جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / هولاند قلد الحريري وساما من رتبة كوموندور .. فرنسا صديقة وفية للبنان دوماً
Francois-Holland Saad-Hariri (9d5b53d5b123b25ac234e2690219483f)

هولاند قلد الحريري وساما من رتبة كوموندور .. فرنسا صديقة وفية للبنان دوماً

قلد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء اليوم، في احتفال اقيم في قصر الإليزية، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وسام جوقة الشرف برتبة كوماندور باسم الدولة الفرنسية، في حضور عقيلة الرئيس الحريري السيدة لارا وأفراد عائلته، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الثقافة غطاس خوري، النائب بهيه الحريري، شفيق الحريري وزوجته، السيدة نازك الحريري، ايمن الحريري وزوجته، انس القاروط وعقيلته هند الحريري والسيد نادر الحريري.

كما حضر الحفل النائب السابق باسم السبع، المستشار بازيل يارد، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل ، القائم بالاعمال اللبناني في باريس غدي خوري، السفير السابق جوني عبده وعدد من اصدقاء العائلة.

استهل الحفل بكلمة للرئيس الفرنسي قال فيها:
“دولة رئيس مجلس الوزراء
ايها السيدات والسادة
نحن مجتمعون هنا لتقليدكم وسام الشرف من رتبة كوماندور وذلك للاعمال التي قمتم بها انتم من اجل لبنان ولكي نحيي مرة اخرى روابط الصداقة التي تربط لبنان وفرنسا، وفي هذا المجال قد كانت لكم مساهمة كبيرة. ونحن نجتمع اليوم في حضور أفراد عائلتك وأصدقائك، بالتأكيد ليسوا جميعهم هنا لأن عددهم كبير، ولكننا نود أن نحيي زوجتك لارا وأبنائك الثلاثة حسام، لولوة وعبد العزيز، وعمتك السيدة بهية الحريري والسيدة نازك الحريري المتواجدين معنا اليوم.

نحن ندرك تماما أن هناك استمرارية. فمنذ عشرة أعوام منحك الرئيس جاك شيراك هنا أيضا وسام تقدير، وأنت هنا اليوم لأنك تستمر في حمل شعلة والدك الذي وقع ضحية اغتيال وانفجار في 14 شباط 2005، وهو كان يمثل الاعتدال، وعرف كيف يخرج لبنان من الحرب الأهلية من خلال الحوار والتسوية والمصالحة بين اللبنانيين. وهو رئيس مؤسسة ورجل أعمال أتى من عائلة متواضعة، وساهم بشكل كبير في اعادة اعمار بلده، كما ان استشهاد الرئيس رفيق الحريري سمح للبنان بالتحرر من الاحتلال السوري الذي استمر 30 عاما، واغتياله شكل صدمة كبيرة لكم ولعائلتكم وللبنان. ولكنكم عرفتم كيف تستمرون في المسيرة وتمضون قدما وتقودون تيار المستقبل في النضال للحصول على استقلال وسيادة لبنان. كما عرف اللبنانيون كيفية الإعراب عن ثقتهم بالتيار الذي ترأسونه من خلال الانتخابات النيابية في عامي 2005 و2009.

وفي العام 2011 أرغمتم على مغادرة لبنان بسبب تهديدات طالتكم، والحرب كانت قد بدأت في سوريا ومواقفكم ضد النظام السوري وضعتكم في خطر. وطوال تلك الفترة شاركتم بفاعلية في الحياة السياسية اللبنانية وشجعتم على حصول الحوار بين كل الأطياف لإخراج لبنان من الأزمة التي كان يغرق فيها. كم من مرة جئتم إلى هنا، إلى باريس، إلى قصر الأليزيه لنتحاور ونتشاور بشأن الوضع في لبنان، ولكي تعرب عن استعدادك للبحث عن حلول لجمع كل الأطراف اللبنانيين، وأنك مستعد ولن تألو اي جهد ممكن لدعم وحدة لبنان، كما فعلت دوما.

هذا بالتأكيد ما قمتم به عندما ساندتم ترشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وهذا الحل وضع حدا للفراغ الرئاسي الذي استمر اكثر من سنتين، الامر الذي منع لبنان من مواجهة التحديات التي تعترضه.

ومرة جديدة أعربت عن اهتمامك بالمصلحة العامة وتحملت المسؤولية، وأنت اليوم رئيس حكومة أسميتموها حكومة استعادة الثقة، والثقة هي التي كان يجب استعادتها في لبنان. ومن الضروري أيضا أن تترجم استعادة الثقة هذه من خلال الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة.

وقد تحدثنا أيضا وتباحثنا في التحديات التي يمر بها لبنان مع وصول الحرب السورية إلى أبوابه ووجود مليون ونصف مليون نازح سوري يشكلون بالنسبة للبنان ضغطا كبيرا على البنى التحتية والخدمات التي يجب تأمينها وضغطا معنويا اذ يجب ايجاد حل لهؤلاء النازحين، وقد عرفتم كيف تواجهون هذه المسألة، كما ان لبنان يواجه التهديد الإرهابي مع وجود داعش على الحدود مع سوريا ومحاولته دخول لبنان، وقد تمت مواجهة هذه الاعتداءات التي تعرض لها بلدكم.

