جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / اقتصاد / مَزارع الدواجن في عكار تعيش هاجس الإقفال
58ba4cbe70b9660bab9595d111f7f9c4

مَزارع الدواجن في عكار تعيش هاجس الإقفال

في مطلع العام 2000 انتعش قطاع تربية الدواجن في عكار بشكل كبير بسبب ما وفّره من أرباح على مربّي الطيور، وتحديداً الدجاج، وانتشرت المَزارع بشكل ملحوظ في القرى والبلدات وشهد هذا القطاع عصره الذهبي حتى نهاية العام 2010.
الأحداث السورية كانت كارثية على هذا القطاع، حيث بدأ التراجع يسيطر، وأصيب المربّون بالخيبات والنكسات خصوصاً مع توقف التصدير عبر الأراضي السورية، وما تلا ذلك من عواصف ثلجية، إضافة إلى تدنّي الأسعار مع دخول البيض والفروج من الخارج.

ينتشر في عكار أكثر من 250 مزرعة للدجاج تضم ما يقارب المليوني طير بين دجاج بيّاض وفروج، وتتركز بشكل أساسي في المناطق الوسطى حيث المناخ المعتدل، وتبرز في هذا الصدد قرى: تكريت، مشحا، ضهر الليسينه، رحبة، عدبل، جبرايل، إيلات… وقد تعرّض مربو الدجاج إلى خسائر فادحة هذه السنة خلال العواصف ما أدى إلى نفوق الكثير من الطيور، كما برزت أخيراً مزاحمة كبار التجّار من خارج عكار الذين غزوا السوق العكاري وتمكنوا من السيطرة عليه بسبب إمكاناتهم المادية المتفوّقة.

مَزارع عكار
استطلعنا حال المَزارع وأصحابها في قرى عكارية عدة سواءٌ في مناطق القيطع أو الجومة أو الدريب. الحال لا يختلف بين منطقة وأخرى. في نهاية التسعينات كانت قرية ضهر الليسينه مثلاً تضمّ أكثر من 35 مزرعة للدجاج وكانت الأوضاع أفضل وفق ما يؤكد مربّو الدجاج فيها. أما اليوم فقد أصبح عدد المَزارع لا يتعدى أصابع اليدين وهذه الحال تنطبق على بقية القرى المعروفة بتربية الدجاج مثل مشحا وعدبل وغيرها.

إذ تشهد مزارع الدجاج تراجعاً قسرياً ويعيش أصحابها حالاً من الخوف على المصير، بعدما أقفل بعض هذه المزارع وذهب أصحابها إلى التفتيش عن عمل آخر، فيما الباقون ليسوا في أحسن حال.

واقع المَزارع
يشرح أصحاب المَزارع الواقع بالآتي: «في الأعوام 96 – 97 – و98 كانت المزارع ذات إنتاجية ومردود، ومن أسّس مزرعة في حينها بعدد رؤوس 25000 طير على سبيل المثال، تراجع لديه العدد اليوم إلى ألف أو ألفين، أما سعر صندوق البيض فلا يتعدّى حالياً الـ 20 دولاراً في أحسن الأحوال بينما كان يتراوح سعره قبل سنوات من 56 إلى 60 دولاراً للصندوق الواحد».

أسباب هذا التراجع تعود بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار العلف وتحكّم كبار التجار والمستوردين بالعلف وأسعاره (سوق سوداء) حيث يصل سعر الطن الواحد من العلف إلى 500 دولار أميركي، إضافة إلى غياب التصريف إلى الخارج خصوصاً مع انسداد الطريق التجاري عبر سوريا بسبب الأحداث في هذا البلد والمنافسة التي يشهدها قطاع تربية الطيور من الخارج مع دخول البيض السوري والأوكراني إلى السوق الداخلي ومنافسته للبيض المحلّي أحياناً كثيرة، ما يؤدّي إلى تراجع سعر البيض المنتج محلياً».

مطالب
يطالب مزارعو الدواجن والطيور في عكار الدولة اللبنانية بالإهتمام بهذا القطاع وإيلائه العناية اللازمة منعاً من توجّه مَن تبقّى منهم إلى الإقفال، وذلك «من خلال دعم المزارعين والتعويض عليهم أو من خلال المساعدة في إيجاد أسواق للتصريف إلى الخارج ووقف البيض المنافس من سوريا وغيرها والذي يُغرق السوق المحلّي ويؤثر على أصحاب المزارع في الداخل سلباً».

تكاليفها أكبر من مردودها
ويشير أصحاب المَزارع إلى «أنّ تكاليف تربية الدجاج أصبحت أكبر من مردودها بكثير ولهذا السبب يتحوّل أصحابها عنها ناهيك عن غياب الدعم والإهتمام من المنظمات المعنيّة بهذا القطاع».

لذلك فهم يطالبون «وزارة الزراعة بإعطاء أصحاب مزارع الدجاج حوافز ودعماً معيّناً لكي يستطيعوا الإستمرار والبقاء علماً أنّ إنتاج الدجاج والبيض من عكار يبلغ نحو الـ35 في المئة من الإنتاج العام اللبناني، وبالتالي فإنّ تراجع القدرة الإنتاجية لدى أصحاب المزارع سيؤدّي حتماً إلى تراجع في هذا القطاع على مستوى الإقتصاد الوطني».

(الجمهورية)