جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / هل هناك أجهزة مخابراتية تسعى لإسقاط الدولة المصرية

هل هناك أجهزة مخابراتية تسعى لإسقاط الدولة المصرية

جهاد العشي :

ما جرى في مصر”أرض الكنانة” لا يمكن فصلهما عما يجري على مستوى المنطقة والعالم، كما أنه لا يمكن فصلهما عن الواقع الداخلي في مصر ، ويبدو ان الدولة المصرية وعهد الرئيس السيسي هو الهدف الاساسي في الإعتداءات التي حصلت والتي كانت متوقعة، نظراً إلى التهديدات التي كان تنظيم “داعش” الإرهابي قد أطلقها، اضافة للفتاوى التحريضية التي تصدر عن الفكر المتطرف ما يترك علامات استفهام كبيرة.
هل هناك أجهزة مخابراتية تسعى لإسقاط الدولة المصرية المستهدفة على المستوى الإقتصادي والمادي والعسكري والامني، لإضعافها اسوة ببقية الدول العربية ورضوخا للمخططات التي تحاك للمنطقة ككل باعتبار ان مصر لا تزال تحافظ على قوة كيانها ووحدتها الاجتماعية، من هنا نرى انه لا يمكن فصل تفجيري طنطا والإسكندرية عما يحصل في المنطقة.
لذلك على الأجهزة الامنية والمخابرات المصرية فتح خطوط اتصالات مع الأجهزة الأمنية السورية والمشاركة سويا بمسألة معاداة الاخوان المسلمين، لأن التفجيرات الأخيرة في كل من طنطا والاسكندرية المصريتين عزّزت ضرورة رفع منسوب التنسيق بينهما، خصوصاً بعدما تبين أن الانتحاريين كانوا قد فرّوا منها، كما كشفت التحقيقات في الساعات الأولى للعمليتين الموضوعتين ضمن مخطط فتح ملاذ آمن للإرهاب على أي من المنافذ المصرية او غيرها في المنطقة في محاولة لتهجير أهلها وجعلها بقعة آمنة يلجأ اليها الإرهاب في سيناء».
وان الرئيس المصري يعرف أكثر من غيره اهمية التعاون مع دمشق. وهو عبّر عن استعداده لتكون مصر وسيطاً لإيجاد حل سياسيّ في ظل حكم الرئيس الأسد، ولا يزال مشهد انسحابه من القمة العربية أثناء قيام الأمير تميم بن حمد بإلقاء كلمته حاضراً في ذهن المصريين الذي يحملون ما يكفي من العداء لكل من يتدخّل في بلادهم او يدعم مشاريع التطرف. لهذا السبب دعا السيسي في اول تصريح له بعد حادثة التفجيرين الى محاسبة ليس فقط الإرهابيين بل كل الدول التي تدعمهم. وهذه إشارة ليست عبثية من السيسي».
وبالمقارنة مع الانفجارات في مصر والتصعيد في سورية في مشهد يوحي بأن سورية لم تعد أرضاً آمنة للإرهاب بعد ست سنوات من الازمة. وهو الامر الذي يؤكده الخبراء الأمنيون بعد سلسلة المحطات التي تقدم فيها الجيش السوري، ليبقى الأهم ان معارك الشمال، خصوصاً الرقة وادلب تقترب أو ربما ينحصر مصير داعش والنصرة فيها بشكل أوحد. وبالتالي فإن عاجلاً أو آجلاً موعد المعركة مقبل،
وبانتظار الأميركيين وحسم التعاون مع روسيا سلباً أو إيجاباً تقع على عاتق دول مثل لبنان ومصر مسألة التنسيق الضروري مع الأجهزة الأمنية السورية لمتابعة حركة وتنقلات الإرهابيين، إضافة الى إنشاء غرفة أمنية مشتركة لمتابعة حركة النازحين أيضاً والمخيمات السورية التي تضم عدداً لا يستهان فيه ببعض الأماكن من الإرهابيين الذين يحتمون بين العائلات اللاجئة، ولا يبدو أي من الدول العربية المتضررة من أي مخاطر ممكنة أكثر من مصر ولبنان. وهي الدول التي يجدر تحذيرها مما يُحاك لها بانتقال بعض المجموعات الإرهابية إليها هرباً من سورية.
لذلك يبقى التنسيق مع سورية الذي لم يعُد «ترفاً» بل خياراً، هو ما ستنحو اليه الامور بعد التفجيرات المصرية. لأن القاهرة باتت مقتنعة بضرورة هذا الخيار، وإلا فإن الامور ستزداد سوءاً في الداخل المصري الذي يضمّ ملايين المؤيدين للاخوان المسلمين القادرين على تحويل المشهد الى ما لم يكن متوقعاً.
وأن التعاون الموجود بنسبة معينة بين المخابرات المصرية والسورية في مطاردة الإرهاب سيتوسّع، لأن لا أحد مستعد لتسليم بلاده الى داعش أو تخصيص منطقة آمنة للإرهاب ليقطن فيها، كما ان الأوروبيين خصوصاً البريطانيين يجهدون بعد حادثة ويستمنستر لفتح اتصالات مع الدول المعنية.
وبما ان الإرهاب الذي يهدد كل دول العالم علينا مكافحتة وعدم إنتظاره بل الذهاب إلىه بحرب إستباقية كما انه “حان الوقت لإنهاء هذه الحرب الوحشية لأنّ شرّ هذا الارهاب سيطال العالم بأسره”، وعلينا البدء بالمعركة الاساسية لمكافحتة لقلب موازين اللعبة المخابراتية التي صنعت الارهاب ووضعته في المنطقة باسم الاسلام.