جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / محادثاتٌ روسية – لبنانية في بيروت تُطلق “كرة ثلج” عودة اللاجئين
مخيمات-النازحين-السوريين-في-لبنان

محادثاتٌ روسية – لبنانية في بيروت تُطلق “كرة ثلج” عودة اللاجئين

عاشتْ بيروت أمس تحت تأثير «الدينامية الجديدة» في ملف تأليف الحكومة والتي أحدثتْها المحادثات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري (الأربعاء) والتي راوحتْ التقديرات في شأنها بين أنها ستفضي الى ولادة قريبة للحكومة خلال أيام قليلة وبين أنها ستنتهي على شكل «إنذار خاطئ» يُبقي هذا الملف في دائرة المراوحة إن لم ينقله الى مستوى أكثر تعقيداً.
ولم يحُل انهماك بيروت أمس بالمحادثات مع الوفد الروسي الديبلوماسي والعسكري الذي أطلع كبار المسؤولين اللبنانين على خطة موسكو المتعلقة بإعادة النازحين السوريين والخطوات العملية لذلك، دون «التقصي» عن الـ «لفْحة» التي لفّتْ مسار التأليف انطلاقاً مما تحدّث عنه الحريري نفسه بعد لقاء عون وتحديداً عن حلحلةٍ حصلتْ في بعض العقد «وقد اتفقنا على الإسراع للوصول الى حلّ وسنبقى على تواصل مع فخامة الرئيس، وسأزور قصر بعبدا بشكل متواصل لنجد الحلول بأسرع وقت».
وفيما صدر أكثر من موقف أمس فحواه أن «الحكومة أقرب من أيّ وقت»، وسط «نسْبِ» بعض التصريحات هذا المناخ التفاؤلي الى الإيجابية التي عبّر عنها الرئيس المكلف، فإن أوساطاً سياسية بدتْ حذِرة حيال أي انجرافٍ نحو الجزم بأن الانفراج الحكومي بات وشيكاً، مذكّرة بسوابق في هذا الاتجاه سرعان ما بدّدتْها التمتْرسات حول العقد الجوهرية المتّصلة بالتوازنات داخل الحكومة العتيدة ومَن يُمْسك بـ «مفاتيح ذهبية» مربوطة باستحقاقات دستورية مستقبلية، وهي العقد التي يشكّل واجهتَها الصراعُ حول الحصص وحجم تمثيل أحزاب ولا سيما «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي».
وإذ أكدت أوساطٌ متابعة للملف الحكومي أن الحريري، الذي تكتّمت مصادره عن الكشف عما حَمَله إلى عون، ما زال عند تَصوُّره بأن تحصل «القوات» على أربعة وزراء و«التقدمي» على 3 على الا تتجاوز حصة رئيس الجمهورية وحزبه (التيار الوطني الحرّ) عشرة وزراء وليس 11، أي الثلث المعطّل، تلفت الى أن أي ايجابية في هذا السياق إذا كانت قائمة فإن مرتكزَها لا بد ان يكون بحصول تبدُّل في موقف رئيس الجمهورية من هذه النقاط.
وفيما أعربت بعض الدوائر عن اقتناعها بأن عون بات أقرب الى التعاطي على طريقة «الأخذ والردّ» مع مسار التأليف وهو ما يمكن ان يمهّد لمَخارج تضمر موافقته عليها، فإنها دعتْ الى تَرقُّب موقف «التيار الحرّ» ورئيسه الوزير جبران باسيل من أي منحى لمنْح «القوات» 4 وزراء (مع حقيبة سيادية أو بدائل ممكنة لها)، هو الذي أعلن ان حجمها النيابي لا يؤهلها للحصول على أكثر من 3 وزراء مقابل تَمسك رئيسها سمير جعجع بأن تتمثّل بخمسة، ومن حصْر التمثيل الدرزي بزعيم «التقدمي» وليد جنبلاط أو بأن يكون الدرزي الثالث مشترَكاً مع رئيس الجمهورية بمعنى عدم توزير النائب طلال إرسلان الذي يصرّ عليه «التيار الحر»، لافتة الى ان هذه تبقى المَخارج الوحيدة الممكنة لأزمة التأليف.
