جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ميقاتي ونوّاب “الإعتدال”: مَن يحتاج مَن؟
IMG-20221123-WA0036

ميقاتي ونوّاب “الإعتدال”: مَن يحتاج مَن؟

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

ثمّة من يعتبر أنّ الرئيس نجيب ميقاتي حين أعلن تأييده “صديقي” سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، إنّما كان يقصد أنّه يمتلك “مونة” على مجموعة من الأصوات: فمن هم هؤلاء النواب..وهل إعتباراته في محلّها؟
الكلّ يشير في هذه “المونة” الى نواب “تكتّل الاعتدال الوطني”، أي الى مجموعة نواب المنية والضنية وعكار الذين أظهروا أكثر من مرّة تقارباً مع ميقاتي، وخاصة في المواقف الداعمة لموقع رئاسة الحكومة:فهل هذا التقارب كافٍ حتى يحتسبهم رئيس الحكومة في “جيبه”، وبالتالي قادر على تجييرهم كما يريد في صندوقة الاقتراع الرئاسية؟
لا شيء ثابت يوحي بذلك.وإذا كان لهؤلاء النواب مصالح مع رئاسة الحكومة لتسيير شؤون ناخبيهم في المناطق الأكثر حرماناً في الشمال ولبنان، فلا يعني ذلك بالضرورة أنّهم قد سلّموا قرارهم الإنتخابي لأيّ طرف، ولو كان ميقاتي نفسه..فهم لهم حسابات سياسية خاصة وعامة تبعدهم كلّ البعد عن التسليم بمعادلة “خدمات مقابل الأصوات”:فما هي هذه الحسابات؟
في لعبة موازين القوى القائمة في الاستحقاق الرئاسي، يسعى نواب التكتّل الى توسعة إئتلافهم ليشمل نواباً جدداً علّهم يتحوّلون موضوعيّاً الى “بيضة القبّان” بالتنافس مع الدور التقليدي لكتلة الزعيم وليد جنبلاط.وقد خطوا خطوات عملية في هذا الإتجاه من خلال اللقاءات المكثّفة مع النواب المستقلين، أمثال نبيل بدر وعماد الحوت وغيرهما!
كما يدرك نواب التكتّل أنّ “إسم” رئيس الجمهورية الجديد لن يكون بمنأى عن الاعتبارات الخارجية.فهم حريصون على ألّا ينزلقوا (ربّما كما فعل ميقاتي) الى تسمية قد تشكّل إستفزازاً للمملكة العربية السعودية، وهم على تواصل دائم مع السفير وليد البخاري الذي لم ولن يفصح عن إسم محدّد، ولكنّ “اللبيب من الإشارة يفهم”، وبينهم دون شكّ أكثر من لبيب، كما توحي بذلك تصاريح النائب أحمد الخير ومواقف النائب وليد البعريني.
وأيضاً لن ينسى معظم هؤلاء النواب أنّهم قد خاضوا معاركهم الانتخابية تحت شعارات “الراية الزرقاء”، وبالتالي لا يمكن لهم أن يقدموا على قرار قد يرضي ميقاتي..وربّما يغضب سعد الحريري!
“وعد” ميقاتي لصديقه فرنجيه لن يختلف عن باقي وعوده:مجرّد “سمك في البحر الواسع”!!