جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / ما الذي دفع إبن الـ14 لارتكاب مجزرة زقاق البلاط؟
320x240-1

ما الذي دفع إبن الـ14 لارتكاب مجزرة زقاق البلاط؟

كتبت ربى منذر في صحيفة “الجمهورية”: «لحظة»، هي كل الوقت الذي احتاجَ إليه إبن الـ14 عاماً ليصبحَ إرهابياً من نوعٍ آخر. هي دقائق في عمر الزمن، لكنها «لحظة» في عمر القاتل، فقَدَ فيها وعيَه وسيطرتَه على نفسه، وبدلاً من الجريمة كانت مجزرة… فما كان منه إلّا أن حمل بندقية صيد الـ»بومب أكشن» وصوّبها نحو والده وأرداه، لينزلَ من المنزل هاتفاً «قتلته قتلته»، وتحت وقع صدمته برؤية الدماء، يكمل مسلسل إجرامه، ليستيقظَ أخيراً على ضرب جيرانه له، مجرِماً شغل البلدَ كله أمس بمجزرة لم يشهد لبنان لها مثيلاً منذ مدّة طويلة.في حيٍّ شعبي من أحياء منطقة زقاق البلاط، تحوّل علي محمد يونس (2003) من مراهقٍ كان يلهو في شوارعِها، وجلّ ما قد يفعله هو إطلاق النار في ألعاب الفيديو، الى قاتلٍ ساديٍّ أزهق روحَ مَن ربّاه إضافة الى بعض الأبرياء الذين كان جرمُهم مصادفة وجودهم في طريقه، ولهذا السبب كانوا يستحقّون في نظره الموت، وبأبشع الطرق.

وفي التفاصيل، أطلق علي النار عند السادسة والربع من صباح أمس من بندقية صيد على والده محمد (1958) فقتله على الفور، ثمّ خرج من منزله مطلِقاً النار في اتجاه ناطور المبنى المجاور، السوري منصور أحمد عبد السلام (1977) فأصابه وما لبث أن فارق الحياة في مستشفى الجامعة الأميركية، كما أُصيبت زوجته سلوى العلي (1980) ووضعُها مستقرّ، ليعودَ ويطلقَ النار باتجاه السوري علي محمد المرعي ع. م. (1983) ويقتله أيضاً، كذلك أصاب كلّاً من اللبنانيَّين ب.ش (1998)، ع.ش (1996) وب.ش (1988).

وعلى الفور حضرت دورية من مفرزة استقصاء بيروت في وحدة شرطة بيروت إلى المكان وأوقفت مطلق النار وضبطت السلاحَ المستخدَم، وسلّمتهما الى فصيلة زقاق البلاط في وحدة شرطة بيروت، حيث التحقيقاتُ جارية بإشراف القضاء المختص.

علي ضحيّة؟

كما في كل جريمة، تتعدّد الروايات ويصل بعضها الى حدّ المبالغة والإسهاب في التحاليل، إلّا أنّ ما يمكن تأكيده هو أنّ علي ضحيّة هو الآخر: ضحية رضوخه للسلاح المتفلّت الذي أغراه ليكون أداةً فاعلة لإخماد نار غضبه، وضحية البيئة التي يعيش فيها والتي «تحلّل» اقتناءَ الأسلحة في المنازل، وضحية غياب المراعاة النفسيّة لشخص لا يختلف اثنان على اختلال ما في شخصيّته بمجرّد أن قتل والده وآخرين نتيجة تراكمات نفسية عدة عاشها منذ صغره، والأهم من ذلك ضحية الضمير الذي إن صحا يوماً سيقتله ألف مرّة كل يوم.

الجيران يروون

لم يكن سهلاً على الجيران الاستيقاظ على وقع إطلاق رصاص، خصوصاً أنّ الجاني كان يركض بشكلٍ هستيري في الشارع مطلِقاً النار على كلّ مَن يصادفه، «