يرى خبراء أن #كوريا_الشمالية يمكن لها أن تنتج #قنبلة_نووية كل 6 إلى 7 أسابيع بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا نيويورك تايمز”، وقد استنتج ذلك من خلال مجموعة من الأبحاث المتلاحقة التي تلت الاهتمام المتزايد من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد #ترمب بالقضية الكورية الشمالية.

ويعمل مجموعة من رجال الاستخبارات والباحثين على إنتاج التقارير، التي تحاول أن تفهم حقيقة المسألة النووية الكورية الشمالية، والتي توصلت إلى النتيجة التي تفيد بأن 6 أسابيع إلى 7 كافية لإنتاج قنبلة جديدة كل مرة للبلد الذي يخضع لنظام شمولي.

وهذا ما يفسر العجلة التي يعمل بها الأميركيون لحل الموضوع الكوري الشمالي، ومواجهته بدرجة أكبر مما كان عليه الوضع في الماضي، وربما أنهم الآن يخشون نفاذ الوقت قبل فعل شيء.

التهديد المقبل

لسنين ظل الرؤساء الأميركيون يرون أن كوريا الشمالية تعمل على تطوير #قدراتها_النووية بشكل تدريجي لكنه مقلق، لكنهم لم يكن من تخيل أن الوضع قد يصل إلى حد يجعل من الضروري المواجهة بخصوص ذلك، بما يحول الأمر إلى صراع مفتوح، كما يجري في الراهن.

وقد أدت التطورات الخطيرة والأخيرة إلى الاعتقاد بأن بيونغ يانغ قد تكون قادرة على تطوير #رؤوس_صواريخ ، بإمكانها الوصول إلى عمق سياتل الأميركية خلال سنين وجيزة. ويقول سيغفريد س. هيكر، وهو أستاذ في جامعة ستانفورد: “لقد تعلموا كثيرا”، وقد سبق لهيكر أن ترأس مختبر لوس ألاموس للأسلحة في نيو مكسيكو، المعني بتطوير الأبحاث النووية، وذلك في الفترة من 1986 إلى 1997، وقد استعانت كوريا الشمالية بخبرته حوالي سبع مرات.

وتهدد كوريا الشمالية الآن بتجربة نووية جديدة ستكون السادسة لها في غضون 11 عاما، بعد أن كانت الاختبارات الثلاثة الأخيرة، وأحدثها في أيلول/سبتمبر الماضي، قد أسفرت عن انفجارات في حجم قنبلة هيروشيما.

وليس من الجلي، كيف ستكون ردة فعل ترمب على هذه التجربة المقبلة، لكنه قال لممثلي مجلس الأمن الدولي في البيت الأبيض، يوم الاثنين الماضي، إنه يجب أن يكونوا على استعداد لإصدار عقوبات أكثر تقييداً، قد تشمل بحسب مسؤولين أميركيين، خفض إمدادات الطاقة.

وجاء هذا التصريح بعد مكالمة هاتفية لترمب مساء يوم الأحد مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، تتعلق بالقضية الكورية الشمالية، ووفقا للتلفزيون الصيني فقد حث شي ترمب على ضبط النفس باتجاه بيونغ يانغ.

الاستخبارات وكرة الديسكو

بالنسبة للمسؤولين في الاستخبارات الأميركية فإلى الآن لا يزال فيهم من ينظر إلى القنبلة النووية على أنها أمر هزلي، كأنها “كرة ديسكو” كما يشبهونها وكما تظهر صورة الزعيم كيم يقف أمام نموذج لها، وهم يعتبرون أن الأمر برمته جزء من الحملة الدعائية الكبيرة للبلاد، بهدف تلميع مكانتها وإبرازها في العالم.

ويرون أنه ما لم يتغير شيء فإن #ترسانة كوريا الشمالية النووية قد تصل إلى 50 سلاحا بنهاية فترة ترمب، وهو نصف ما تمتلكه باكستان. وتشير أفضل التقديرات أن كوريا الشمالية لديها ما يقرب من 10000 صاروخ باليستي في ثمانية أصناف أو نحو ذلك.

كما تشير التوقعات، أن تحقيق حلم السيد كيم ، بتصميم #سلاح_نووي و #صواريخ_باليستية عابرة للقارات يمكن أن تصل إلى سياتل أو لوس أنجلوس، أو نيويورك على أكبر مدى، لا يزال مشكلة أكثر تعقيدا.

