جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / هل ستؤدي العقوبات الأميركية إلى اضطرابات في إيران؟
دولار ايران

هل ستؤدي العقوبات الأميركية إلى اضطرابات في إيران؟

أوردت وكالة “الصحافة الفرنسية” تقريراً جاء فيه التالي: إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتوقع تأثيراً فوريّاً لعقوباتها الجديدة على الإقتصاد أو النظام أو الشعب في إيران، فإنّ هذا السيناريو لم يتحقق، لكن المحللين يرون أنّ طهران ستواجه وضعاً صعباً بعد فرض الدفعة الثانية من العقوبات في مطلع تشرين الثاني.

 

ووصف ترامب العقوبات التي أعاد فرضها الثلاثاء الماضي بأنّها “الأكثر إيلاماً”. وفي قوله هذا مبالغة لأنّ العقوبات التي أعاد فرضها هي فقط تلك التي كانت مفروضة قبل الإتفاق النووي المبرم في 2015 والذي انسحب منه في أيّار الماضي. وصرح مستشاره للأمن القومي جون بولتون أنّ قادة إيران “على أرض هشة للغاية” بعد أيّام من الإحتجاجات في أنحاء البلاد ضدّ ارتفاع الأسعار وعدم تطبيق إصلاحات سياسية.

 

ولكن ورغم مشاعر اليأس المنتشرة في إيران بشأن حالة الإقتصاد، والخوف على المستقبل، فقد استقبل الإيرانيون عودة العقوبات بهدوء نسبياً. ولا شك أنّ الإنتشار الأمني الواسع وانقطاع الإنترنت لعبا دوراً، كما أنّ الحصول على صورة واضحة من خارج طهران هو شبه مستحيل بسبب القيود الشديدة على التقارير. ولكن حوارات جارية على مواقع التواصل الإجتماعي تشير على الأقل إلى توقف الإحتجاجات، فيما يقول محللون إنّه من المستبعد أن تؤدّي الضغوط الإقتصادية إلى ثورة شاملة.

 

وقال هنري روم من مجموعة يرواسيا في بيان إنّ “المراقبين الغربيين غالباً ما يتسرعون في التوصل إلى استنتاجات خاطئة بأنّ التظاهرات المحلية .. هي رفض شامل للجمهورية الإسلامية”. وأضاف إنّه “رغم زيادة الإحتجاجات إلّا أنّ النظام لا يواجه بعد تهديداً على وجوده. فقوات الأمن قاسية وفعالة وموالية” للنظام.

 

أخبار جيدة

إضافة إلى ذلك فقد خرجت بعض الأخبار الإقتصادية الجيّدة هذا الأسبوع، إذ كسب الريال أكثر من 20% من قيمته منذ الأحد بفضل سياسات جديدة أعلنت عنها الحكومة بشأن صرف العملات. ويشير ذلك إلى أنّ مشاكل إيران سببها ليس فقط الضغوط الأميركية، بل كذلك الديناميكيات الداخلية. ولا شك أنّ تصريحات ترامب العدوانية ساعدت في تدهور سعر الريال الإيراني الذي فقد أكثر من نصف قيمته منذ نيسان. ولكن ذلك التدهور مردّه الأساسي قرار إيران الكارثي في ذلك الشهر تثبيت سعر الريال وإغلاق مكاتب صرف العملة، ما أدّى إلى ازدهار السوق السوداء. إلّا أنّها ألغت تلك الخطوات مؤخراً.

 

وقال محمد رضا نجفي مانيش رئيس لجنة الأعمال في غرفة طهران التجارية أنّ “الحكومة تأخرت في اتخاذ القرار، ولكنه القرار الصائب”. وأضاف إنّ العقوبات هي مسألة تأتي بعد مشاكل إيران الداخلية، كما أنّ غرفة التجارة تعقد اجتماعات مع الحكومة الأربعاء للدفع من أجل الحصول على المزيد من الدعم مثل دعم الواردات والمواد الخام. وقال نجفي مانيش: “هذه ليست أول مرة نتعامل فيها مع العقوبات. نحن نعرف كيف نبحث عن حلول، وسنبذل كل ما بوسعنا لسد احتياجاتنا محلياً”.

 

الموجة الثانية

تترتب على العقوبات الكثير من الخسائر، فقد انسحبت شركات أوروبية كبرى مثل توتال وسيمنز وبيجو من إيران قبل أن تنضج استثماراتها. وفي تشرين الثاني ستتعرض إيران الى موجة ثانية من العقوبات التي ستستهدف قطاع النفط وكذلك الملاحة والتعاملات المالية. وقال روم إنّه “في تشرين الثاني سيتبخر جزء كبير من عائدات صادرات النفط، ويرجح أن تجد البنوك الإيرانية نفسها مقطوعة عن معظم النظام المصرفي الدولي”، مضيفاً إنّ مجموعة يوراسيا تتوقع أن تخسر إيران مبيعات 700 ألف برميل يومياً.

 

ويشكّ الكثيرون في قدرة الرئيس حسن روحاني على الإستجابة بشكل فعال لهذه العقوبات، نظراً لفشله في معالجة العديد من المشاكل الطويلة الأجل بما فيها البطالة والفساد والقطاع المصرفي المتيبس. وقد استدعاه البرلمان للمطالبة بأجوبة، والأربعاء حجب الثقة عن وزير العمل في حكومته. وقال محمد رضا بهزاديان الرئيس السابق للغرفة التجارية: “القسم الإقتصادي في فريق روحاني هو أضعف جزء في الحكومة. الكل يعرف هذا لكنه لم يغير اتجاهه لأنّهم حلفاؤه”. ويقول آخرون إنّ عداء الولايات المتحدة يمكن أن يكون بالفعل فرصة، فقد نتج عنه مؤشرات على حملة لقمع الفساد بما فيها اعتقال مسؤول صرف العملات في البنك المركزي.

 

دعم شرقي

وفي حين أنّ الكثير من الإهتمام قد تركز على الجهود الأوروبية لمقاومة العقوبات الأميركية، إلّا أنّه من المرجح اتخاذ القرارات الأكثر أهمية في مكان آخر. وأظهرت الأرقام التي جمعتها الإقتصادية فايزة فوروتان، ونشرها المحلل جيمس دورسي، أنّ الصين وحدها تمثل 25,6% من واردات إيران و 19,7% من صادراتها منذ آذار، أي أكثر من جميع البلدان الأوروبية مجتمعة. وقالت الصين والهند وتركيا أنها لن تخفض بشكل كبير مشترياتها النفطية من إيران.

 

وتأمل طهران أن يفتقد ترامب للدعم الدولي التي كان يتمتع بها سلفه باراك أوباما بشأن تلك العقوبات. وصرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحافيين الاربعاء هناك فرق كبير هذه المرة (…) في السابق، لم يكن أحد يدعم إيران. لكن جميع دول العالم تدعم إيران اليوم”. وأضاف: “أميركا تتذبذب بشكل دائم ولذا فلم يعد أحد يثق بهم الآن”.

 

(وكالة الصحافة الفرنسية)