كل ذلك يدعو إلى تضامن المجتمع الدولي تجاه لبنان وتضامن فرنسا بشكل خاص، إزاء هذه العملية التي من شانها ان تبلسم جراح اللبنانيين مع تسليم المساعدة الإنسانية، كما تقوم به فرنسا، وأن نتمكن أيضا من إقناع المستثمرين للمجيء إلى لبنان، ووجودكم على رأس الحكومة يساعد بالتأكيد في ذلك.

كما أود أن أشير إلى أنكم بذلتم كل ما في استطاعتكم بحثا عن الحقيقة في ما يتعلق باغتيال والدكم، وانكم مستمرون في البحث عن حقيقة اغتياله بنفس الطريقة التي تدافعون فيها بشكل دائم، لاحترام لبنان لالتزاماته الدولية وتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن.

وخاطب الرئيس الفرنسي الرئيس الحريري بالقول: الشيخ سعد الحريري، في هذه الفترة أيضا التي تسودها الاضطرابات، يمكنكم أن تعتمدوا على مساندة ودعم فرنسا، ويجب أن يدرك لبنان أنه سيجد في فرنسا صديقة وفية له دوما، وهي ستقف دائما إلى جانبكم في مناسبات الفرح، كما اليوم، ومن خلال كل التجارب التي شهدتموها. وفرنسا تبقى ملتزمة ضمن قوات الطوارئ المتواجدة في جنوب لبنان، وأذكركم بوجود نحو 850 عنصرا وجنديا فرنسيا ضمن هذه القوات، ومنذ شهر تقريبا زار وزير الدفاع الفرنسي لبنان لتنفيذ خطة المساعدة التي اطلقتها للجيش اللبناني.

أخيرا نحن نعمل سويا ودوما من أجل حمل أفكار الفرنكوفونية، ولبنان بالتأكيد يفعل أكثر من التحدث بالفرنسية، فهو يحمل الفرنسية في قلبه، ويحمل ميثاق الصداقة والثقافة الفرنسية، كما نفعل نحن إزاء الثقافة اللبنانية. فعدد كبير من الكتاب اللبنانيين متواجدون هنا ضمن الأكاديمية الفرنسية، وكلما كان هناك مهرجان للفرنكوفونية، سواء للسينما أو للكتب، فهو يقام دوما في لبنان، حتى في الأوقات التي كانت تسودها التوترات والخوف على الأمن والسلام، كنا نصر دوما على إقامة هذه المناسبات في لبنان، لنعرب ونثبت التزامنا بالفرنكوفونية وبلبنان، وبالتأكيد هذه العلاقة تؤكدها أعمالكم وصداقتكم لفرنسا وكل الدعم الذي تحملونه لسياستنا الخارجية في أصعب الأوقات وأدقها.

وهذا الحفل اليوم هو لتوجيه تحية للروابط المتينة بين فرنسا ولبنان ولصمودكم ووقوفكم إلى جانبنا، وبالنسبة لكم إنه يوم كبير وكذلك لفرنسا وللصداقة وللبنان”.

الحريري
ثم رد الرئيس الحريري بكلمة قال فقها:
“السيد الرئيس فرانسوا هولاند
سيداتي وسادتي،

إنه لشرف عظيم، يا سيادة الرئيس، أن أتسلم من يديك وسام جوقة الشرف من رتبة كوماندور.

وهذا الشرف تشملون به كذلك اولا عائلتي الصغيرة الموجودة هنا معنا وعائلتي الكبيرة التي تضم كل اللبنانيين واللبنانيات الذين يكنون تعلقا خاصا بفرنسا.

باسمهم جميعا أشكركم. وأريد أن أعرب لكم سيدي الرئيس، عن مدى تقديري للفتتكم التي قمتم بها اليوم.العلاقات التي تربط بين بلدينا قوية وقديمة. لكن الصداقة التي لطالما أظهرتموها تجاه لبنان وتجاهي أنا شخصيا، لا تنسى.

خلال كل مراحل حكمكم سيدي الرئيس، وجدت لديكم استماعا فيه قدر كبير من الانسانية والسياسة معا فضلا عن القوة الدافعة التي شكلتموها تجاه لبنان للدفاع عن القيم التي يمثلها.

هذه القيم، اي قيم التعايش والحوار والاعتدال والعدالة مهددة اليوم من قبل المتعصبين في منطقتنا ورهاب الأجانب في هذا الجانب من البحر الأبيض المتوسط.
وتأكدوا أننا سنواصل معا كفاحنا ضد هذين الطرفين من اجل التنور ومن اجل مواطنينا ومن اجل عالم أفضل.

شكرا السيد الرئيس، وأشكر جميع الذين عبروا لي عن صداقتهم من خلال مشاركتهم لي هذه اللحظات التي لا تنسى.

وفي هذه اللحظات افكر بتأثر عميق بوالدي الذي كان ليفخر جدا بهذا التكريم الذي يستحقه هو بشكل كامل.

شكرا لك”.

محادثات
وكان الرئيس الحريري قد وصل الى قصر الاليزيه عند الخامسة الا ربعا من عصر اليوم حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وعقد معه اجتماعا حضره السيدان نادر الحريري وبازيل يارد وسفير فرنسا في لبنان ايمانويال بون ومسؤول العلاقات الخارجية في الاليزيه جاك اوديبير تم خلاله عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة ومعاناة لبنان جراء ازمة اللاجئين السوريين وكيفية زيادة دعم المجتمع الدولي له.