غول في مؤتمر صحافي إن “القرارات التي كانت تمنع اللقاءات تم رفعها وبات بإمكان أوجلان في الوقت الحالي إجراؤها”، مشيراً إلى أن “لقاء أي موقوف مع محاميه حق، ولكن يمكن حصره لأسباب أمنية”.

وعلى الرغم مما أعلن عنه عبدالحميد غول، فإن برلمانيين من حزب “الشعوب الديمقراطي” الذي تتهمه تركيا بالارتباط بحزب العمال المحظور لديها، يؤكدون أن “لا جديد يُذكر في ما يتعلق بالسماح لمحامي أوجلان بزيارته”.

وفي هذا السياق، أكد متحدّث رسمي باسم حزب “الشعوب الديمقراطي” التركي المعارض الموالي للأكراد، أن العزلة المفروضة منذ سنوات على أوجلان لا تزال مستمرة إلى الآن.

وقال متحدث من الحزب الموالي للأكراد في مكالمة هاتفية مع “العربية.نت”: “لا تغيرات طرأت على وضع الزعيم الكردي رغم القرار الذي أعلن عنه وزير العدل التركي قبل أيام”.

وتوقفت تركيا الخميس الماضي عن قرارٍ كان يمنع محامي زعيم “العمال الكردستاني” بزيارة موكلهم في سجنه بجزيرة إمرالي التركية.

وتتهم أنقرة حزب “الشعوب الديمقراطي” ثاني أكبر أحزاب المعارضة التركية بتحالف غير معلن مع حزب المعارضة الرئيسي “الشعب الجمهوري” الذي يتزعمه كمال كليجدار أوغلو، لكن الحزب الأول ينفي هذا الاتهام.

ويحاول الحزب الحاكم في تركيا كسب أصوات الناخبين الأكراد بعد السماح لمحامي أوجلان بمقابلته في انتخابات الإعادة التي ستشهدها اسطنبول في 23 حزيران/يونيو المقبل.

ويقضي أوجلان عقوبة السجن مدى الحياة بعدما ألغت أنقرة عقوبة الإعدام في البلاد عام 2002، كشرط لدخولها إلى الاتحاد الأوروبي. وكانت قد حكمت عليه بالإعدام بتهم “الخيانة والسعي لتقسيم البلاد” قبل ذلك في حزيران/يونيو من العام 1999.

 

العربية.نت