جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / واشنطن أبعدت شبح الفوضى عن لبنان.. “لعِبتها” خلف الكواليس وقلبت المعادلة!
واشنطن

واشنطن أبعدت شبح الفوضى عن لبنان.. “لعِبتها” خلف الكواليس وقلبت المعادلة!

نشرت قناة “ABC News” الأميركية تقريراً شرحت فيه الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في نزع فتيل الأزمة التي كان من الممكن للمغامرة السعودية في لبنان إشعالها، ملمحةً إلى أنّ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري أكّدت أنّ دورها كلاعب أساسي ما زال قائماً وسطر عودة فرنسا إلى الساحة الدولية.

ورأت القناة أنّه تبيّن أنّ استقالة الحريري لعبة على النفوذ لعبها أحد أهم حلفاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، أي السعودية، محذرّةً من أنّه لولا تدخّل واشنطن وباريس لكان من الممكن أن تكون المنطقة على شفا حرب.

وتحّدّثت القناة عن سعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تنحية سعد الحريري، الذي رآه ليناً في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة واستبداله بشقيقه بهاء، ناقلةً عن مصدر ديبلوماسي أميركي قوله: “لم يتحمّس الناس لحلوله مكان شقيقه”.

من جهتها، قالت مديرة مبادرة حل الصراع وحوارات المسار الثاني في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، رندة سليم: “لعب الديبلوماسيون وصناع القرار الأميركيون الدور الأبرز في الحد من خطوة السعودية الانفعالية وتحديد المسار الواجب سلوكه من أجل نزع فتيل الأزمة”، مؤكدةً أنّ مغامرة بن سلمان حدّدت نيّته مواجهة إيران بقوة.

ولفتت القناة إلى أنّه بدا أنّ إشادة ترامب بجهود الحريري في قتال “داعش” والمخاوف من قدرة استقالته على إشعال حرب بين لبنان وإسرائيل، وهما مسألتان تضطلعان بأهمية جوهرية بالنسبة إلى واشنطن في المنطقة، لم تحميا الحريري من خطط بن سلمان الجديدة.

دور فرنسا

في هذا الصدد، نقلت القناة عن مصادر قريبة من عائلة الحريري قولها إنّ رئيس الحكومة بعد تحدّيه السعودية في خطوة غير مسبوقة دعا الحلفاء الخارجيين إلى مساعدته، لا سيّما فرنسا.

واعتبرت القناة أنّ استقالة الحريري شكّلت اللحظة المثالية لرئيسها الجديد والطموح إيمانويل ماكرون لمحاولة إعادة الدور المحوري الذي كانت تضطلع به بلاده في المنطقة قبل أن تنحّيها الولايات المتحدة، مشدّدةً على أنّها استخدمت أصولها كافة لإدارة الأزمة.

وشرحت القناة بأنّ ماكرون زار الرياض قادماً من أبو ظبي في اللحظة الأخيرة بناء على توصية ولي عهدها، الأمير محمد بن زايد، حيث عرض قضية الحريري مع بن سلمان، وفقاً لمصدر ديبلوماسي فرنسي، مستدركةً بأنّ دوره لم يكن كافياً لحلحلة وضع الحريري ذلك اليوم.

ضربة الولايات المتحدة القاضية للخطة السعودية

في هذا الإطار، كشفت القناة أنّ الولايات المتحدة دوراً خلف الكواليس لتسديد ضربة قوية للخطة السعودية في لبنان تزامناً مع الجهود الفرنسية، مشيرةً إلى أنّ مسؤول مساعد وزير الخارجية الاميركي، ديفيد ساترفيلد، التقى وزير الشؤون الخليجية السعودي، ثامر السبهان، وأوضح له أنّ بلاده لا تؤيد طريقة تعاطي السعودية مع ملف الحريري، على الرغم من أنّها تتوافق معها بشأن الحاجة إلى مواجهة إيران و”حزب الله” بقوة أكبر.

وقالت القناة بأنّ الولايات المتحدة تؤيد اتباع مقاربة “مدوزنة” أكثر في لبنان، نظراً إلى أنّه من شأن حصول أي تفكّك في الدولة أن يعقّد الجهود الأميركية الهادفة إلى حل الأزمة السورية ومواصلة إرساء استقرار في العراق.

وفيما أكّدت القناة أنّ السبهان تلقى الرسالة نفسها من مجلس الأمن القومي الأميركي، ذكّرت بتصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الداعم للحريري وبتحذيره من استخدام لبنان ساحة لحروب الوكالة، لافتةً إلى أنّ السعودية أدركت حينذئذ أنّ خطتها المبدئية لن تنجح.

وعليه، خلصت القناة إلى أنّ الأزمة لم تنته بعد، فما زالت الصفقة التي تبرم من أجل لبنان مرهونة باتفاقات هشة ومعرضة لخطر التوترات السعودية-الإيرانية، على الرغم من جهود الوساطة الفرنسية التي ما زالت مستمرة، ناقلةً عن الأستاذ المحاضر في جامعة “واشنطن”، فراس مقصد، قوله: “ما زالت السعودية ملتزمة برفضها إقدام حليفها في لبنان، لا سيّما الحريري، توفير الغطاء لـ”حزب الله”.

( “لبنان 24” – ABC News)