جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / معركة مسيحية قاسية في بيروت الاولى
انتخابات

معركة مسيحية قاسية في بيروت الاولى

بعد أن ظن الجميع أن دائرة بيروت الثانية ستجذب الأضواء في الانتخابات النيابية المقبلة يبدو أن دائرة بيروت الاولى تملك رأيا مختلفا، فمع اقتراب موعد اقفال باب تركيب وتسجيل اللوائح تلوح في أفق هذه الدائرة 4 لوائح أساسية ستتنافس بقوة على نيل المقاعد النيابية، الاولى تجمع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وحزب الطاشناق، والثانية تضم حزب القوات اللبنانية المتحالف مع حزب الكتائب والوزير ميشال فرعون، أما الثالثة والرابعة فهما لمرشحي المجتمع المدني وبعض الشخصيات.
في دائرة بيروت الاولى 134355 ناخبا، سيصوتون من أجل حسم المعركة في 8 مقاعد نيابية موزعة بين الطوائف على الشكل التالي: 3 مقاعد أرمن أرثوذكس، 1 أرمن كاثوليك، 1 روم أرثوذكس، 1 موارنة، 1 كاثوليك، 1 أقليات، بينما تتنافس فيها بشكل رئيسي الاحزاب المسيحية الى جانب تيار المستقبل الذي يملك حضورا لا بأس به اذ يتواجد في الدائرة حوالى 13 ألف ناخب سنّي، يجعله مؤثرا على النتيجة النهائية، فهو كان سابقا مساهما اولا بتحصيل المقاعد المسيحية لمحسوبين عليه أو على جوه السياسي. بالاضافة الى شخصيات سياسية مسيحية وازنة تملك في دائرة بيروت الأولى حضورا يجعلها هدفا للتحالف من قبل الاحزاب الكبرى، كرجل الاعمال أنطون الصحناوي، والنائب الحالي والوزير ميشال فرعون.
بعد مفاوضات طويلة وشاقة قادها وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون وعضو كتلة الكتائب اللبنانية نديم الجميّل، تمكن الرجلان من تقريب وجهات النظر الانتخابية بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب، فأصبح سهلا بناء لائحة منافسة قوامها: فرعون، الكتائب، القوات وانطوان صحناوي الرجل الذي يدور في فلك القوات. اما بما يتعلق بأسماء المرشحين على هذه اللائحة فسيكونون على الشكل التالي: النائب نديم الجميل مرشح حزب الكتائب عن المقعد الماروني، الوزير والنائب ميشال فرعون عن المقعد الكاثوليكي، مرشح أنطوان صحناوي، جان تلوزيان عن مقعد الأرمن الكاثوليك، مرشح حزب القوات عماد واكيم عن المقعد الأرثوذكسي، المرشح عن مقعد الأقليات رياض عاقل، بالاضافة الى أسماء المرشحين الأرمن حيث تم التشاور بشأنهم مع حزبي الهانشاك والرامغافار بعد أن اختار حزب الطاشناق أن يكون الى جانب التيار الوطني الحر، ومن المتوقع أن تضم اللائحة المرشح عن مقعد الارمن الاورثوذكس أفيديس داكسيان، والمرشحة عن مقعد الأرمن الاورثوذكس الثاني الينا كولونسيان.
في المقابل تمكّن التيار الوطني الحر من المحافظة على حلفه مع تيار المستقبل في دائرة بيروت الأولى رغم فشل التحالف بين الطرفين في دائرة بيروت الثانية، كما دخل حزب الطاشناق على خط هذا التحالف أيضا لتكون اللائحة منافسة بقوة على كل المقاعد، وفيها سيكون مرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الكاثوليكي الوزير السابق نقولا صحناوي منافسا شرسا للوزير فرعون، بالإضافة الى تواجد المرشح المقرب من الوطني الحر عن المقعد الماروني مسعود الأشقر، مرشح الطاشناق عن مقعد الأرمن الكاثوليك سيرج جوخاداريان، ومرشحهم أيضا عن مقعد الأرمن الاورثوذكس هاكوب ترازيان، الى جانب احتمال أن يتواجد ضمن اللائحة مرشحا لحزب الهانشاك الأرمني في حال لم تنجح مفاوضات الحزب مع اللائحة الاولى التي تضم القوات والكتائب، ومن المتوقع أن يكون سيبوه قلبكيان عن مقعد الأرمن الأرثوذكس. ويبقى من اجل استكمال هذه اللائحة البحث في اسم المرشحين عن مقعد الأقليات والأرمن الارثوذكس المتبقي، مع الاشارة الى ان الاتجاه هو لتسمية ميشال حبيس المنتمي للتيار الوطني الحر عن الأول، والكسندر ماطوسيان عن الثاني.
بعد أن تمكنت أحزاب السلطة من تشكيل لائحتين متنافستين، تتجه الأنظار الى شخصيات المجتمع المدني والذين كانوا مع تيار المستقبل وأبرزهم سيرج طورسركيسيان، الا أن الأيام الأخيرة أظهرت انقساما حادا بين مكونات الحركات المدنية حال دون نجاح مساعي تشكيل لائحة واحدة قوية، وكان الاتجاه نحو تشكيل لائحة حيث قرر النائب الحالي في كتلة المستقبل سيرج طورسركيسيان أن يستكمل المعركة الانتخابية عن مقعد الأرمن الكاثوليك رغم تخلي «المستقبل» عنه لأجل تحالفه مع التيار الوطني الحر والطاشناق، فكان خياره الدخول في لائحة «نحنا بيروت» والتحالف مع المرشح عن المقعد الماروني جورج صفير، المرشحة عن المقعد الأرثوذكسي ميشيل تويني شقيقة النائب الحالي نيلى تويني، المرشح عن المقعد الكاثوليكي نجيب ليان، والمرشح عن مقعد الأقليات رفيق بازرجي
لا يوجد في هذه الدائرة ثقلا شيعيا اذ لا يتعدى عدد الناخبين الشيعة فيها الـ 2700، كما أنه لا يوجد أي مقعد شيعي ضمن مقاعدها او سني، ما يجعلها معركة مسيحية بحتة، وبالتالي ستكون «محط الأنظار» في الانتخابات المقبلة الى جانب دوائر مشابهة.

ايمن عبدالله – الديار