فبالنسبة لبعض الناس، يمكن أن تكون مكافحة الأرق بسيطة، مثل تغيير ما نأكله أو ما نرتديه (أو ما لا نرتديه) عند ذهابنا إلى الفراش. ولكن إذا كنت تشعر بأنك قد لجأت لكل الحيل الممكنة، ومازلت غير قادر على النوم أثناء الليل، فهنا يمكن أن يقع اللوم جزئيا على جيناتك.

7 جينات

للتثبت من دور الجينات، لجأت الدراسة إلى متابعة أكثر من 113 ألف شخص، ووجدت 7 جينات تساهم في الأرق. وبالفعل تم ربط أحد هذه الجينات على وجه الخصوص، بالحركات الدورية للأطراف أثناء النوم، ومتلازمة “تململ الساقين”، وهما يمثلان 2 من اضطرابات النوم الشائعة.

مشاكل نفسية

إلا أن ما هو أكثر إثارة للاهتمام أن هذه الجينات لا ترتبط فقط باضطرابات النوم، بل ترتبط أيضا بمشاكل نفسية، مثل القلق والاكتئاب. ويقول مؤلف الدراسة أنك هامرشلاغ: “تعد هذه النتيجة مثيرة للاهتمام، لأن هذه الخصائص تميل إلى أن تسير جنبا إلى جنب مع الأرق. ونحن نعلم الآن أن هذا يرجع جزئيا إلى الأساس الجيني المشترك”.

وتشير هذه النتائج إلى أننا بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرنا حول الأرق ومعالجته.

ويوضح الباحث الرئيسي بروفيسور أوس فان سوميرن أن “هذا البحث يجلب منظورا جديداً، وهو أن الأرق موجود أيضا في الجينات”.

وبدلاً من معالجة الأرق كمسألة نفسية، يقول فان سوميرن إن هذه الدراسة تبين أننا يجب أن ننظر إلى كيفية تأثير تكوين المخ على حدوث الأرق.

“اختلاف” بين الرجل والمرأة

ويبدو أيضا أن قضايا النوم مختلفة بين الرجال والنساء، مع عدد أكبر بكثير من النساء يعانين من الأرق. وتقول بروفيسور دانيال بوستهوما، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن النتائج أظهرت أيضا أن “الآليات البيولوجية المختلفة قد تؤدي إلى الأرق لدى الرجال والنساء”.

وهذا الاختلاف الجيني قد يفسر معدلات الأرق المختلفة حسب الجنس. ووجد الباحثون أن 33% من النساء اللواتي خضعن للدراسة كن يعانين من الأرق، في حين أن النسبة بين الرجال لا تتعدى 24 %.

مداواة المرض لا الأعراض

وإذا كنت تعاني من الأرق، فإنه لا يضرك محاولة اللجوء إلى العلاجات الطبيعية مثل تغيير النظام الغذائي الخاص بك، والنوم عاريا أو غيرها من مساعدات النوم الطبيعية.

هذه النتائج لا تعني أننا لا نستطيع أن نحاول علاج الأرق في المنزل. ولكن المقصود هو أنه إذا كانت تلك العلاجات الطبيعية غير مجدية بالنسبة لك، فلا يجب أن تستسلم، لأن اللوم يقع ربما على جيناتك.

ولعل الخبر السار هو أن الباحثين باتوا قادرين حالياً على التوصل إلى علاجات تؤثر على العلة نفسها، وليس مجرد محاولة شفاء الأعراض.

(العربية.نت)