جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / من قعر الحرمان، طرابلس تلمع إبداعًا بفضل شبابها الطَموح
IMG-20230101-WA0035

من قعر الحرمان، طرابلس تلمع إبداعًا بفضل شبابها الطَموح

 

خاص Lebanon On Time – خالد أبو شام

 

لبنان الذي يعجّ بالأزمات، لم يزل يُخرّج العقول المنيرة والأدمغة اللامعة، بالرغم من كل الكوارث التي حلّت وتحلّ به نتيجة الفساد و الإجرام الذي تنتهجه المنظومة السياسية في البلد على مدار عقود، والذي أدّى إلى تفريغ الوطن من شبابه الذين هم مصدر قوته، ودفعِهم إلى الهجرة قسرًا بعدما ساءت الحالة إلى مستويات لم تكن متوقعة، ونخص بالذكر مدينة طرابلس المنكوبة التي لطالما دفعت أثمانًا باهظة، وعانت الكثير من الحرمان والتهميش ولم تزل متمسكة بالدولة.
طرابلس التي وُسمت بالتطرف والتخلف لم تفتأ تخرّج للمجتمع اللبناني رجالًا أكفّاء، وعقولًا مضيئة، فها هي منطقة باب التبانة رغم الفقر والحرمان الذي ينهشها، إلا أنها تُلقي لنا اليوم أحد الأدمغة اللامعة وهو الشاب “ماهر الأيوبي” الذي يعمل في مجال الكهرباء، والذي استطاع بعد عدة تجارب خاضها لمدة سنتين؛ أن يطوّرَ نظامًا متراكبًا يقوم بتوليد الكهرباء بصورة دائمة ومجانية، ويحلّ لنا معضلة من أساسيات معضلات البلد التي حتى الآن لم تستطع الدولة حلّها.
وفي حديث مع Lebanon On Time، شرح هذا الشاب حقيقة اختراعه الذي رفض وصفه بالاختراع، مشيرًا إلى أن الحلول على هذا المنوال كثيرة، وسبل توليد الكهرباء المجانية متعددة، إلا أن دولتنا لم ترَ إلا السبل الباهظة الثمن، طبعًا لأسباب كلنا يعلمها، وفي شرح تفاصيل العمل الذي قام به، قال: “بدأت الفكرة بفحص ألواح الطاقة الشمسية، حيث استطعت تقليد هذا النظام، ولكن بالاستغناء عن الألواح واستبدالها بقطع مستدامة تحلّ محلها، وبعد تركيب هذه القطع على بعضها استطعت توليد كهرباء مجانية بشكل دائم، تعمل على نظام محدد من الطاقة المتجددة والمستدامة، ولدي أفكار جدية لتطوير هذا العمل على مستوى منطقة باب التبانة مبدئيًا، ومن ثمّ على مستوى طرابلس ككل، وهذه الفكرة عبارة عن مشروع الكتروني بحت، ولدي مشروع ثانٍ مجرّب أيضًا، وهو مشروع ميكانيكي أوسع و أضخم من المشروع الأول، ولكنني أفتقد للامكانيات، وأنتظر مَن يموّلني لكي أباشر التنفيذ.
وأضاف: ” لدي أمل كبير بأن أغطي المنطقة كاملةً بكهرباء 24 على 24 بشكل مجاني ، وقد أتاني عدة عروضات كلها غير مناسبة، منها المشاركة من رجال أعمال بهدف الربح، ومنها السفر خارج البلاد ولكنني رفضت.
وأشار:” بدأت لوحدي بإمكانيات معدومة، وعملت على استيراد هذه القطعة من الخارج بجودة ضئيلة نظرًا لكلفتها بهدف تجريب المشروع، وها انا الآن نجحت بالعمل، ولم أعرض مشروعي على أي جهة سياسية في المدينة لأننا جميعًا نعرف أنّ أهل السياسة لا همّ لهم سوى مصلحتهم، وأرفض أن يتحول المشروع إلى عمل ربحي، وانا قادر على إنشاء خزان كامل يغطي المنطقة بالكهرباء.