ونقل موقع “سيكولوجي توداي Psychology Today” عن البروفيسور هيربرت قوله: “من الحقائق التاريخية أن الرجال أدركوا أن قمع المرأة حقيقة واقعية، وأنه لم يعد مقبولاً.. إلا أن التقدم نحو المساواة بين الجنسين، رغم حدوثها، كانت محدودة للغاية.. ومما لا جدال فيه أيضاً أن التقدم المحرز نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، وإن كان قد حدث دون شك، لم يكتمل بعد ويختلف اختلافاً ملحوظاً بين الثقافات المختلفة”.

لذا فإن الحركة النسوية تستحق الإشادة والتشجيع والدعم.. إلا أن من أضرارها الإصرار على عدم وجود اختلافات حقيقية في أدمغة وسلوك الرجال والنساء.. فإنكار الاختلافات الحقيقية بين الجنسين في المخ إنما هو إنكار لاستقلالية كل منهما.

هرمون التستوستيرون Testosterone

لا أحد يجادل بأن الرجال، بشكل عام، أقوى من النساء. وهذا لأن الذكور يملكون المزيد من هورمون التستوستيرون Testosteronee.

فإذا أخذت النساء كميات غير طبيعية من هرمون التستوستيرون أو المواد ذات الصلة، وهذا ما حدث (على سبيل المثال) بين الرياضيات من ألمانيا الشرقية، وكانت النتيجة أنهن أصبحن أقوى، أو أكثر شبهاً بالرجال.

ولكن حتى بدون أي تدخل هرموني، فإن بعض النساء أقوى بطبيعة الحال من بعض الرجال. بمعنى أن الاختلافات بين الجنسين، قد تحدث بعيداً عن هرمون التستوستيرون.

اختلافات واضحة بين الجنسين

إذا قمنا بإلقاء نظرة على بعض الثدييات، ولنأخذ قرد البابون على سبيل المثال، فمن الصعب تصور أن ضغوطاً اجتماعية، مثل تلك التي نعيشها، تؤثر عليهم. ومع ذلك هناك اختلافات ملحوظة وواضحة بين الجنسين، ليس فقط في حجم الجسم، ولكن أيضاً في السلوك.
وينطبق الشيء نفسه على معظم أنواع الثدييات الأخرى.

إن #المخ_البشري الرائع قادر على التكيف دائماً، فنحن نخترع الملابس لتمكننا من البقاء على قيد الحياة في ظروف مناخية مختلفة، ونصنع السيارات لتسريع حركة الحياة ولأداء المهام اليومية، ونمارس العلاج الطبي للوقاية من أو علاج الأمراض… إلخ.

ونحن أيضاً نعترف بعدم وجود مساواة بين الجنسين، باعتبارها حالة بيولوجية عالمية، ومع ذلك فإننا نحاول الحد منها أو إزالتها.

حتى المساواة.. بها اختلاف

يولد جميع الرجال على قدم المساواة، لكن ليس على نفس القدر!
إن أي قدر من التعليم الموسيقي سوف يسمح لبعضنا بالعزف على آلة موسيقية معينة بشكل جيد للغاية. وهناك عدد قليل منا قد يصبح عازف بيانو محترفاً في الحفلات الموسيقية، ولكن معظمنا سوف يعزف ببساطة للمتعة الشخصية.

وقد نسمي ذلك “موهبة”، ولكن ما نعنيه حقاً هو القدرة الكامنة لنكون قادرين على القيام بشيء جيد، إذا ما أُتيحت لنا البيئة المناسبة.

إن الاختلافات في القدرة والدوافع والظروف هي السبب في ثراء مجتمعاتنا. إن جزءاً كبيراً من ذلك الثراء إنما هو نتيجة واحدة للاختلافات بين الجنسين في السلوك.

ينبغي أن نقبل إمكانية أن يكون هناك عدد أكبر من الرجال يعملون في مهن مثل السباكة أو الميكانيكا أكثر من عدد الإناث، وأن عدداً أكبر من النساء يعملن في مهن مثل التمريض والطب النفسي أكثر من الذكور. قد يكون لذلك علاقة بالاختلافات الحقيقية في المخ.

ولذا فمن الخطأ أن تحاول بعض ناشطات الحركة النسوية القضاء على التمييز من خلال القضاء على الاختلافات الواقعية بين الجنسين، التي هي حقيقة لا يمكن نكرانها”.