جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ماذا أتى يفعل الحريري؟
IMG-20240216-WA0080

ماذا أتى يفعل الحريري؟

 

خاص Lebanon On Time –  جوزاف وهبه
لم تنتهِ زيارة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، كما كان يشتهي آلاف المواطنين الذين احتشدوا حول الضريح في الذكرى 19 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مطالبين بعودته الى العمل السياسي الذي خرج منه بقرار عربي معروف، ولن يعود إلّا بقرار معاكس لا يبدو أنّ ظروفه السياسية قد نضجت، وهو ما عبّر عنه الحريري نفسه بقوله “كلّ شي بوقتو حلو..”، فمتى يحين هذا الوقت، وهل حملت زيارة الحريري جديداً يُبنى عله في مدلولاتها ولقاءاتها؟
بداية، ممّا لا شكّ فيه أنّ الحشد كان كبيراً، ما يسمح بالإستنتاج أنّ قاعدة تيّار المستقبل لا تزال فاعلة ومؤثّرة في الساحة السنيّة، كما في اللعبة اللبنانية الداخلية.وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الحشد ما كان لينجح لو لم تنزل قيادات التيار الأزرق في كلّ المناطق “على الأرض”، بمعنى أنّه كان هناك قرار مركزي من الشيخ سعد، وما كان ليتّخذ هذا الأخير قراراً من هذا النوع لو لم يكن هناك “ضوء أخضر” بالتصرّف وبالحشد وببثّ الروح في الجسم السنّي المنكفئ!
ثانياً، لأوّل مرّة منذ انكفائه، حضرت محطّتا “الحدث” و”العربية” لإجراء لقاء تلفزيوني معه.صحيح أنّه كان مقتضباً، وأعاد فيه تكرار لازمة “أنّ وقت عودته لم يحن بعد”، ولكن ذلك لا يمنع من أنّه يدلّ على ارتخاء الحصار من حوله، فبات أكثر قدرة على الحركة كمن يخضع لاختبار أوّلي حول مدى استفادته من أخطاء الماضي، وحول مدى التزامه بالتوجّهات السياسية التي يفترض به أن يلتزم بها، كوريث لمدرسة رفيق الحريري السياسية، وكقطب رئيسي من أقطاب السنّة في لبنان، وكمرشّح محتمل لرئاسة الحكومة حين تستعيد الأوضاع اللبنانية دورتها الطبيعيّة؟
ثالثا، وهنا الأهمّ.في هذه الزيارة تطرّق الرئيس الحريري، ولو من باب النصيحة، إلى المواضيع السياسية الداخلية كانتخاب رئيس للجمهورية، والى الحرب في الجنوب داعياً الى التهدئة وعدم زجّ البلد في أتون الحرب المدمّرة، وإلى تثبيت موقف الإعتدال كمنهاج للعمل السياسي، وهو ما استدعى انتقاداً ضمنيّاً من حزب الله عبر جريدة “الأخبار” حيث ورد فيها أنّ الحريري إنّما أتى الى لبنان ليسجّل موقفاً “مع الإعتدال..لا مع أبو عبيدة”، وهو موقف يتماثل عمليّاً مع مواقف دول الخليج ومعظم الدول العربية من خارج أنظمة الممانعة الممسوكة من طهران!
رغم هذه الإطلالات المستجدّة التي طرأت على زيارة الحريري، هذه السنة” إلّا أنّ ذلك لم يعدّل شيئاً في أمرين جوهريين:
-أصرّ الحريري مراراٍ وتكراراً على عدم أوان عودته الى ممارسة العمل السياسي في لبنان، تحت عنوان “كل شي بوقتو حلو”.
-إنّ طبيعة ونوعية اللقاءات التي شهدها بيت الوسط لم تتبدّل.فلا السفير السعودي وليد البخاري قد حضر رغم حضور سفراء أميركا وفرنسا وروسيا ومصر وغيرهم..ولا رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع التقى به، مكتفياً كما في كلّ سنة بوفد نيابي رفيع المستوى برئاسة رئيس كتلة الجمهورية القوية جورج عدوان..ولا حصلت لقاءات مع قدامى المستقبل المتشدّدين أمثال الرئيس فؤاد السنيورة واللواء أشرف ريفي والنائبين السابقين أحمد فتفت ومصطفى علوش، كما لم تحصل لقاءات مع نوّاب التغيير!
“نيو لوك”، ربّما.ولكن مع الكثير من التحفّظ..ومع الإنتظار لما يمكن أن تشهده المنطقة من تحوّلات جذرية في السياسة والجغرافيا!