وكما ذكر الدكتور هيكر، الذي شارك أفكاره حول الأسلحة النووية، الأسبوع الماضي، فإن بناء سلاح يسافر لمسافات طويلة يتطلب أن يكون “أصغر وأخف وزناً وقادرا على تجاوز الصعوبات الإضافية من الضغوط ودرجات الحرارة في الغلاف الجوي”.

وهذا بحسب التقديرات الأكثر تفاؤلا، يتطلب أربع إلى خمس سنوات على الأقل، وهو ما سبق أن قاله مسؤولون قبل أربع أو خمس سنوات خلت، ولم يحدث جديد.

تطور عبر عقود

برغم ذلك فإن كوريا الشمالية قد وصلت مدى متطورا بالقياس إلى بدايات #البرنامج_النووي في الخمسينات من القرن الماضي، عندما بدأ مدربون سوفيت تعليم الكوريين الشماليين، أسس صناعة القنابل الذرية.

وقد استغرقت بيونغ يانغ ثلاثة عقود كاملة حتى تتمكن من تطوير قنبلة خاصة بها، وأخيرا أمكن من خلال مفاعل يونغبيون إنتاج البلوتونيوم الذي يكفي لصناعة حوالي قنبلة ذرية واحدة في السنة.

وفي عام 1994 أدى اتفاق مع إدارة الرئيس كلينتون إثر الأزمة النووية الكورية الشمالية، إلى تجميد منشآت الإنتاج النووي، مقابل النفط والمفاعلات السلمية.. وقد انهار الاتفاق مع أول عهد بوش الابن.

وفي عام 2006، كانت كوريا الشمالية قد أجرت أول تجربة نووية، ورغم أنها لم تكن مروعة، إلا أنها دخلت بها نادي القوى النووية، ويقول المحللون إن ذلك الانفجار الأول كان عبارة عن قنبلة من البلوتونيوم، وقد كان الانفجار الثاني بعد أشهر قليلة من تولي إدارة أوباما في عام 2009.

مفاجأة غير متوقعة

في عام 2010 كان الدكتور هيكر يونغبيون قد قام بزيارة إلى بيونغ يانغ حيث أظهر له الكوريون الشماليون منشأة كاملة لتخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذي فات على المخابرات الأميركية، وكانت الرسالة واضحة، أن الكوريين لديهم الآن مساران لإنتاج القنبلة الذرية، اليورانيوم والبلوتونيوم. واليوم لديهم ترسانة تتكون من كليهما، بحسب ما يقول مسؤولون في المخابرات.

وتخطط كوريا الشمالية الآن لمرحلة أبعد من ذلك بتطوير القنبلة الهيدروجينية، مع قوة مدمرة تصل إلى 1000 مرة أكبر من الأسلحة النووية العادية، وهذا هو بالضبط الطريق الذي اتبعته الولايات المتحدة في الخمسينات من القرن العشرين.

وفي الآونة الأخيرة، وجد محققو الأمم المتحدة دليلا على أن مصانع كوريا الشمالية قد نجحت في إنتاج مادة الليثيوم 6، وهو عنصر نادر يتطلب لصنع وقود نووي حراري.

ويرى غريغوري س. جونز، العالم بمؤسسة راند، إن كوريا الشمالية، قد تكون قد استخدمت بالفعل بقايا وقود نووي حراري في تفجيراتها عام 2016.

فيما يقول المحللون إن هناك احتمالا بأن انفجارات كوريا الشمالية الخمسة خلال العقد الماضي، قد نمت بشكل مطرد لتصبح أكثر تدميراً.

الهدف “المستحيل”

لكن من ناحية موضوعية قد يبدو هدف اختراق القارات لكوريا الشمالية مجرد حلم، عندما نرى كيف أن الصواريخ تتفجر في المسيرات العسكرية كما حدث في 15 إبريل، أثناء عرض وطني. وفي حين انطلقت عدة صواريخ باليستية عابرة للقارات في شوارع بيونغ يانغ، فإن إجراء اختبار الطيران لمسافات بعيدة ودقة عالية، يظل حتى الآن مجرد طموح.

وقد كانت الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى هي الناجحة عموما، وهي التي تعتقد الاستخبارات الأميركية أن بعضها مؤهل حاليا لحمل رؤوس نووية عملية، والأكثر حسما فيها يعرف باسم نودونغ، الذي يبلغ مداه حوالي 800 ميل.

والآن يبدو أن الكوريين الشماليين يكتشفون، كما اكتشفت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين قبلهم، أنه ليس من السهل بل من المعقد بكثير تصميم صاروخ عابر للقارات، بسهولة.

