جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / هل يخلق التأخر “أزمة ديبلوماسية” بين بيروت والرياض..

هل يخلق التأخر “أزمة ديبلوماسية” بين بيروت والرياض..

لم تَخرج بيروت أمس عن حال الانشدادِ التي سادتْ العالم حيال كلمة الرئيس دونالد ترامب حول استراتيجية الأمن القومي الأميركي خلال المرحلة المقبلة و«خريطة الطريق» للتصدّي للتهديدات العالمية و«الأنظمة المارقة» مِثل كوريا الشمالية وإيران، وأيضاً بإزاء الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
ولئن كان لبنان معنياً بهاتين المحطتيْن، باعتبار أنه صار في «مرمى» المواجهة الأميركية والعربية مع طهران لكون «حزب الله» الذراع الإيرانية الأقوى في مشروع تمدُّدها الخارجي، ناهيك عن أن ملفّ القدس تحوّل ورقةً بيد الحزب الذي أطلق إشاراتٍ الى تحويل البلاد «مقاومة لاند» لمحور إيران، فإن بيروت يفترض أن تستقبل اليوم منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في زيارةٍ بعنوان «تقديم مزيد من الدعم الأوروبي لمؤسسات الدولة اللبنانية ولرئيس الوزراء سعد الحريري»، وهي المحطة التي تكتسب أهمية خاصة باعتبار أنها تأتي بعد 11 يوماً من «تدويل» تفاهُم «النأي بالنفس» الذي عاد على أساسه الحريري عن استقالته (كان أعلنها من الرياض في 4 نوفمبر الماضي) وذلك خلال اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس والذي خلص الى تأكيد نأي لبنان ومكوّناته عن أزمات المنطقة ونأي اللاعبين الإقليميين عنه، مع تذكير بارز بمندرجات القراريْن 1701 و1559 كأرضية لمعالجة سلاح «حزب الله» تحت سقف حوار وطني حول الخطة الوطنية للدفاع.
وفيما كانت التقارير عن مقتل خبير متفجرات لبناني مع 9 عناصر من ميليشيات الحوثي في غارات شنّتها مقاتلات التحالف العربي في اليمن، الى جانب تأكيد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني «أننا سنبقى في سورية حتى القضاء على المجموعات الإرهابية»، تعكس ان الترجمات العملية لـ «النأي بالنفس» تبقى رهْن انتهاء «حرب تقسيم النفوذ» بالمنطقة وسط صعوبة تَصوُّر تَراجُع طهران (وحزب الله) في ظل ما تعتبره «انتصارات» حققتْها، فإنّ الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء اللبناني اليوم والتي يفترض ان يودّع معها 2017 ستحمل إثارة ملفٍ بات يثقل على العلاقات اللبنانية – السعودية ويتّصل بقبول اعتماد السفيريْن الجديديْن في كل من الرياض وبيروت.
وثمة مَن بات لا يُخفي الخشية من أن يكون هذا الملف دخل في سباقٍ بين «أيهما أولاً»: هل اكتمل نصاب الموافقة السعودية على اعتماد السفير المعيّن لديها فوزي كبارة أو قبول لبنان اعتماد وليد اليعقوب رسمياً (عبر تحديد موعد له لتقديم أوراق اعتماده لدى رئيس الجمهورية) هو الذي وصل إلى بيروت قبل نحو شهر؟ علماً ان دوائر تبدي قلقاً من احتمال أن يفضي التأخر في بتّ اعتماد اليعقوب الى أزمة ديبلوماسية مع الرياض التي أشارتْ تقارير الى أنها لم تكن مرتاحةً لتبلُّغها اسم السفير اللبناني المقترَح لديها عبر وسائل الإعلام وليس من خلال القنوات الديبلوماسية كما تقضي الأعراف.
وفي غمرة استمرار تفاعلات كلام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قبل أيام عن «ان الرئيس عون وحزب الله استخدما الحريري كواجهة لتغيير قانون الانتخاب»، وتأكيده ان الرياض «ستنتظر وترى» مدى الالتزام بما وعد الرئيس نبيه بري به الرئيس الحريري حول ان «لبنان سيكون حيادياً بشأن ما يحدث في العالم العربي وبأنه سيُعطى الهامش السياسي للعمل».
وكان لافتاً امس نفي بري ان يكون أتى على ذِكر الحياد «من قريب أو بعيد، وإنّما تعهّدت بالنأي بالنفس لا أكثر ولا أقلّ، ونفّذت والتزمتُ»، معتبراً في ما خص امكان إدخال تعديلات على قانون الانتخاب او تعطيل الانتخابت المحددة في 6 مايو: «أعوذ بالله، لا تعطيل ولا تغيير ولا تعديل».

(الراي)