جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / كتاب “الجيل المضطرب” لجوناثان هايدت وترجمة الدكتورة عائشة فتحي يكن… محور لقاء إستضافه “مركز الصفدي الثقافي”
IMG-20250602-WA0013

كتاب “الجيل المضطرب” لجوناثان هايدت وترجمة الدكتورة عائشة فتحي يكن… محور لقاء إستضافه “مركز الصفدي الثقافي”

Lebanon On Time –

بدعوة مشتركة من “فيحاؤنا- حاضنة الثقافة لكل الأزمان” و”نادي قاف للكتاب”، شهد “مركز الصفدي الثقافي” ندوة حول كتاب ” الجيل المضطرب” إدارها أ.د. عماد غنوم وقدم مداخلة نقدية حوله وشاركت في مناقشات الكتاب كل من أ.د. جاكلين أيوب و أ.د. رشا تدمري وتم خلالها تناول “تأثير شبكات التواصل الإجتماعي على الصحة النفسية للأطفال وسبل الوقاية لعالم النفس الأكاديمي جوناثان هايدت بترجمة من الدكتورة عائشة فتحي يكن وكانت كلمة للدكتورة زهيدة درويش باسم تجمع فيحاؤنا وذلك بحضور مراجع دينية وروحية ومثقفين وأكاديميين وأدباء ومهتمين بالشأن النفسي والتربوي والطبي وهيئات مدنية وتجمعات أهلية.

البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني

الدكتورة درويش

ومن ثم كلمة “فيحاؤنا” القتها الدكتورة زهيدة درويش ورأت فيها أن كتاب: “الجيل المضطرب” يحمل دلالة سلبية ويشي ربما بموقف مسبق أملاه على مؤلفه جوناتان هايدت قلق أزعم أننا نتشاركه جميعاً إزاء ما نشهده من إفرازات العولمة وتأثيرات الثورة التكنولوجية على مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بل النفسية والعاطفية أيضاً. والشباب بطبيعة الحال هم الأكثر عرضة لهذه التأثيرات حتى أن بعض المفكرين المعاصرين يذهب إلى أننا أمام ولادة إنسان جديد عرّفه الفيلسوف الفرنسي ميشال سار في كتاب ذات عنوان لافت: “الإصبع الصغيرة” بأنه إنسان الرأس المقطوع والإصبع الصغيرة، ويوضح أن هذا الرأس المقطوع المحلق في عمق الصندوق الإلكتروني العجيب لم يعد يؤمن بالكوجيتو، فهو لا يحتاج إلى الوضوح المنهجي بل فقط إلى السرعة، سرعة المحرك في استحضار المعرفة”.

وخلصت درويش قائلةً:” لا تكتفي الدكتورة عائشة يكن بدورها كمترجمة وأكاديمية، بل تحمل رسالة ثقافية عميقة، تتجلّى في إسهاماتها الفكرية والمجتمعية، لا سيما من موقعها كرئيسة للمركز اللبناني للعدالة أو من خلال عملها وتأسيسها لنادي قاف، ذلك الفضاء الثقافي النابض بالحياة، والذي بات منبرًا للشباب والباحثين، ومنارةً للحوار والنقاش والإبداع”.

الدكتورة يكن

ومن ثم كلمة الترحيب لرئيسة النادي الدكتورة عائشة فتحي يكن أشارت فيها الى الجهود المكثفة التي بذلتها خلال ترجمة الكتاب ” لإظهار الأفكار والطروحات والحالات التي يعالجها الكاتب لا سيما خطورة الحال التي وصل اليها أبناؤنا من إدمان مرضي لا تحمد عقباه وينذر بأمراض نفسية خطيرة على حساب ساعات نومهم ودراستهم وأنشطتهم البدنية دون أن يغفل المؤلف تسليط الضوء على الأعراض والتداعيات التي يعاني منها هذا الجيل ويقدم في هذا السياق الوقاية والعلاج التي يمكن أن تعيد التوازن الى حياتهم “.

