جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / كيف تكتسب قدرات عقلية خارقة؟
كيف تكتسب قدرات عقلية خارقة؟

كيف تكتسب قدرات عقلية خارقة؟

كشفت دراسة حديثة عن تقنية جديدة تُعرف باسم “الرنين المغناطيسي الوظيفي لرصد نشاط المخ وقت حدوثه”.

وبحسب موقع “BBC Future”، فإن هذه التقنية ستمكننا من الحصول على صور للنشاط الذي يجري داخل المخ خلال ممارستنا حيلا واستراتيجيات ذهنية، وهو ما سيتيح لنا الفرصة لتعلم كيفية التحكم -وبوعي- في مشاعرنا وأحاسيسنا والرغبات التي تجتاحنا، كما لو كنا نتحكم في مستوى الصوت في أي نظام صوتي مجسم.

وضرب الموقع مثالا، بقوله: “قد تلجأ إلى تركيز اهتمامك على الشهيق والزفير، إذا ما شعرت بضغوط، وذلك بهدف تهدئة أعصابك. كما قد تسعى إلى الاستغراق في التأمل لمواجهة آلام الأسنان المبرحة. أما في حالة شعورك بالاكتئاب، فقد تحاول رفع روحك المعنوية، وبعث البهجة في قلبك، عبر تخيل نفسك في المكان الذي تشعر فيه بالسعادة أكثر من غيره. ويدرك من جربوا أساليب مشابهة لذلك أنها غالبا ما تؤتي ثمارها، ولكن بدرجات نجاح متفاوتة”.

ومن خلال ممارسة هذه التقنية والتدرّب عليها، سيتسنى لك تعلم كيفية تعزيز قدرتك على التحكم في ذهنك وقدراتك العقلية بشكل مماثل لما يفعله لاعبو رفع الأثقال من تركيز في تدريباتهم على مجموعات بعينها من العضلات لتقوية قدراتها. كما يزيد ذلك من احتمال أن نشهد مستقبلا نشاطا ينطوي على إمكانيات جذابة ومحيرة في الوقت نفسه فيما يتعلق بالقدرة على تطوير قدراتنا العقلية إلى آفاق أبعد كثيرا من تلك المتاحة لنا في الوقت الراهن.

وقال الموقع إنه “كان بوسع أفراد عينة دراسة ما تقليل حدة الآلام التي يشعرون بها، عبر التركيز على التحكم في النيران الافتراضية التي كانت تظهر أمامهم على الشاشة. وقد جاء البرهان الأول على أن تقنية “الرنين المغناطيسي الوظيفي لرصد نشاط المخ وقت حدوثه”، يمكن أن تشكل وسيلة فعالة لتعزيز القدرات الذهنية للبشر، من خلال دراسة أجريت عام 2005، وعَلّمَ فيها الباحثون أفراد العينة كيفية السيطرة على آلامهم والتحكم فيها”.

وفي إطار هذه التجربة، استلقى ثمانية أشخاص خضعوا للفحص تحت ماسح ضوئي، بينما كانوا يتعرضون لمؤثرات تُشعرهم بحرارة موجعة على جلودهم. وعرض الباحثون أمام أفراد العينة لقطات لنيران افتراضية ترمز إلى النشاط الجاري في منطقة في الدماغ، تضطلع بدور في عملية الإحساس بالألم، وتحمل اسم “القشرة الحزامية الأمامية”.

وبحسب الموقع، “وعبر إرشاد الذين يخضعون للتجربة إلى أتباع استراتيجيات وأساليب معرفية متنوعة، مثل “الشعور بالاقتراب من المنبه المثير للألم أو الابتعاد عنه”، و”محاولة تصور فعالية هذا المؤثر على أنها قوية تارة أو ضعيفة تارة أخرى”، سرعان ما تعلم أفراد العينة كيفية التحكم في حجم النيران التي يرونها على الشاشة، وهو ما قاد بالتبعية -وبشكل مباشر- إلى تغيير مستوى النشاط الكهربائي في المنطقة -التي تتعامل مع الآلام- في المخ”.

وقال إنه “من المهم الإشارة إلى أن زيادة حدة هذه الإشارات العصبية أو تراجعها، ارتبط بمستوى شعور المبحوث بالألم، الذي رُصد عبر استبيان ومقياس مؤلف من 10 درجات. ومن المذهل أن تعلم المبحوثين كيفية التحكم بسهولة في النيران الافتراضية التي يرونها أمامهم، ومن ثم تقليل الآلام التي يعانون منها بنسبة تفوق 50 في المئة، لم يتطلب سوى جلسة واحدة لم تتجاوز مدتها 13 دقيقة”.

ومنذ ذلك الحين، شهدت الأبحاث التي يجري في إطارها استخدام هذه التقنية طفرة هائلة. وبدا أن ثمة استخدامات علاجية وتجريبية لذلك الأسلوب تظهر للعيان كل شهر تقريبا. كما تنوعت الطرق التي يجري من خلالها التعبير عن النشاط المخي وتوضيحه للمبحوثين، لتشمل التعبير عنه في صورة أصوات، أو في شكل “مقياس رقمي للحرارة” يُرى من خلال ما يُعرف بـ”نظارات الواقع الافتراضي”.

(عربي 21)