جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ملف الترسيم… ومحاولة تبييض صورة المنظومة السوداء
A United Nations ship is pictured in the southernmost area of Naqura, by the border with Israel, on October 14, 2020. - Lebanon and Israel, still technically at war, began unprecedented talks sponsored by the United Nations and the United States today to settle a maritime border dispute and clear the way for oil and gas exploration. (Photo by Mahmoud ZAYYAT / AFP)
A United Nations ship is pictured in the southernmost area of Naqura, by the border with Israel, on October 14, 2020. - Lebanon and Israel, still technically at war, began unprecedented talks sponsored by the United Nations and the United States today to settle a maritime border dispute and clear the way for oil and gas exploration. (Photo by Mahmoud ZAYYAT / AFP)

ملف الترسيم… ومحاولة تبييض صورة المنظومة السوداء

خاص Lebanon On Time – خالد أبو شام 

 

يُعتبر شهر تشرين الأول الحالي شهر الاستحقاقات والمفاجآت بامتياز، الذي من الممكن أن يُحدِثَ خرْقًا كبيرًا على مستوى القضايا اللبنانية الشائكة، مما يشكل آخر نقطة أمل موجودة على الساحة الوطنية، بعدما قضت المنظومة السياسية الفاسدة على كل التطلعات وبوارق الأمل التي من شأنها التخفيف من هول الكارثة التي نحن واقعون فيها، فآثرت الشقاء والعَنَتَ للشعب اللبناني بدل أن تعمل لدفع ذلك عنه، وأوقعت لبنان في إحدى أكبر كوارث الانهيار بالتاريخ الحديث.
ها هو ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل صار في خواتيمه بعد عناء طويل وتلكّؤ مقصود، ولعب بأعصاب ومشاعر الشعب اللبناني الذي ينتظر أيّ فرجة خلاص تنقذه من الهلاك، وذلك لتمرير صفقات تحت الطاولة، وتنفيذ أجندات معروف فحواها، ولإيهام اللبنانيين بشدة حرص الطبقة الحاكمة على تحصيل كامل حقوق لبنان، ومحاولة تبييض الصورة السوداء القاتمة لأرباب الظلم والفساد، بوصفهم المدافعين الشرسين عن أرض لبنان وخيراته، وهم بالحقيقة لا يدافعون إلا عن مصالحهم، ولا ينفّذون إلا أجندات أسيادهم ومخططاتهم المكشوفة.
ها هي المنظومة السياسية الحاكمة تتنازل ذليلةً عن جزء كبير من حقوق لبنان، وتفرّط بقسمٍ ضخم من خيراته الطبيعية، ما كشف الستار عن حقيقة عملها الذي لا يمتّ إلى الوطنية بصلة، ولا إلى الانتماء بأي شكل من الأشكال، فهم لا يعنيهم وطن، ولا شعب، ولا دولة، وإنما كل ما يهمّهم هو المزيد من النهب والسرقة، والإمعان في تدمير البلد والقضاء على مقدّراته، وتحطيم الدولة، وتفتيت مؤسساتها، ما يجسّد حقيقة العداء الذي يكنّه هؤلاء الفاسدون للبنان وشعبه الذي لم يزل يتمسّك بأي خشبة خلاص تمرّ أمامه في بحر الظلمات الذي يسبح به، لعلّه يصل بها إلى برٍّ يرمّمُ به روحَه، وواقع منير، لا يشبه صفقات الأشرار الذي يحكموننا، ولا يماثل مخططاتهم اللعينة التي لا تعرف إلا الدمار و الأنانية.
يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اليوم إلى خواتيمه وسطَ حذر شديد في المواقف، وترقّبٍ يَقِظٍ في التصريحات بين الجانبين، فيما لا يزال الأمر بين أخذٍ وردٍّ، إذ يرتبط بشكل وثيق بأحداث المنطقة الإقليمية الساخنة، لكن الخوف كل الخوف بعد أن يتمّ إنجازه؛ أن يتبخّر هذا النفط والغاز الموجود في البحر لصالح جيوب الطبقة الفاسدة نفسها، وأن يُنهب كما نُهبت كل القطاعات والموارد قبله، وكما طار ١٠٠ مليار دولار على مدار ثلاثين أو أربعين سنة، دون أن يعرفَ أي طرف سياسي أين ذهبت تلك الأموال، فيرمي كلٌّ منهم المسؤولية على ظهر غيره، ويلعن بعضهم بعضًا، ويتبرّأ بعضهم من بعض، فهل سيكون اتفاق الترسيم حجر الأساس ونقطة الانطلاق في إعادة نهوض لبنان؟ أم إنّ مثله مثل باقي الملفات التي طُويت في جرار الزمن ولم يُرَدْ لها النجاح والتأثير؟