جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / قوارب الموت… مأساة لا نهاية لها
IMG-20200923-WA0028

قوارب الموت… مأساة لا نهاية لها

فرح فتفت-

أحلام غارقة، مأساة لا تنتهي، ومعاناة بلا حدود، وكوارث إنسانية.

إنها قوارب الموت، فالهجرة غير الشرعية ظاهرة استفحلت في أوساط مُجتمعنا مؤخراً، بعد أن خفت وطأتها إن لم تكن اختفت منذ عام 2011 مع بداية الثورة السورية، قبل أن تعود بفعل الأزمات المتتالية والمتداخلة التي أثقلت كاهل اللبنانيين سواء الاقتصادية أو السياسية…

فتحولت منطقة الميناء في شمال لبنان منطلقا لعشرات القوارب نحو الشواطئ القبرصية بحثاً عن مستقبل أفضل، بعد أن ضاق بهم وطنهم الجريح محملين بالأحلام والآمال بغدٍ أجمل. ولكن هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر تُنبئ بمأساة كانت آخرها تكرار صورة آيلان الكردي التي هزت ضمائر العالم مع الطفل سفيان محمد ابن 3 سنوات، إلى جانب انتشال العديد من جثث الحالمين بحياة كريمة على الضفة الأخرى من البحر.
وبالرغم من كل هذه المأساة ما زال لسان حال الكثير من الشباب يردد سنعود ونحاول الهجرة مرة أخرى، مفضلين ركوب المخاطر مناجين ربهم أن يكون البحر رحيماً بهم أكثر من بلادهم. وبالأمس تمكنت دورية تابعة للقوات البحرية في الجيش من إحباط عملية تهريب أشخاص عبر البحر بطريقة غير شرعية، وقد تم رصد المركب في عرض البحر مقابل الشاطئ الشمالي.

وفي السياق عينه، عانت عاصمة الشمال ولا تزال من الفقر والبطالة والحرمان، وتعتبر طرابلس المدينة الأفقر في حوض البحر الأبيض المتوسط. علما أنها غنية بالمرافئ والمرافق المهملة بفعل فاعل من قبل السلطة الفاسدة، كمعرض رشيد كرامي ومطار القليعات وغيرها.
ختام القول، مدينة العلم والعلماء تحولت إلى مدينة الفقر والفقراء وشبح العوز والبطالة يخيم على شبابها. فكان السبيل الوحيد للهروب من المر الذي ذاقوه في أوطانهم عبر ركوب قوارب الموت.
فمتى يكون الوطن هو السبيل ؟!