وذكّرت هذه الدوائر بأن باسيل وتياره الذي يصرّ على اعتماد معيار واحد للتشكيل يراعي نتيجة الانتخابات وحجم الكتل النيابية على قاعدة النسبة والتناسب وهو ما يستند إليه لرفْض إعطاء «القوات» و«التقدمي» حجماً وازناً وإلا اقتضى تمثيل تكتل «لبنان القوي» لوحده بـ 7 أو 8 وزراء، وَجد امس مَن يلاقيه علناً، في غمرة إشاعة المناخات الإيجابية، وتحديداً «حزب الله» الذي دعت كتلته البرلمانية الى «وجوب اعتماد معيار واحد وواضح بتأليف الحكومة وتجنب الاستنسابية التي سيكون لها مفعول سلبي»، معتبرة «أن غياب هذا المعيار هو سبب تعثر تشكيل الحكومة».
وبينما يفترض أن يزور الحريري اليوم القصر الجمهوري وسط انطباعٍ بأنه إذا لم يحمل «الويك اند» أي اختراقات جدية فإن المراوحة في المأزق ستطول وقد تستجلب تعقيدات إضافية، انشغل لبنان أمس بزيارة الوفد الرئاسي الروسي برئاسة الكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث جرى بحث المقترحات الروسية لتأمين عودة اللاجئين السوريين الى أراضيهم.
وفيما أجرى الوفد الذي تألف من 14 شخصاً، بينهم نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين وعدد من الديبلوماسيين والضباط والمستشارين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين والسفارة في بيروت، فور وصوله آتياً من عمان محادثات مع الحريري في «بيت الوسط»، فإن قصر بعبدا عاد وشهد اجتماعاً موسعاً ترأسه عون، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري ومسؤولين عسكريين وأمنيين.
وبينما عرض الوفد الرئاسي الروسي الخطة التي أعدّتها موسكو لتنظيم اعادة اللاجئين انطلاقاً من التفاهم الاميركي – الروسي في قمة هلسنكي، أشارت أوساط الى تَبايُن لبناني سبق الزيارة حيال اللجنة المشتركة التي تقترح روسيا إنشاءها وقد تضمّ ممثلين للأميركيين، وان الحريري يريد أن يكون ثمة إشراف سياسي له عليها عبر إشراك وزيريْ الداخلية نهاد المشنوق وشؤون النازحين معين المرعبي فيها وهما كانا حاضريْن في اجتماع «بيت الوسط»، مقابل تحبيذ رئيس الجمهورية ان يكون لها بُعد ديبلوماسي عبر وزارة الخارجية، الى جانب الشقّ الأمني، علماً ان تقارير رجحتْ ان يكون اللواء ابراهيم رئيس الفريق اللبناني في اللجنة التي سيترأس الجانب الروسي منها السفير في بيروت ألكسندر زاسبكين.
وفيما استمع لبنان الى تفاصيل الخطة الروسية، أعلن لافرنتييف من القصر الجمهوري «ان إعادة اللاجئين مهمة والمطلوب توفير الظروف الملائمة لهذه العودة والحكومة السورية مستعدة للقبول بمَن يريدون العودة (…) والضمانة هي ان الحياة الطبيعية تعود الى سورية، والحكومة السورية تؤكد انها لن تتخذ أي إجراءات ضدّ اللاجئين العائدين»، موضحاً أن «في لبنان هناك تفاهم والدولة جاهزة للتعاون مع مبادرة إعادة النازحين».
وأشارت تقارير الى ان الآلية التي تقترحها موسكو تقوم على تصنيف اللاجئين أولاً حسب أماكن إقامتهم وقدرتهم على العودة ثم نقْلهم الى مناطق آمنة داخل الأراضي السورية لتكون محطة «ترانزيت» قبل العودة الى بلداتهم على مراحل، علماً ان نحو 890 ألف لاجئ في لبنان هم المعنيّون بهذه العودة من ضمن هذه الخطة وفق ما أعلنتْه روسيا.

(الراي)