جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ما هدف “حزب الله” من التسريبات بشأن التحضير لهجوم؟
عرسال

ما هدف “حزب الله” من التسريبات بشأن التحضير لهجوم؟

أشارت معلومات لصحيفة “الحياة” إلى أنّ “زعيم جبهة النصرة في جرود عرسال أبو مالك التلي يشترط مقابل خروجه مع مجموعته إلى الداخل السوري، تأمين انتقاله إلى منطقة إدلب إضافة إلى شروط أخرى، ما أعاق مهمة الوسيط السوري محمد رحمة الملقب أبو طه العسالي”.

كما تبيّن أنّ “تنظيم داعش ليس في وارد التفاوض ويصر على بقاء مجموعاته في جرود عرسال لعدم وجود مكان آمن تلجأ إليه داخل سوريا، وهو لذلك لا يرى مصلحة في إنجاح مفاوضات الخروج إلى سوريا لأنّه سيجد نفسه محاصراً من جهة ومكشوفاً أمنياً من جهة ثانية”.

وكما تقول مصادر مواكبة للمفاوضات التي يجريها مع “حزب الله” فإنّ “الوسيط لم يفقد الأمل بالتوصل إلى نتائج ملموسة تسرع في انتقال المزيد من النازحين إلى قرى القلمون، خصوصاً أنّ الحزب في حاجة لإنجاحها لتمرير رسالة إلى المجتمع الدولي بأنّه ليس شريكاً في الفرز الطائفي الذي لا يزال يحصل في عدد من المناطق السورية، من خلال تهجير سكانها من السنّة، وهذا ما يريد تأكيده من خلال إعادة النازحين من جرود عرسال إلى بلداتهم”.

ساعة الصفر

لكن تعليق المفاوضات حتى إشعار آخر، كما تقول هذه المصادر، “دفع حزب الله إلى تحديد ساعة الصفر لشن هجومه لتنظيف الجرود من المجموعات الإرهابية والمتطرفة، مستفيداً من زخم العملية النوعية الإستباقية التي نفذتها قوى من الفوج المجوقل في الجيش في مخيمين للنازحين في عرسال الجمعة الماضي، ونتج منها احباط عمليات انتحارية ضد مناطق عدة في لبنان”.

وفي السياق، لا تستبعد المصادر أن “يكون لتهديد حزب الله ببدء هجومه في جرود عرسال أكثر من هدف غير مرئي، أوّله توجيه رسالة سياسة إلى موسكو وواشنطن بأنّ أيّ تفاهم بينهما يستدعي إشراك إيران فيه، لما لديها من تأثير على آلاف المقاتلين من خارج سوريا الذين حضروا إليها للدفاع عن النظام بدعم عسكري ومادي من طهران”.

التواصل مع سوريا

وترى المصادر المعنية بأوضاع النازحين أنّ “الدعوة إلى التواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية هي للإستهلاك الإعلامي والسياسي في لبنان، وهذا ما يمكن استخلاصه من الموقف الأخير للسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي، الذي أعلن أنّ الأولوية في الوقت الحاضر لإعادة النازحين إلى الداخل السوري إلى بلداتهم وقراهم”.

وتقول مصادر وزارية متعددة إنّ “المزايدة على الموقف الرسمي للنظام السوري من قبل أطراف لبنانية حليفة له سرعان ما تهدأ، لأنّ مجرد الإصرار على التواصل بين الحكومتين سيصطدم في نهاية المطاف بموقف سوري متشدّد، لأن عودة النازحين ليست بنداً مدرجاً على جدول أعمال الرئيس السوري، وإلّا ما المانع من ترتيب عودتهم بإشراف الأمم المتحدة من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، خصوصاً أنه لم يعد في مقدور لبنان أن يتحمل الكلفة الأمنية والاجتماعية والسياسية لهذا النزوح، الذي يفوق إمكاناته على التعايش معه”.

وتشير المصادر إلى أنّ “النظام السوري يطمح من خلال ضغط حلفائه على الحكومة اللبنانية للتواصل مع الحكومة السورية، إلى إعادة تطبيع العلاقة السياسية بينه وبين السلطات اللبنانية، ولا شيء آخر، عبر استخدام ملف النازحين كمعبر وحيد لتحقيق رغبة الرئيس السوري، بالانفتاح عليه”.

(الحياة)