جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / معاليك لن تتمكن من مواجهة مافيات الترابة…
IMG-20221025-WA0036

معاليك لن تتمكن من مواجهة مافيات الترابة…

 

خاص- كتب المحرر السياسي .. lebanon on time
كفى استخفافا بعقول الناس، جميع دول العالم تحتفل في الاول من نيسان بعيد الكذب رغم انه ليس عيدا رسميا، انما هو يوم اعتاد فيه الناس على الاحتيال وبث الشائعات الكاذبة والروايات الملفقة من اجل خداع اصدقائهم واقاربهم وجيرانهم لدقائق معدودة قبل ان تنهي هذه الرواية بالضحك والتنمير.

ولكن المضحك المبكي في بلدنا ان هذا العيد مستمر على مدار السنة، ونعيشه يوميا، فمعظم المسؤولين والمعنيين في بلدنا، يحبون هذا العيد ويعتبرونه أساسا لمسيرتهم المهنية، فيلجأون الى اصدار قرارات نعتقد للوهلة الاولى انها صارمة وستحمي المواطنين من المافيات والسماسرة، واخرها قرار وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشيكيان الذي قضى بوضع تسعيرة لطن الترابة السوداء، بمبلغ مليونين وسبعماية ألف ليرة لبنانية، وهدد خلاله كل المخالفين باتخاذ اجراءات صارمة بحقهم، مع العلم ان طن الترابة يباع في السوق السوداء منذ حوالى الشهر باكثر من ثمانية ملايين ليرة لبناية.
شكرا معالي الوزير على تحملك المسؤولية، بخاصة بعد شهر من الفوضى وابتزاز المواطنين..
شكرا معاليك لانك استفقت من نومك العميق، وغيابك عن مسرح الجريمة عن قصد او عن غير قصد..
شكرا معاليك لانك تدخلت اخيرا بصرامة كما لاحظنا في قرارك الذي هددت فيه بمحاسبة المخالفين والسماسرة.
معاليك، أود ان الفت انتباهك الى المثل الشعبي الذي يقول:” اذا كنت تدري فتلك مصيبة واذا كنت لا تدري فالمصيبة اكبر”.
فمافيات بيع الترابة بالسوق السوداء متواجدون في الشركة ومحيطها، وامام مداخلها الرئيسية وعلى مرأى ومسمع من القيمين عليها، بدءا بالمدراء والمسؤولين، فان كنت جادا في تهديدك، فما عليك الا ان ترسل مراقبي الوزارة الى حرم الشركة ليكشفو على المخازن والمستودعات، فحتما سيجدون الاف الاطنان التي تباع في السوق السوداء، وانصحك ايضا ان ترسل مواطنا عاديا الى مداخل الشركات، لتعرف الروايات بكامل فصولها، لان مافيات بيع الترابة بالسوق السوداء متواجدة داخل الشركات بالتنسيق مع من يدعون العفة في داخل تلك الغرف السوداء مثل وجوههم، وفهمك كفاية.
وختاما، لم يعد المواطن يحتمل حتى الكذبة البيضاء.. نتمنى عليك إما تنفيذ القرار بحذافيره، بسرعة ودون اي تلكؤ، وإما التراجع عنه.
لكن، وحسب خبرتي المتواضعة، انا على يقين بانكم لن تتمكنوا من مواجهة هذه المجموعة من مافيا الاسمنت التي ارتكبت وما زالت ترتكب مجازر كبيرة بحق البيئة وصحة الانسان، واليوم ها هي تحاول سلب اموال المواطنين بطرق ملتوية وذكية، سيما وان لا حسيب ولا رقيب، ووزارتكم في سبات عميق والدولة غائبة ولصوص الترابة يسرحون ويمرحون تحت جنح الظلام وفي وضح النهار.. شكرا لكم على اهتمامكم بحقوق المواطنين ولو بعد شهر من مص دمائنا …