الدكتورغنوم

إستهل الدكتور غنوم مداخلته بالإشارة الى أن اللقاء الثقافي والفكري المميز حول كتاب أثار كثيراً من النقاش، ولامس همومًا عميقةً تعيشها مجتمعاتنا المعاصرة، لا سيما في ظل الثورة الرقمية الكبرى، وتحولات الهوية والسلوك لدى جيل بأكمله.

وإعتبر غنوم أن لكتاب “الجيل المضطرب: تأثير شبكات التواصل على أعصابه وتصرفاته وكيف تتم المعالجة”، للمفكر وعالم النفس الاجتماعي الأميركي جوناثان هايدت، والذي قدم فيه دراسة تحليلية دقيقة وعميقة، مدعومة بالبيانات والملاحظات الميدانية، تكشف عن التأثيرات النفسية والاجتماعية العميقة التي خلفتها وسائل التواصل الاجتماعي في نفوس الناشئة والمراهقين، وفي بناء ذواتهم وهويتهم، وفي قدرتهم على التفاعل السوي والتوازن العقلي. وقد جاء هذا العمل إلى المكتبة العربية بحلةٍ معرفيةٍ أنيقة، بفضل الترجمة الرصينة والعميقة التي أنجزتها الدكتورة عائشة يكن، التي لم تكتفِ بنقل النص، بل حملته إلينا بروحٍ من الفهم الواعي للمضمون، والحرص على إيصال الرسالة بأمانةٍ وسلاسة”.

وخلص قائلاً: ” نحتفل اليوم، إذن، بعملٍ يشكل نداءً صادقًا لإعادة النظر في أساليب تربيتنا، وتوجيهنا، وفهمنا لواقع أبنائنا، في عصر تتشكل فيه الهويات أمام الشاشات، وتتشكل القيم من خلف الستار الرقمي، وتعلو فيه الأصوات على المنصات أكثر من الصفوف”.

الدكتورة أيوب

تجلت مداخلة الدكتورة جاكلين ايوب بعمق القراءة النقدية، وفتحت أفقاً جديداً لفهم كتاب الجيل المضطرب بما يتجاوز الظاهر إلى ما هو أبعد من السطور بحيث إستطاعت بمنهجيتها الأكاديمية أن تظهر قدرتها على تفكيك النصوص وتحليلها ضمن سياقاتها النفسية والاجتماعية والثقافية، والتي هي مثار الدهشة الدائمة بقراءاتها العميقة والمتأنية والمتبصّرة فأضاءت زوايا الكتاب المتعددة وأعادت طرح أسئلته الكبرى بلغة فكرية رصينة، تربط بين النص والسياق النفسي والاجتماعي، وتستفز وعينا لنفكر أكثر في علاقتنا بمنصات التواصل وأثرها على أجيالنا.

الدكتورة تدمري

تميزت مداخلة الدكتورة رشا تدمري في قراءاتها الجادة للجيل المضطربجهدها في الربط بين التربية كعلم، والثقافة كأفق. ومن هذا المنطلق، جاءات كلمتها ليس كقراءة معمّقة في كتاب “الجيل المضطرب”، ولا حتى مجرد قراءة تحليلية فحسب، بل قراءة أنارت لنا كيف يُمكن لهذا الكتاب أن يسهم في فهم واقعنا التربوي، وكيف يمكن تحويل خلاصاته إلى أدوات تفكير وتوجيه.”

وخلص اللقاء الى إعتبار ترجمة الدكتور عائشة فتحي يكن لكتاب “الجيل المضطرب” أنه ترجمة تمثل ” بحق، إضافة معرفية وأسلوبية رفيعة، ليس فقط لأنها قدّمت كتابًا مهمًا بلغة عربية راقية، بل لأنها أعادت تقديم الفكرة الأصلية في ثوب بلاغي وفكري يناسب جمهوراً متنوعاً، ويشجع على إعادة التفكير في قضايا الطفولة والتكنولوجيا والهوية الثقافية من منظور نقدي وواقعي”.

IMG-20250602-WA0013 IMG-20250602-WA0016 IMG-20250602-WA0017 IMG-20250602-WA0015 IMG-20250602-WA0019 IMG-20250602-WA0018 IMG-20250602-WA0021 IMG-20250602-WA0020

IMG-20250602-WA0004 IMG-20250602-WA0001 IMG-20250602-WA0007