جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / لبنان المجد: أطفال تموت من الحرمان، وآباء تنتحر من القلة، وآلاف الدولارات تُهدر
589fe3fc-abdd-4411-923d-dcc9c99a9330

لبنان المجد: أطفال تموت من الحرمان، وآباء تنتحر من القلة، وآلاف الدولارات تُهدر

 

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

تزداد الأمور المعيشية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان تشابكًا مع مرور الوقت وتمنُّع المنظومة الحاكمة عن القيام بأي حل يخفف من وطأة الأزمة على الناس، ففراغ المؤسسات والمناصب الرفيعة في الدولة لا يزيد من حدة الموقف إلا تعقيدًا، ولا يزيد من وهن هذه الدولة المعشعش فيها الفساد من رأس الهرم إلى أصغره إلا ضعفًا وترهُّلًا، فقد تفاقمت الأزمة المعيشية إلى مستويات غير مقبولة في بلد فيه معظم مقومات النهضة، إلا أنَّ منظومة الإجرام لا تريد من نهضة للبلد ولا تبغي من حلّ، فأيّ حقٍّ في هذه الحياة وهناكَ أطفال في هذا الوطن التعيس تنامُ طاوين جوعًا، وأقصى أحلامهم قطعة فواكه أو حبة حلوى، وفي المقابل هناك مَنْ يبذخ ويُسرف آلاف الدولارات على أشياء تافهة؟
أيّ حقٍّ هذا في هذه الحظيرة المنخورة بالفساد إذا كان صاحب الحقّ من عقار أو مال أو غير ذلك لا يستطيع الحصول على حقّه إلا بعد أن يدفع فوقه أضعاف لفلان وعلّان علّه يستردّ جزءًا من حقه على أعين الدولة وأجهزتها التي لا تفرض عضلاتها إلا على الفقير؟
أيّ حقٍّ في هذه البقعة المفعمة بالباطل إذا كان الموظف الشريف والنخبة المتعلمة في البلد لا تستطيع تأمين قوتَ يومها، بينما تسرح العصابات وتمرح كلاب وأحذية الزعماء والأحزاب في البلد وكأنه ملك آباءهم، ويقبضون الخوّات والمخصصات من مشغليهم بالفرش دولار، ويا ويله مَنْ يدعس لهم على طرف، فيتاجرون بالمخدرات والسلاح، و يطلقون الرصاص جهارًا نهارًا وعلى أعين الأجهزة دون أن يتفوه أحد بوجههم بكلمة واحدة، وإذا أُلقيَ القبضُ عليهم فيدخلون من باب ويخرجون من الآخر وكأن البلد مزرعة وهو حقًّا مزرعة!
ما قلته آنفًا ليس مجرد سرديات من وحي الخيال، وليس كلامًا أدبيًا مطرّزًا بوشاح التأليف، وإنما هو واقع واقع واقع معاش نراه كل يوم وكل لحظة ولا نملك حياله أي شيء، فإلى متى وإلى أين؟