جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / لماذا تقتل إسرائيل الصحافيّين؟
IMG-20231121-WA0001

لماذا تقتل إسرائيل الصحافيّين؟

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

في أعداد غير معهودة ومسبوقة في الحروب، بلغ عدد الشهداء من الصحافيين والمراسلين والمصوّرين في حرب إسرائيل على غزّة وجنوب لبنان رقماً قياسياً حيث تجاوز الخمسين شهيداً في حوالي 40 يوماً من القتال، عدا الجرحى وعدا أهل وأولاد هؤلاء الصحافيين، مثل مراسل “الجزيرة” وائل الدحدوح الذي خسر زوجته وإبنته وإبنه وحفيده، في استهداف متعمّد بصاروخ أصاب منزله دون غيره من المنازل المحيطة..
وكذلك فعلت إسرائيل في جنوب لبنان حيث قصفت عمداً لمرّات ثلاث أماكن تجمّع للصحافيين، بعيداً عن خطّ النار المشتعل بين جيشها ومقاتلي حزب الله.وإذ نجا الصحافيون بأعجوبة من الضربة الثانية، أدّت الضربة الأولى الى مقتل مراسل وكالة “رويترز” عصام العبدالله وإصابة آخرين بجراح بليغة، فيما الضربة الثالثة (اليوم 21 تشرين الأول) فقد أسفرت عن سقوط 3 شهداء دفعة واحدة من تلفزيون “الميادين”، وهم:المراسلة فرح عمر، المصوّر ربيع المعماري وهو من طرابلس، والمرافق حسين عقيل..والعملية كانت موجّهة وتستهدفهم لأنّهم عاملون في قناة الميادين.
والسؤال الكبير:لماذا كلّ هذا الإجرام الإسرائيلي بحقّ العاملين في الصحافة، علماً بأنّ القوانين الدولية تحرّم ذلك، وعلماً بأنّ الأعراف المتّبعة في الحروب تقضي بتجنّب إستهداف الإعلاميين لأيّ طرف سياسي إنتموا، بمعنى إذا كانوا من جهة حليفة أو من جهة عدوّة أو محايدة؟
لا تفسير منطقي لما يقوم به الجيش الإسرائيلي:في غزّة تلاحقهم الى بيوتهم وتهدمها فوق رؤوسهم ورؤوس عيالهم، وفي الجنوب تضرب أماكن تجمّعهم بعيداً عن الجبهة..فهل لذلك علاقة بما تقوم به من حرب إبادة تطال المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء؟لا يكفي الجواب ب “نعم أو لا” لأنّ ما تفعله إسرائيل من مجازر تتباهى به إرضاءً للرأي العام في الداخل، ولا يخفى على أحد في العالم الخارجي بفضل تقنيّات البثّ المباشر والأقمار الصناعية، وبفضل أنّ كلّ مواطن يحمل جوّالاً، إنّما هو ناقل للصورة والخبر..
هل هو “الإنتقام الكبير” من كلّ ما يتحرّك فوق الأرض، بعد أن جعلت من شمال غزّة أرضاً مقفرة بلا أبنية ولا أبراج ما يجعلها غير صالحة للسكن؟وإذا كان كذلك، فلماذا مطاردة الصحافيين في لبنان، وجرائمها لا ترقى الى ما تقترفه آلتها العسكرية في قطاع غزّة؟
وإذا كانت تبرّر هجماتها الوحشية على مستشفيات غزّة بحجّة “أنّ حماس مرّت من هنا”، فما هو عذرها في اغتيال العبدالله والمعماري وعقيل والمراسلة الشابة فرح؟
ربّما جعلت عملية “طوفان الأقصى” من الكيان الصهيوني ما يشبه “أنا ضرّاب سيوف..أنا أعمى ما بشوف”، أي تقتل للقتل، دونما تمييز بين مدني وعسكري، بين صحافي وغير صحافي، وكأنّ ما أصابها في صميم “الجيش الذي لا يقهر” قد أصابها بمساس لا يرتوي إلّا بالدم، ومزيد من الدم!
رغم كلّ ما سبق من محاولات للتفسير، يبقى السؤال المحيّر:لماذا تقتل إسرائيل الصحافيين؟