جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / 6 قتلى في 6 أيّام!
739130Image1

6 قتلى في 6 أيّام!

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
كلّ يوم قتيل،لا مبالغة ولا مغالاة إعلاميّة:6 قتلى في 6 أيّام، عدا الجرحى والإصابات الحرجة.في البداوي، أدّى إشتباك مسلّح إلى مقتل الشاب وسام محرز، فيما سلّم مطلق النار هادي عامر أريش نفسه إلى الجهات الأمنيّة المختصة، والأسباب تعود إلى النفوذ في المنطقة المذكورة..في كفرشلان الضنيّة، أصيب شيخ الصلح محمود عمران برصاص الإختلاف حول توزيع بعص الحصص الغذائيّة ما تسبّب بوفاته على الفور..في وادي خالد، لأسباب خلافيّة سابقة، جرى تبادل لإطلاق النار حيث أصيبت إمرأة حامل برصاصة قاتلة..في بلدة العمارة عكار، إندلع إشتباك بين عائلتي الحلو وبريص وانتهى بمقتل الشاب علي بريص، وذلك يعود لقطع شجرة ليمون.وقد استتبع سقوط قتيل عملية إحراق واسعة للبيوت والسيارات، ما استدعى تدخّل قوّات كبيرة للجيش..على طريق المنية – بحنين قام مسلّحون يستقلّون سيارة رباعيّة الدفع بإطلاق الرصاص على محلّ لبيع أجهزة الطاقة الشمسية، ما أسفر عن مقتل صاحب المحل عثمان عثمان، إضافة إلى حسن حمّود الذي كان يتواجد في المكان، وذلك لأسباب ثأريّة.
في التبّانة، تكاد المفرقعات التي يتلهّى بها الأولاد بعد الإفطار تتسبّب بنوع من “حرب الشوارع” إذا صحّ التعبير، حيث يسقط الجرحى من الطرفين المتنازعين ومن المارّة، وبعضهم يقبع في المستشفيات في حالة حرجة، كما هي حال الشاب وليد شرحولي المتواجد في العناية الفائقة جرّاء إصابته برصاصة في الرأس..في الزاهريّة، جرى تبادل لإطلاق النار ما أسفر عن إصابة طفلة..والحبل على جرّار الإشكالات الفرديّة التي تنتقل فوراً إلى تبادل الرصاص بين العائلات أو المجموعات، دون حسيب ولا رقيب، فيما تسعى دوريّات الجيش إلى لملمة الأوضاع بما تيسّر لها من إمكانات..ولكن دون جدوى، فالملقّ فالت وسط تساؤلات المواطنين:وينيّه الدولة؟
بداية، أين نوّاب المدينة ونواب عكار من هذه المقتلة المتواصلة والتي حصدت حتّى تاريخه (6 قتلى في 6 أيّام)، وماذا ينتظرون حتى يبادروا إلى البحث في تدابير أمنيّة – إجتماعيّة يمكن أن تخفّف من هدر الدم المباح في شهر رمضان المبارك؟
أين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي من الفلتان الفائض في العاصمة الثانية..أليسا هما المسؤولين المباشرين عن الأمن والسلامة العامة. ولماذا لا يبادران الى عقد إجتماع طارئ لمجلس الأمن الفرعي واتّخاذ التدابير التي يمكن أن تخفّف من الحوادث الجوّالة، والتي باتت تصيب بالشلل كلّ شوارع المدينة، حيث يُنقل الجرحى وسط وابل من رصاص راكبي الموتوسيكلات، عدا التعرّض للجسم الطبّي في هذا المستشفى أو ذاك، كما حصل في طوارئ المستشفى الإسلامي؟
ثمّة معضلة كبرى تحيط بالأداء الأمني في المدينة.لا بدّ من إعادة النظر بما يسمّى “الأمن بالتراضي” أو “الأمن العشائري” كما حصل مؤخّراً في صلحة إنتهت بتبويس اللحى، بلا إجراءات قانونية ولا توقيفات، علماً بأنّ المشتبكين قد تسبّبوا بخسائر فادحة في زجاج السيارات وواجهات المحلّات..لا بدّ من تدخّل السياسيين في ما يجري، فلا يعود يقتصر دور النائب على الإدلاء بتصريح، أو تأدية واجب العزاء. المدينة في خطر، وخاصّة في الليل، حيث تبدو مخطوفة بالرغم من بعض المظاهر المفرحة في بعض شوارعها، وكأنّنا نعيش في مدينة منفصمة، يتجاور فيها التسيّب الأمني مع أراكيل المقاهي، ويتسابق فيها أزيز الرصاص مع موسيقى السهر..ولكنّ الخوف، كلّ الخوف، أن نتحوّل إلى المساكنة بين القتل المنتشر والأمن بالتراضي، و”حايد عن راسي بسيطة”!
نحن نخسر مدينتنا رويداً رويداً، وبشكل أدقّ نحن نخسر روح المدينة التي تجمعنا، والتي من دونها نسقط في متاهة لا قعر لها!