Lebanon On Time –
استضافت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال مؤتمر “AI in Lebanon Conference” حول الذكاء الاصطناعي، برعاية وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي الدكتور كمال شحادة، وحضور الوزير المفوض لدى جامعة الدول العربية طارق النابلسي، الدكتور خالد حنفي على رأس وفد من اتحاد الغرف العربية، ورئيس مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان الدكتور حكمت البعيني، إلى جانب أعضاء اللجنة الاستشارية وأعضاء مجلس ادارة الغرفة ونخبة من المستشارين الأكاديميين والخبراء وروّاد الأعمال وممثلين عن شركات تكنولوجية محلية ودولية.
دبوسي
في كلمته الافتتاحية، رحّب رئيس الغرفة توفيق دبوسي بالحضور، مؤكّداً أن انعقاد المؤتمر في طرابلس هو “تأكيد على دورنا كجزء لا يتجزأ من منظومة التعاون العربي المشترك”. وقال: “الذكاء الإصطناعي فرصة لتحويل التحديات إلى نجاحات. ونؤمن بأن الحياة إرادة، والإيمان بالذات هو سر الصمود، وطرابلس الكبرى ستكون نافذة لبنان على المستقبل ومنصة وطنية اقتصادية جديدة ترتكز على الابتكار والإبداع.”
وكشف دبوسي عن خطوة استراتيجية لغرفة طرابلس الكبرى تمثلت بالتحضير لإنشاء أكاديمية للذكاء الإصطناعي في شمال لبنان، كمركز أبحاث وتدريب متكامل، إضافة إلى مشروع للزراعة الذكية ، مؤكداً أنّ الغرفة تواصل العمل من خلال مشاريع إستراتيجية تعزز بناء شبكة العلاقات العلمية والتكنولوجية وإقامة شراكات تخدم لبنان والمنطقة.
البعيني
من جهته أشاد رئيس مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان الدكتور حكمت البعيني بالمبادرة، معتبراً أن المؤتمر “نتاج إبداع لبناني يمتد من طرابلس إلى لبنان الى أبو ظبي والعالم العربي ومنها الى العالم، وقال: “هذا الحدث نقلة نوعية تكشف عن جيل لبناني شاب مبدع في الذكاء الاصطناعي، وهو ثروة وطنية أغلى بكثير من أي ثروة نفطية، وعلينا استثمار هذه الطاقات وتصديرها إلى العالم.”
كما أشار الدكتور البعيني الى الشعار الجميل للمؤتمر بأن الذكاء الإصطناعي في خارطة قلب لبنان ومشروع غرفة طرابلس الكبرى هو في قلب الذكاء الإصطناعي.
وأضاف: المؤتمر رسالة واضحة بأن اشقائنا العرب يحبون لبنان ويثقون بقدراته ولم أكن أتوقع هذا الحضور الكبير وهذا الزخم الإعلامي المميّز في هذا الصرح الإقتصادي الكبير ولكن الإتصالات الحيوية المكثفة التي قادها الرئيس دبوسي بكل الإتجاهات ومع مختلف الغرف التجارية اللبنانية والعربية هي مبادرة حيوية نابعة من حبه الصادق لوطنه وإيمانه العميق بأن الخروج من الأزمات ممكن اذا دخلنا في رحاب الوطن بعقلية جديدة، عقلية الابتكار والانفتاح على العالم.
وختم قائلاً: هذا المؤتمر نقلة نوعية حقيقية، فهو يجمع نخبة رفيعة المستوى من الخبراء والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمنحنا فرصة للتعرّف عن قرب على الطاقات المذهلة لدى شبابنا وفي طرابلس تحديداً، وهناك جيل لبناني تحت الثلاثين عاماً يعمل بجد وإبداع في هذا المجال، وهؤلاء يشكلون ثروة وطنية لا تقدر بثمن .
حنفي
بدوره، قال الدكتور خالد حنفي: إذا كان هناك من ينظر الى الذكاء الإصطناعي بأنه يهدد القدرات البشرية فأنا أرى العكس تماماً، لأن فكرة الذكاء الإصطناعي في أساسها وفي جوهرها فكرة موثقة لجهد الإنسان وليست طاردة للعمالة أو متحكمة في شروط العمل وهي بالتالي نتاج بشري بالدرجة الأولى وأداة داعمة تعزز قدرات الإنسان بدلاً من ان تحل محله.
وأكد حنفي أن طرابلس مؤهلة بما تتميز به من كثافة سكانية ووفرة بشرية بأن يكون لديها فرصاً هائلة في مجال الذكاء الإصطناعي ومن الممكن أن يكون دوره توفير فرصة استثمارية كبرى إذا اعتبرناه وسيلة لتوثيق وتطوير المهارات البشرية وليس بديلاً عنها، لا سيما اذا أُحسن توظيفها ويتحول المخ الإنساني في هذه الحال من مجرد أداة تخزين الى اداة علمية ومعارف يعمل على اعادة استخدامها.
وتابع حنفي: نحن مع الرئيس دبوسي في دعوته الى النهوض بطرابلس وجعلها منطقة محورية مبنية على مرفأ في شرق المتوسط بظهير صناعي ونظام للنقل متعدد الوسائط ومنطقة مؤثرة عالمياً بأفكار إدارية قابلة للتنفيذ وكل هذا متوفر في شخص الرئيس دبوسي القادر على جذب الشخصيات الإستثمارية ونحن نشاركه في هذا التطلع الكبير الذي يتجاوز التقليد لجعل طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية ومحور لوجيستي للبنان والعالم وهو مشروع واقعي قابل للتنفيذ وليس مجرد رؤية حالمة.
مداخلات
بعد ذلك جرت سلسلة مداخلات، حيث أشارت د. سالي حمود (الأستاذة الجامعية المحاضرة والمتخصصة في الذكاء الإصطناعي وعلاقته بالإعلام) الى أن العلاقة بينهما قائمة على الحشرية العلمية وعلى الفضولية الهادفة الى تعزيز العلاقة بينهما. داعية إلى ان نتعلم من الذكاء الإصطناعي في ظل الحديث عن مشروع لاكاديمية للذكاء الإصطناعي في غرفة طرابلس والشمال تستند عل المواهب والفكر والعقل، ولكن المعركة الرئيسية والأساسية ليست بين الإنسان والآلة ولكن بين الإنسان والإنسان، وأن أي مشروع يجب أن يتوسل التعليم والتدريب معاً.
جلسات حوار
كما شهد المؤتمر جلسات حوارية تناولت: الذكاء الاصطناعي في التعليم بمشاركة الدكتور نادر غزال، الدكتورة منال عبد الصمد، والدكتورة ديما جمالي، مع عرض خاص قدّمه الدكتور عبد الرحمن غالب لأوّل “وكيل ذكاء اصطناعي” للمبيعات بين الشركات في لبنان. وموضوع الملكية الفكرية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بمشاركة الدكتور وسام العميل، الدكتور بيار خوري، والأستاذ جون تبعة.
واختتمت بمحاضرة للخبير التقني الأستاذ عمر قصقص.
كما أدار الجلسات الخبير الرقمي رودي شوشاني.