جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / 20 رصاصة مزّقت جسد الطفلة وزيّها المدرسي.. قتلوها بدم بارد
ofv

20 رصاصة مزّقت جسد الطفلة وزيّها المدرسي.. قتلوها بدم بارد

ورد في صحيفة “الحياة”: “فاطمة طفلة صغيرة، نحيلة، لا يزيد وزنها على 40 كيلوغراماً. لا تستطيع أن تحمل سكيناً… لم تهدد أحداً. قتلوها بدم بارد”، قال محمد حجيجي عم الفتاة فاطمة حجيجي (16 سنة) بعدما سمع خبر مقتلها بأيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي في باب العمود في القدس المحتلة نهار الأحد الماضي.

وكان عدد من أفراد عائلة فاطمة يجلسون في خيمة الاعتصام التي أقيمت في بلدتهم قراوة بني زيد قرب رام الله تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام، عندما سمع بنبأ سقوط الفتاة الصغيرة.

وقال عمها: “مزّق الجنود جسدها بعشرين طلقة، فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة عليها، ومزقوا جسدها الصغير”. وأضاف: “كان يمكنهم أن يطلقوا عليها رصاصة أو رصاصتين أو ثلاث، لكنهم أمطروها بالرصاص”. ويتحصن الجنود الإسرائيليون في باب العمود، أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة، خلف حواجز معدنية تفصلهم عن المارة. وقال عم فاطمة: “لو افترضنا أن ادعاء الجنود صحيح، وأنها كانت تحمل سكيناً، فكيف لفتاة صغيرة نحيلة أن تشكل خطراً على جنود مسلحين متحصنين خلف حواجز معدنية”. وتابع: “كان بإمكانهم أن يعتقلوها، أو أن يصيبوها بجروح، أو أن يطلقوا الرصاص على رجليْها، أو أن يطلقوا رصاصات عدة، لكنهم أطلقوا وابلاً من الرصاص، أطلقوا حقداً وانتقاماً”.

وأظهرت صور التقطت لفاطمة عقب سقوطها تمزق زيها المدرسي نتيجة تعرضها لإطلاق نار كثيف. وكانت فاطمة غادرت بيتها في ساعات الصباح إلى مدرستها في القرية، لكنها توجهت إلى مدينة القدس. وتقول عائلتها إنها ذهبت إلى القدس لزيارة أقرباء. أما السلطات الإسرائيلية فقالت إنها أظهرت سكيناً في وجه الجنود، وإنها كانت تنوي القيام بعملية طعن.

وكانت فاطمة اعتقلت قبل نحو عام في مدينة الخليل، لكن السلطات أطلقت سراحها بعد عشرة أيام. وفي السجن، تعرفت فاطمة إلى الأسيرات اللواتي تركن أثراً في حياتها. ومن هؤلاء عميدة الأسيرات لينا جربوني التي أطلق سراحها الشهر الماضي. وكتبت فاطمة على صفحتها في “فايسبوك” قبيل إطلاق سراح فاطمة: “خالتي لينا يا أحلى من القمر، أنت كنت أمنا الثانية في السجن، أنت التي ساندتينا في محنتنا، الحرية قريبة يا أحلى أم في الدنيا”. كما كتبت قبيل استشهادها بأيام على صفحتها في “فيسبوك”: “قوموا استشهدوا… قوموا نفذوا عمليات”.

وقال باحثون في مؤسسات حقوق الإنسان إن الجنود كان يمكنهم أن يسيطروا على فاطمة واعتقالها بكل سهولة، لكنهم آثروا قتلها. ودانت مؤسسات حقوق الإنسان والبعثات الديبلوماسية الأجنبية قتل الطفلة الصغيرة بدم بارد. وقال ديبلوماسي غربي لـ “الحياة”: “كل رجل شرطة في العالم يتلقى تدريباً على الإمساك بأي شخص يهدده بسلاح أبيض، لكن الجنود الإسرائيليين يفضلون القتل حتى لطفلة صغيرة مثل فاطمة”.

وفاطمة هي الشهيدة الرقم 306 التي تسقط منذ هبة تشرين الأو عام 2015، ومن بينهم 29 شهيدة (11 منهن قاصرات). وبيّنت تقارير مؤسسات حقوق الإنسان أن من بين الشهداء 169 أعدموا بطريقة مباشرة من الجنود “على خلفية تنفيذ عمليات طعن أو دهس أو للاشتباه بذلك”.

وسقط في باب العمود، وهو الموقع الذي سقطت فيه فاطمة، 13 فلسطينياً. وقال تقرير لمؤسسة “الحق” إن من بين الشهداء 72 طفلاً وقاصراً تحت الثامنة عشرة.

18402581_10155510749453646_2925548131384475922_n

(الحياة)