جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / مواصفات البلوك 9؟!
Doc-T-1109801-638309552072823978

مواصفات البلوك 9؟!

 
جاء في صحيفة النهار-

غالباً ما ارتبطت أو ربطت الأزمة الرئاسية الراهنة في لبنان، أقلّه في جانب “استراتيجي” من جوانبها المتعددة والمتشابكة داخلياً وخارجياً، بملف التنقيب عن الغاز والنفط لبنانياً، وبمصالح نفطية لدول وتحديداً لفرنسا من جهة ثانية. ولعل قلّة من القوى اللبنانية أقرّت أو تنبّهت أو اعترفت بأن ثمة “حبل سرّة” على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية يربط مخاض استيلاد الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية باتضاح المسار الجدي العلمي لعمليات التنقيب عن الغاز والنفط، بدءاً بالمسمّى “#البلوك 9” الآن الذي سيستتبعه “البلوك 8″ و”البلوك 10” وسائر منظومة البلوكات والمربعات والرقع البحرية… تبعاً للقليل الاضطراري من المفردات التي يتعيّن علينا أن نتقنها في زمن انضمام لبنان المتأخر جداً إلى نادي الدول المنتجة للغاز.

ما يحفّزنا على مقاربة هذا الملف “التخصصي” جداً والمتوهج في استراتيجيته هو أن يخترق السيد حسن #نصرالله حجب التشاؤم الذي يغلف مسألة الرئاسة التي يسترهنها، بل يقود تحويلها إلى رهينة طويلة المدى، وينبري لتبشير اللبنانيين بأن الآتي على درب تنقيب الغاز والنفط في البلوكات المذكورة واعد وباعث على التفاؤل. بطبيعة الحال، لا أحد يرفض نسمة تنفس واعدة بمثل هذا خصوصاً أن التلاعب بمشاعر الناس وتوظيف الشعبيات والشعبويات لدى الكثير من القوى اللبنانية أضحى العلامة القاتلة لبلاد تغور تحت وطأة أسوأ واقع عاشه لبنان منذ نشأته الكيانية الوجودية. ولكن أن “يتقاطع” زعيم “حزب الله” مع أعدائه الأميركيين مجدداً في الاستبشار بالغاز كما في تبشير السيد نصرالله أيضاً بتحرك وشيك حيال ترسيم الحدود البرية، وفق التسمية الرسمية “تثبيت الحدود”، وقطعاً على يد كبير المستشارين في الطاقة للإدارة الأميركية آموس #هوكشتاين، فالأمر يبعث على مراجعات عاجلة. يتعين والحال هذه النظر من جوانب جديدة إلى “استئخار” الثنائي الشيعي تحديداً أي تطور إيجابي في الأزمة الرئاسية بما فيها راهناً العمل الدؤوب على إلحاق الوساطة القطرية بالمصير الفاشل المتعثّر لشقيقتها البكر الوساطة الفرنسية من زاوية مختلفة والتصويب على دوافع “الاستئخار”، لئلا نخدش الثنائي دوماً بتهمة التعطيل التي يرميها على غلاة السياديين.

لم يعد غريباً التذكير بأن “الحزب” يستدرج تفاوضاً غير مباشر مع الولايات المتحدة “بصفته” الآمر الناهي الحديدي في معظم الملفات الاستراتيجية، بعدما نجحت مفاوضات الترسيم البحري وأطلقت عمليات التنقيب عن الغاز وثبت أيضاً وأيضاً أن لا الحزب ولا إسرائيل تجاوزا عملياً قواعد الاشتباك في كل المناورات والمغامرات التي شهدتها الحدود الجنوبية طوال فترة أزمة الفراغ الرئاسي تحديداً. لذا ترانا نتساءل “هل تدرك القوى اللبنانية على اختلافها أن الإغراق في حيثيات ضيقة وحسابات وخصوصيات متناسلة يوماً بعد يوم يقابلها تخطيط استراتيجي للإمساك بأخطر الأوراق المتصلة مستقبلاً بملف الغاز والنفط والحدود؟”، لذا لا يعود غريباً أيضاً عدم فصل شعار “الرئيس الذي لا يطعن المقاومة في ظهرها” عن مجمل هذه الأهداف التي لا نظن أن السيد نصرالله عمد إلى مقاربتها عفوياً، بل تعمّد ذلك لإفهام خصومه وشركائه سواء بسواء أنه يقف عند “مطل” آخر على المشهد، من بين “بلوكات” واعدة بالورقة الذهبية التي نتساءل من سيمسك بها إذا جاء رئيس للحزب أو رئيس لخصومه أو رئيس تسوية؟ وهل صار ملف الغاز من معايير غير معلنة للتسوية والإفراج عن الرهينة، أم ترانا سننتظر الكشف الأول بعد شهر عن البلوك 9 لنتمكّن من الرؤية؟