جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / قراءات “رئاسيّة” خاطئة!
255968Image1

قراءات “رئاسيّة” خاطئة!

خاص Lebanob On Time – جوزاف وهبه
نبدأ بالتفاهمات الإقليمية، لننتهي بالحراك الداخلي ومدى تأثيرات الخارج على هذا الداخل:
-من قال أنّ التقارب السعودي – الإيراني لا بدّ أن ينعكس إستسلام الرياض لصالح نفوذ طهران، وبالتالي الإستنتاج أنّ الطريق الرئاسيّة باتت معبّدة أمام مرشّح حزب الله – سليمان فرنجيه؟
-من قال أنّ الإنفتاح الخليجي – العربي على سوريا، يعني بالضرورة التسليم بالعشرة (كما يقال) لصديق بشّار الأسد، وكأنّ الحضن العربي هو الذي يحتاج نظام الأسد المتهالك، وليس العكس، فيما الليرة السورية الى مزيد من الإنهيار، والجوع يعمّ مناطق النظام، وإعادة إعمار سوريا تحتاج الى الى أكثر من فتح سفارات وتبادل دبلوماسي، وإلى أكثر من وقف مؤقّت لصناعة وتهريب الكابتاغون.

هي تحتاج الى “أذن عبور” أميركي – دولي لا يزال غير وارد في المدى المنظور، كما جاء في الموقف الأميركي الرسمي، تعليقاً على عودة سوريا الى الجامعة العربية!
داخليّاً، لا تقلّ الإستعصاءات أمام وصول فرنجيه الى قصر بعبدا عن الصعوبات الخارجية:
فالكلام عن عدم وجود فيتو سعودي معلن من قبل السفير وليد البخاري ليس تفسيره الوحيد بوصول مرشّح الممانعة الى الرئاسة الأولى.فالكلام الدبلوماسي شيء، وواقع الحال شيء آخر.
وليد جنبلاط، والذي طالما وصف بالخاصرة الرخوة للمعارضة، أحال سائليه عن الموضوع الرئاسي، بعد زيارته الأخيرة الى عين التينة، الى قرار نجله تيمور رئيس اللقاء الديمقراطي، وهو المعروف بموقفه القاطع، عير القابل للأخذ والردّ، في مسألة تأييد رئيس تيّار المرده!
جبران باسيل لا يمكن له موضوعيّاً أن يأمن لوصول فرنجيه الى الموقع الماروني الأول في الدولة.فهو يدرك بالبداهة، ومهما كثرت وعود وتعهّدات الأمين العام نصرالله، أنّ كلّ المراكز في السلطة التي جناها طوال عهد عمّه ميشال عون إنّما تصبح في خطر، حيث أنّ فرنجيه الأب سيركّز كل اهتمامه على الإمساك بها وتسليمها الى فرنجيه الإبن، ما يؤمّن حماية وجوده واستمراريّته التي تهدّدت، كما أظهرت ذلك نتائج الإنتخابات النيابيّة الأخيرة!
وما ينطبق على جنبلاط وباسيل إنّما ينطبق بشكل أقوى على باقي أطراف المعارضة، من القوات الى الكتائب فحركة تجدّد ومعظم نواب التغيير.
قد يزور السفير البخاري بنشعي، وقد يردّد كلامه عن عدم وجود فيتو سعودي على أحد، ولكنّ ذلك يبقى ضمن الإطار الدبلوماسي، ليس إلّا..فمهلاً أيّها المهلّلون والمتفائلون، ولا تكفي القراءة “الخاطئة” للمعطيات حتّى تتبدّل الوقائع والنتائج!