جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / لبنان يراقب.. هل دقت ساعة المواجهة مع إسرائيل؟
22018101586995

لبنان يراقب.. هل دقت ساعة المواجهة مع إسرائيل؟

تتكثف المشاورات في لبنان بين الأقطاب السياسية للوقوف على تداعيات التطورات التي نتجت عن الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، حيث تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تقارير عسكرية وأمنية عدة عن “مسار هذه الاعتداءات التي طالت شظاياها أراضي لبنانية في منطقة البقاع”، وفق ما صدر عن القصر الجمهوري.

وأجرى عون اتصالات هاتفية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وتشاور معهما في الأوضاع المستجدة، وما يمكن أن يتخذ من مواقف حيالها.

وترتكز المشاورات الداخلية اللبنانية على فرضية نشوب حرب شاملة سيكون لبنان جزءا منها، خصوصا بعد التصعيد الأخير الذي نتج عن بدء الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار شمال فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان، ما أثار المستوى اللبناني الرسمي ودفع بمجلس الدفاع الأعلى إلى تحذير الكيان الإسرائيلي من الرد المباشر على أي اعتداء يستهدف الحقوق اللبنانية، ومن بينها الثروة النفطية.

وفي ظل هذا المناخ المتأزم، غرّد رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع “تويتر”، فقال: “يبدو أن اضطرابات كبيرة مقبلة على المنطقة، لن ينفع التفكير بفصل المسارات لأن الإسرائيلي أصلا أعلن ربطها، وإلى صناع القرار في لبنان وجب الاحتياط والعدول عن المشاريع الكبرى المكلفة، أفضل شيء الإصلاح والتقشف في انتظار العواصف، التاريخ يعيد نفسه”.

 

المخاض العسير

من جهته، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله كامل الرفاعي أن “المنطقة تمرّ بمخاض عسير في ظل ترتيب الإدارة الأميركية لأوراقها مجددا وسعيها للحد من نتائج الانتصارات التي حققها محور المقاومة في سوريا والعراق من خلال سياسة جديدة تعيد الاعتبارات للقوى التي تحقق المصالح الإسرائيلية ومن بينها الرجعية العربية”.

ورأى الرفاعي في تصريحات خاصة لـ”عربي21” أن “التطورات الحاصلة في سوريا بفعل الاعتداء الإسرائيلي، إضافة إلى الزيارات الأميركية إلى لبنان “تدلّل على وجود مخطط رُسم وحُضر ضد هذا البلد لا بل للمنطقة”.

واعتبر أن “بناء الكيان الإسرائيلي للجدار شمال فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان ومحاولة انتزاع حقوق لبنان في بلوكاته النفطية جزء من الهجمة الشرسة التي تحضر ضد محور المقاومة”، داعيا إلى “ضرورة الاستعداد لمواجهتها على الصعد كافة”.

ودعا الرفاعي إلى “الوحدة الوطنية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية والالتفاف حول الجيش اللبناني”، مؤكدا أن “المقاومة على جهوزية تامة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي وصدّ أي عدوان حتى لو كان مدعوما من الرجعية العربية”.

وعن مسرح المواجهة المحتملة مع الاحتلال، قال: “ساحة المواجهة ترتبط بالمكان الذي يتمّ الاعتداء فيه من قبل جيش الاحتلال، فإذا كان من خلال الأراضي السورية فسيتم الردّ بالتنسيق مع الجيش السوري، أما إذا كان الهجوم على الأراضي اللبنانية فحكما سيكون التصدي من خلال أرضنا وبشكل مباشر”.

وعن قدرة لبنان على مواجهة الحرب الشاملة الافتراضية، أكد الرفاعي أن “كل اللبنانيين سيكونون متضامنين لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على أرضهم، وسيكون الإجماع حاضرا على دور الجيش اللبناني في المواجهة والتصدي والصمود إضافة إلى القوى الأخرى ومن بينها المقاومة”.

واستخف الرفاعي بالمساعدات الأميركية المقدمة للجيش اللبناني، قائلا: “ما قدم لجيشنا شيء لا يذكر قياسا إلى ما يقدم من دعم مفتوح لجيش الاحتلال”.

الجبهات متلازمة

وعن مدى ارتباط الجبهة اللبنانية بنظيرتها السورية، أكد الخبير الاستراتيجي محمد عباس أن “الجبهات كافة أصبحت متلازمة، حتى إن جيش الاحتلال بات واثقا من أن ساحات المواجهة لم تعد منفصلة، وقادته مقتنعون بأن أي تصعيد مستقبلي سيواجه بجبهة سورية-لبنانية موحدة”، مضيفا أن “كل أعضاء محور المقاومة معنيون بالتصدي للاحتلال على قاعدة وحدة الجبهات ضمن معركة شاملة”.

ورأى عباس في تصريحات لـ”عربي21” أن ميدان المواجهة مع الجيش الإسرائيلي سيكون “ممتدا من طهران عبر العراق وسوريا وصولا إلى فلسطين”، مشيرا إلى أن “لبنان معني بالعدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا لأنه جزء من المعركة القادمة”.

ولفت إلى أن “الجيش السوري لم يعد يمرر الاعتداءات الإسرائيلية كما كان في الفترة السابقة وذلك لاعتبارات عدة، منها تفرغه من معاركه الداخلية”.

وتحدّث عباس عن مرحلة مختلفة عنوانها التصدي للخروقات الإسرائيلية، مرجحا “تفهم روسيا لكيفية الرد السوري على الضربات الإسرائيلية”، ومصنفا زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى موسكو بأنها “محاولة لجس نبض الإدارة الروسية بخصوص عملياته العسكرية في سوريا”.

واستبعد عباس أن تكون الدفاعات الروسية هي التي تدخلت في الردّ على الهجوم الإسرائيلي، قائلا: “القوات الروسية تدّخر مجهودها العسكري للحفاظ على النظام، ولا تتدخل في مسائل تعتبرها محدودة”.

وعن قدرات حزب الله في المواجهة المقبلة، قال: “المقاومة تمتلك قوة رادعة وهذا ما يفسر التهديدات الأميركية المتواصلة التي عبرت عنها مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وحديثها عن الدعم المتواصل لحلفاء واشنطن لغاية إسقاط نظام الأسد”.

وعن ما إذا كان اللبنانيون موحدين حول مبدأ المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، قال: “لا خيار أمام لبنان إلا الحفاظ على سيادته من خلال صدّ الأطماع الإسرائيلية”، مشددا على أن “المستوى الرسمي اللبناني موحد تجاه التصدي لمحاولة الاستيلاء على ثروات لبنان لا سيما النفطية”.

 

 

عربي 21