جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / هل يعود سعد الحريري؟
IMG-20230503-WA0035

هل يعود سعد الحريري؟

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
على طريقة الممثّل الكوميدي السوري دريد لحّام، نقول:لمعرفة إذا ما كان الرئيس سعد الحريري سيعود الى لبنان، لا بدّ من معرفة الأسباب والظروف التي دفعته الى الخروج من لبنان، قبل سنوات قليلة من الزمن؟
داخليّاً، كان السبب المباشر هو “القرف السياسي” المتأتّي من إستشراء الفساد في البلد، واستعصاء أيّ محاولة للإصلاح، بفعل العلاقة المتينة ما بين إمساك دويلة حزب الله بمفاصل الدولة الأساسيّة، مقابل فلتان يد جبران باسيل والتيّار الوطني الحر في مختلف مؤسّسات الدولة، من أصغر موظّف في شركة قاديشا، إلى أعلى مرتبة دبلوماسيّة في وزارة الخارجيّة، إضافة إلى الفساد والصفقات في كلّ مشروع صغير كسبيل ماء مثلاً، إلى أكبر السدود المائيّة التي لا تحفظ – كما تبيّن فيما بعد – نقطة ماء واحدة!
خارجيّاً، ليس خافياً على أحد الحديث عن عدم رضى سعودي على المهادنة التي كانت قائمة، ما بين ثنائيّة حزب الله (وضمناً نبيه برّي) – جبران باسيل من جهة، وبين رئاسة الحكومة ممثّلة بالرئيس الحريري ومن لفّ حوله من وزراء (محمد شقير نموذجاً، وجمال الجرّاح نموذجاً آخر..)، ما جعل القطيعة شبه واقعة بين لبنان والإخوة العرب، بدءً من المملكة الى كافة دول الخليج!
فهل تغيّر شيء جوهريّ في هذا الواقع الداخلي – الخارجي حتى يعود “الرئيس”، كما جاء في اليافطات المعلّقة في شوارع طرابلس، وكما جاء في بعض الأحاديث عن عودة قريبة للبثّ التلفزيوني على محطّة المستقبل، وعن عودة إلكترونيّة للجريدة؟
لا شيء يوحي بتحوّل جذريّ في المعادلة الداخليّة.لا زال حزب الله يبحث عن “شبيه” للرئيس السابق ميشال عون، لن يكون أقلّ تبعيّة له ولامتداداته الإقليمية، كما لن يكون بعيداً عن إسترضاء جبران باسيل من خلال إغرائه بأعلى المناصب الرسميّة، إذا ما قبل بوصول سليمان فرنجيه الى قصر بعبدا.
كما أنّ السعودية تؤكّد في ما تؤكّده أنّها ليست في وارد المقايضة (فرنجيه مقابل نوّاف سلام)، رافعة بعض الفيتوات غير المعلنة في وجه أيّ مرشّح رئاسيّ محسوب بالكامل على خطّ الممانعة، وفي وجه طاقم رؤساء الحكومة السابقين من نجيب ميقاتي، الى تمّام سلام، الى الحريري نفسه.
لا شيء يوحي بالتبدّل بين الأمس واليوم، ما يجعلنا نستنتج أن لا بشائر بعودة قريبة للحريري، وأنّ غربته قد تطول وتطول، وأنّ حالة الإحباط السنيّ في الساحة اللبنانية ليست بالكافية لتوفير شروط هذه العودة!