ومع أنظمة هذه الصواريخ المتقدمة طويلة المدى، فإن الرؤوس الحربية سوف تتحرك بسرعة أربعة أميال في الثانية، وتعود لتدخل الغلاف الجوي ما يتسبب في حرارة نارية لا تقاوم، لذا فإنه إذا كانت هندسة هذه الصواريخ سيئة فهي سوف تحترق قبل أن تضرب الهدف.

ولكي تحقق كوريا الشمالية هدفها فإن مصممو الأسلحة يتطلعون إلى إضفاء الطابع المصغر على رؤوسهم الحربية، مما يجعلها أكثر خفة وأقل وزنا وأكثر قوة.

ويصب الجهد الكبير في هذه الأيام، في دمج اثنين من التكنولوجيات: الحصول على صاروخ يمكنه عبور المحيط الهادئ، ومزاوجته مع رأس حربي يمكنه البقاء على قيد الحياة لأطول وقت، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة يائسة جدا لوقف دورة الاختبار الكورية المتعاقبة مع هذا الإصرار الكوري. وفي الماضي كانت الهجمات الحربية الإلكترونية التي أمر بها الرئيس باراك أوباما ضد أسطول الصواريخ في كوريا الشمالية، تهدف إلى إبطاء منحنى التعلم والتطوير في هذا الإطار.

فشل سابق

قد فشل صاروخ المسودان، الذى يفترض أن يسافر لمسافة 2200 ميل، فشلا ذريعا بنسبة 88 في المئة، ولا تعرف طبيعة الأسباب وراء ذلك الفشل: هل هي متعلقة بعدم الكفاءة أم تدخل خارجي؟

وإلى أن يعرف الكوريون الشماليون ما طبيعة الخطأ وكيفية إصلاحه، يبدو أنهم مترددون لاختبار صواريخ كن-14 وكن-08، وكلاهما مصمم لضرب الولايات المتحدة قارياً.

ويهدف الضغط الدبلوماسي من الصين في الوقت الراهن لوقف كوريا الشمالية من القيام بتجربة نووية سادسة في موقع اختبار “بونغي – ري”، بحيث يتحول ذلك دون تقدم الكوريين الشماليين بإحراز خطوات نحو تصغير الرؤوس الحربية وتصميم القنبلة الهيدروجينية.

وكما سبق أن صرح الرئيس أوباما قبل أن يبارح المكتب الرئاسي، فإنه حتى الفشل سيكون مهما ومفيداً للكوريين الشماليين، حيث سيساعدهم على تجاوز الأخطاء باتجاه تطوير الرؤوس النووية.

ولكن كم يتطلب منهم من الوقت لإصلاح الأخطاء؟ فإن الإجابة تحوم حول عام 2020 حيث سيكون ترمب لا يزال في فترة ولايته الأولى، في نهايتها تقريبا.

الاستراتيجية الأميركية

تخلص الاستراتيجية الناشئة عن فريق الأمن القومي للرئيس ترمب، بخصوص التعامل مع كوريا الشمالية، إلى الآتي: تطبيق الضغط المشدد عليها عسكريا واقتصاديا، لتجميد اختباراتها والحد من مخزوناتها، ومن ثم استخدام هذا الانفتاح للتفاوض، مع الهدف النهائي المتمثل في الحصول على وعد الكوريين الشماليين بالتخلي عن جميع أسلحتهم النووية.

ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن هذا التصور الأميركي ليس إلا مجرد خيال، لأن السيد كيم يعتبر أنه، حتى ترسانة صغيرة ستكون حاسمة لبقائه.

وإذا كان من هدف سوف تحققه هذه الاستراتيجية الأميركية، فسوف يتمثل في تجميد أو تأخير لعدة سنوات، في تطوير القدرات الكورية الشمالية وتمكينها من اختبار سلاح جيد وموثوق به؛ ومع ذلك فإنه على أميركا في كل الأحوال لن تترك مع كوريا الشمالية ترسانة من الأسلحة الصغيرة والقوية المعترف بها.

ومع مضي الوقت فإن حل الأزمة من قبل إدارة ترمب سوف يتعقد، ومع كل يوم جديد يمر، يزيد احتمال سوء الحسابات والتقدير من قبل الولايات المتحدة.

وقد قال هيكر للصحفيين في مكالمة نظمها اتحاد العلماء المعنيين بهذا الموضوع: “في أي وقت فإن وجود هذه الأسلحة الحية قد يتحول إلى انفجار نووي عرضي أو كوارث أخرى، وهنا تكمن الأزمة”.